في القرن الرابع عشر ميلادي وبالتحديد في 1325، قام ملك مالي حاجي كانجا منسا موسى (رحل عام 1337)، بزيارة إلى مصر في طريقه إلى الحجاز للحج، وخلالها التقى برئيس طائفة البهار والعطور في غرناطة وهو رجل يُدعى الساحلي، وتقارب الاثنان حتى طلب منسا من الساحلي أن يرافقه إلى بلاده وأن يكون معمارياً لقصره.
وبالفعل، سافر الساحلي وبنى لمنسا قاعة القبة في قصرة وزينها بنقوش زخرفية جديدة لم تكن معروفة في بلاد السودان الغربي، فمنحه الملك اثني عشر ألف مثقال من الذهب، وهو الذي صمم وبنى "مسجد جنغري بير" والتي تعني في لغة الصنغي "المسجد الكبير" الذي ما زال يُعد من أهم معالم تمبكتو.
تحت عنوان "نثر الدرر: لقاء منسا موسى والساحلي عام 725هـ/ 1325م"، تُقام محاضرة عند السادسة من مساء الأربعاء، الثامن من الشهر الجاري، في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" بالقاهرة، تلقيها الباحثة سوزان بريستن بليير.
تقوم مؤرخة الفن والعمارة في جامعة هارفارد بدراسة هذه العلاقة الجديرة بالنظر بين المهندس وراعي الفن، والمنشآت الناجمة عن هذه العلاقة، إضافة إلى السياق التاريخي الأوسع للتبادل بين الشمال والجنوب خلال القرون التي شهدت تجارة الذهب عبر الصحراء.
تستند بليير إلى مجموعة من القرائن، وتتناول تأثير الأشكال الثقافية لمنطقة جنوب الصحراء الكبرى على الأندلس عبر القرون صعوداً إلى لقاء موسى بالساحلي، إلى جانب إلقاء الضوء على التأثير المستمر لهذه الروابط المبكرة على الحقب التالية.
ويُعد مانسا موسى من أشهر زعماء أفريقيا والإسلام في القرون الوسطى، وازدهر في عهده التعليم، خصوصاً من خلال "جامعة سانكوري" التي أصبحت مركزاً أساسياً من مراكز التعليم في أفريقيا.