سوريو تركيا.. أمل العودة للوطن

02 يناير 2016
الأطفال في تركيا يدفعون ثمن اللجوء(Getty)
+ الخط -
مع بداية هذا العام تكون "الجالية السورية في تركيا" قد أتمت خمس سنوات على قدوم غالبيتها من اللاجئين الهاربين من أتون الحرب في بلدها.
ويأمل السوريون أن تنتهي المأساة، وأن تتوقف مناجل الموت عن حصد أرواحهم، وأن ينقضي ليلهم الذي طالت ساعاته دون أمل في بزوغ الفجر.
وكان قد مرّ عام رابع من أعوام ثورة غيرت مجرى تاريخ سورية بالكامل، رغم أن النظام وحلفاءه يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من خلال التوغل أكثر في الجرح السوري النازف، ولكن هيهات.. هيهات.

كان عام 2015 الأكثر دموية في أعوام ثورة السوريين، وخاصة أن الأشهر الأخيرة منه شهدت بدء العدوان الروسي على بلادهم من خلال طيران السوخوي الذي فتك بمئات بل بآلاف السوريين على امتداد الجغرافيا السورية التي ازدادت هي الأخرى تشظياً في ظل تقدم تنظيم الدولة بتواطؤ واضح من النظام الذي رفع منذ بداية الثورة شعار: "أنا أو الطوفان".
لا ريب إذا ما سألت أي سوري منهم عن أمنياته للعام الجديد سيقول على الفور: "العودة إلى سورية"، رغم يقينه أن هذه العودة ليست قريبة، وإن تحققت فهي محفوفة بالمخاطر، حيث أصبحت أجزاء واسعة من بلاده مرتعاً للإرهاب القادم من وراء الحدود، حيث اختارت القوى الدولية بتسهيل من نظام بشار الأسد سورية ميدان تصفية حسابات، وساحة لاستعراض القوة والتوسع، واستعادة أمجاد أكل التاريخ عليها وشرب.
لا تكاد تجد سورياً ممن يعيش في تركيا الآن لم يحمل بلاده معه إلى مغترباته، ولسان حاله يقول: "العين منذ فراقها الوطنا... لا ساكنا ألفت ولا سكنا"، حيث عرف قيمتها الحقيقية بعد أن فقدها مضطرا، ومكرها، فقد فر من الموت إلى الغربة، التي يراها شكلا آخر من أشكال الموت. وها هي الغربة أيضا باتت ترى فيهم ما يستدعي كل قيح العنصرية القريبة والبعيدة، على البسطاء وليس ذباحيهم وملاحقيهم تسقط التهم بكل أنواعها. وهم يصرون على وطن حر سيد يمارسون فيه أبسط حقوقهم رغم كل ما يجري حولهم وضدهم.



المساهمون