سوريون في مخيمات اللجوء: رمضان الشتات مختلف عن أجواء الوطن
رمضان جديد يحلّ على اللاجئين السوريين في تركيا، إلا أنه مختلف عما كان عليه في بلدهم، لغياب كثير من الأجواء والطقوس التي اعتادوا عليها، فرمضان الوطن والبيت مختلف بالنسبة إليهم عن الخيمة أو "الكرفانة".
"رمضان الشتات مختلف تماماً عن البيت والعائلة والأجواء في الحي وبين الجيران"، هذا ما يقوله ياسر مشهور ابن مدينة حمص، الذي يقضي عامه الرابع في مخيم الإصلاحية المنسوب لنفس البلدة، ويتابع "هذا الشهر أصبح بالنسبة لي مجرد تكرار لنفس الأجواء والزيارات على مدار الأعوام الأربعة".
ويستطرد مشهور لـ"العربي الجديد" قائلاً: "رغم تكرار ونمطية الأجواء في المخيم، بالنظر إلى محدودية مساحة التنقل والجلسات مع الجيران تعيد نفسها، لكن رمضان يضفي عليها جواً من الروحانية، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يكسر روتين الحياة".
ويختلف رمضان السوري مضر سعيد، ذي الخمسة وخمسين عاماً، وهو أب لخمسة أولاد، ومقيم في مخيم "حرّان" القريب من مدينة أورفا التركية عن أول رمضان له هنا في تركيا، ويوضح لـ"العربي الجديد" الأسباب قائلاً: "هاجر ابني الكبير وأخوه الأصغر منه إلى ألمانيا، بعد أن قضينا أول رمضان لنا هنا في المخيم، وهذا أفقدنا جزءاً كبيراً من أجواء هذا الشهر، فقد اعتدت أن تجتمع عائلتي على مائدة الإفطار ونشرب الشاي بعدها ونناقش بعض الأمور، أتمنى أن تجتمع العائلة من جديد ونعيد تلك الأجواء".
أما لين عمر التي تلعب دور الأمّ والأب لأطفالها، بعد هجرة زوجها منذ عامين إلى النرويج، فقد استطاعت الخروج من حالة الحزن التي تمر بها لفقدان الأهل، وكونت صداقات مع نساء من مدن سورية مختلفة، وجربت أجواء جديدة في رمضان.
وتقول لـ"العربي الجديد" إنها تعلمت طهو أصناف متنوعة من الطعام من بعض جاراتها، وعلمت بعضاً منهن طهو أصناف خاصة ببلدتها القريبة من مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، وشبهت هذا بالتبادل الثقافي لفنون الطهو، وتقول إنه ينسيها مشاق تربية الأولاد وغياب زوجها.
وبالنسبة إلى سلامة الحمدو، فيوضح أن رمضان بالنسبة إليه عبء، فهو يعمل في البناء ضمن مدينة نزب القريبة من المخيم وعمله متعب، ويقول "عندما أعود إلى المخيم مساء، أكون منهكاً وغير قادر على الحركة، فالعمل صعب في الإنشاءات. جربت العمل في رمضان هنا مرتين وهذه الثالثة".
ويتابع أن الجو يكون حاراً جداً في بعض الأحيان، والمسؤول عن العمل والمشرف عليه هو شخص تركي يفضل العمل على الصيام، وكذلك العمال الأتراك وبعضهم أصدقاؤه، لا يشعرون بالمعاناة نفسها التي يمر بها سلامة جراء العمل صائماً، لكنهم يراعون مشاعر الصائمين معهم، فيشربون الشاي في مكان معزول خلال فترة الاستراحة عند الظهر، ويتحاشون تدخين السجائر أمامهم.