تحوّل مترو القاهرة من ملاذ لكثير من المصريين في التنقل، هرباً من الزحام، إلى مصدر شكوى ومعاناة مزمنة، بسبب أعطاله المتكررة، فضلاً عن ضجيج الباعة المتجولين داخل عرباته، ممن تتزايد أعدادهم يومياً.
حين يقودك اختيارك، أو اضطرارك، إلى ركوب المترو، ستجد نفسك بعد لحظات بين من ينادي بأعلى صوته لترويج بضاعته، من أدوات المطبخ المختلفة، والمناديل، وإبر الخياطة، وبطاقات الشحن، وجوارب النساء والرجال والأطفال، وأدوات تنظيف الأحذية، وإكسسوارات الموبايل التي تحمل شعارات مقلدة لماركات عالمية، والمشروبات الساخنة مثل الينسون والكركديه وقطع الحلوى وألواح الشوكولاتة.
تمتلئ عربات المترو بخطوطه الثلاثة "المرج - حلوان" و"الجيزة - شبرا الخيمة" و"العتبة - مصر الجديدة" بهؤلاء الباعة، وإن كان الخط الأول هو الأكثر اكتظاظاً بهم، حتى يبدوا كأنّهم ينافسون الركاب.
اقــرأ أيضاً
لا تقتصر المشكلة على العربات، بل تمتد إلى الأسواق العشوائية عند كلّ أسوار المترو من الخارج، إذ باتت سوقاً موازياً يعطل حركة المرور. ولا يخلو الأمر من تجاوزات على التيار الكهربائي الذي يسرقه الباعة علناً، وأمام المسؤولين، ويشغلون الأغاني الشعبية بأصوات عالية. من تلك المحطات على الخط الأول "المرج الجديدة" التي تعد سوقاً للمسافرين إلى محافظات بحري والقناة، خصوصاً السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد. ولا تختلف محطة "عزبة النخل" كثيراً. أما في محطة المطرية فهناك بائعو فاكهة على بعد متر واحد من رصيف المحطة، وبائعو إكسسوارات موبايل، وموقف خاص بالتوك توك. في محطة "حلمية الزيتون" تعرض الملابس. وفي محطة "كوبري القبة" عدد من الفلاحين يبيعون الجبن والخضر الجاهزة. وأمام محطة "سعد زغلول"، حيث مجمع للوزارات الحكومية، سوق كبير لبيع الملابس والخضر والمناديل وغيرها، وهو الأمر نفسه في محطات "دار السلام" و"حدائق المعادي" و"المعادي".
كذلك، تتحكم الأسواق الشعبية في أسوار الخط الثاني لمترو الأنفاق، فمحطة "كلية الزراعة" بشبرا الخيمة تسيطر عليها حالة من الفوضى والعشوائية، بعدما تحول السور الخارجي لها إلى سوق كبير. وتحول محيط محطة "روض الفرج" إلى مركز لباعة عربات الكارو الخاصة ببيع الفاكهة، وهؤلاء بالذات يتشاجرون مع المارة وسائقي السيارات. وتظهر حالة من العشوائية أمام محطة "العتبة" ومحطات "البحوث" و"الدقي" و"فيصل".
اقــرأ أيضاً
تبدأ عمليات البيع داخل عربات المترو، منذ الخامسة والنصف صباحاً حتى الثانية عشرة ليلاً. تتحول عربات القطارات إلى سوق متحرك ومعرض لبيع البضائع، والمناداة عليها بكلّ الطرق لإغراء الركاب بين كلّ محطة وأخرى. وما إن يصل المترو إلى المحطة التالية، يلمّ البائع بضاعته استعداداً لاستقلال العربة التالية. يؤكد عدد من الركاب أنّ هناك مافيا للباعة داخل المترو تتحكم في عمليات البيع، وهناك عدد كبير منهم يستخدم الأطفال مقابل مبلغ يومي لهم، كما أنّ هناك من يحتكر عدداً من المحطات لا يجوز لبائع آخر أن ينشط فيها.
يتباين تعامل الركاب مع هؤلاء الباعة، فمنهم من يشتري منهم ومنهم من يعتبر بضائعهم فاسدة. تطلب عبير مكرم (موظفة) إنقاذ الركاب من باعة المترو: "تحولت عرباته إلى ما يشبه سوق العتبة". بدوره، يقول خالد محمد (موظف) إنّه مصاب بصداع دائم بسبب كثرة الباعة داخل المترو: "أين الرقابة على هذا المرفق؟ المسؤولون عن المترو هم السبب في ما حدث له من أزمات". أما تامر محمد (عامل في القطاع الخاص) فيقول إنّه بالرغم من زيادة تعرفة المترو فقد تحول إلى خراب: "المترو يستقله يومياً أكثر من 5 ملايين مصري، ويباع على عرباته كلّ شيء من الإبرة إلى الصاروخ".
على المقلب الآخر، يعتبر محمد علي أنّ من بين الباعة من يملك مؤهلاً علمياً عالياً ويبحث عن قوت يومه، ومنهم من هو مسؤول عن أسرة: "لو كانت ظروفهم كويسة لن يرضوا هذه البهدلة".
حين يقودك اختيارك، أو اضطرارك، إلى ركوب المترو، ستجد نفسك بعد لحظات بين من ينادي بأعلى صوته لترويج بضاعته، من أدوات المطبخ المختلفة، والمناديل، وإبر الخياطة، وبطاقات الشحن، وجوارب النساء والرجال والأطفال، وأدوات تنظيف الأحذية، وإكسسوارات الموبايل التي تحمل شعارات مقلدة لماركات عالمية، والمشروبات الساخنة مثل الينسون والكركديه وقطع الحلوى وألواح الشوكولاتة.
تمتلئ عربات المترو بخطوطه الثلاثة "المرج - حلوان" و"الجيزة - شبرا الخيمة" و"العتبة - مصر الجديدة" بهؤلاء الباعة، وإن كان الخط الأول هو الأكثر اكتظاظاً بهم، حتى يبدوا كأنّهم ينافسون الركاب.
لا تقتصر المشكلة على العربات، بل تمتد إلى الأسواق العشوائية عند كلّ أسوار المترو من الخارج، إذ باتت سوقاً موازياً يعطل حركة المرور. ولا يخلو الأمر من تجاوزات على التيار الكهربائي الذي يسرقه الباعة علناً، وأمام المسؤولين، ويشغلون الأغاني الشعبية بأصوات عالية. من تلك المحطات على الخط الأول "المرج الجديدة" التي تعد سوقاً للمسافرين إلى محافظات بحري والقناة، خصوصاً السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد. ولا تختلف محطة "عزبة النخل" كثيراً. أما في محطة المطرية فهناك بائعو فاكهة على بعد متر واحد من رصيف المحطة، وبائعو إكسسوارات موبايل، وموقف خاص بالتوك توك. في محطة "حلمية الزيتون" تعرض الملابس. وفي محطة "كوبري القبة" عدد من الفلاحين يبيعون الجبن والخضر الجاهزة. وأمام محطة "سعد زغلول"، حيث مجمع للوزارات الحكومية، سوق كبير لبيع الملابس والخضر والمناديل وغيرها، وهو الأمر نفسه في محطات "دار السلام" و"حدائق المعادي" و"المعادي".
كذلك، تتحكم الأسواق الشعبية في أسوار الخط الثاني لمترو الأنفاق، فمحطة "كلية الزراعة" بشبرا الخيمة تسيطر عليها حالة من الفوضى والعشوائية، بعدما تحول السور الخارجي لها إلى سوق كبير. وتحول محيط محطة "روض الفرج" إلى مركز لباعة عربات الكارو الخاصة ببيع الفاكهة، وهؤلاء بالذات يتشاجرون مع المارة وسائقي السيارات. وتظهر حالة من العشوائية أمام محطة "العتبة" ومحطات "البحوث" و"الدقي" و"فيصل".
تبدأ عمليات البيع داخل عربات المترو، منذ الخامسة والنصف صباحاً حتى الثانية عشرة ليلاً. تتحول عربات القطارات إلى سوق متحرك ومعرض لبيع البضائع، والمناداة عليها بكلّ الطرق لإغراء الركاب بين كلّ محطة وأخرى. وما إن يصل المترو إلى المحطة التالية، يلمّ البائع بضاعته استعداداً لاستقلال العربة التالية. يؤكد عدد من الركاب أنّ هناك مافيا للباعة داخل المترو تتحكم في عمليات البيع، وهناك عدد كبير منهم يستخدم الأطفال مقابل مبلغ يومي لهم، كما أنّ هناك من يحتكر عدداً من المحطات لا يجوز لبائع آخر أن ينشط فيها.
يتباين تعامل الركاب مع هؤلاء الباعة، فمنهم من يشتري منهم ومنهم من يعتبر بضائعهم فاسدة. تطلب عبير مكرم (موظفة) إنقاذ الركاب من باعة المترو: "تحولت عرباته إلى ما يشبه سوق العتبة". بدوره، يقول خالد محمد (موظف) إنّه مصاب بصداع دائم بسبب كثرة الباعة داخل المترو: "أين الرقابة على هذا المرفق؟ المسؤولون عن المترو هم السبب في ما حدث له من أزمات". أما تامر محمد (عامل في القطاع الخاص) فيقول إنّه بالرغم من زيادة تعرفة المترو فقد تحول إلى خراب: "المترو يستقله يومياً أكثر من 5 ملايين مصري، ويباع على عرباته كلّ شيء من الإبرة إلى الصاروخ".
على المقلب الآخر، يعتبر محمد علي أنّ من بين الباعة من يملك مؤهلاً علمياً عالياً ويبحث عن قوت يومه، ومنهم من هو مسؤول عن أسرة: "لو كانت ظروفهم كويسة لن يرضوا هذه البهدلة".