ورفع المشاركون صور الساروت ورددوا هتافاته، وغنوا أغانيه التي اعتادوا عليها طيلة سنوات الثورة.
الناشط الإعلامي هادي العبد الله أحد المشاركين في الوقفة ومن المقربين للساروت إذ رافقه في معظم نشاطاته المدنية، قال لـ"العربي الجديد" إن الحديث عن عبد الباسط الساروت يحتاج إلى الكثير من الساعات لأنه "رجل غير عادي ويستحيل أن يتكرر، هذا الرجل البسيط الطيب الشجاع المثقف الرياضي".
ووفقاً للعبد الله فإن أكثر ما كان يميز الساروت هو عدم استسلامه في طريق الثورة رغم اصاباته المتكررة "ودفنه لأربعة من إخوته شهداء وخمسة من أخواله، فقد خسر العديد من عائلته ولم يستسلم".
ويخبرنا العبد الله أن والدة الساروت طلبت منه ومن أصدقائه إقناعه بالزواج لعله يتغير قليلاً، "حتى وافق وكتب عقْد قرانه قبل شهر من استشهاده، ولم أتخيل حينها أن عرسه سيكون في الجنة".
وأنهى العبد الله قائلاً إن أصعب "موقف أثر بنفسي هو يوم إصابته أثناء محاولته مع أصدقائه فك الحصار عن أحياء حمص القديمة، وكان يرفض نقله إلى المشفى ويبكي، ويقول اتركوني أفك الحصار اتركوني أدخل الطعام لأهلي".
بدوره قال محمد الساروت أحد المنظمين لهذه الوقفة "عشتُ مع خالي عبد الباسط ثائراً لا بوصفي ابن أخته. وأكثر ما تعلمته منه الصبر والثبات حتى آخر قطرة دم، لننال المراد وهو حريتنا. رافقت عبد الباسط في جميع نشاطاته المدنية والعسكرية فلم يكن -وهو القائد الميداني- يميز نفسه عن أي شخص، فقد كان دائماً يتقدّمنا بالعمل، سواء أكان بسيطاً كإعداد الطعام أم صعباً عند اندلاع المعارك".
وتابع محمد الساروت "حزنت كثيراً في مثل هذا اليوم عندما دفنت مع أصدقائي خالي عبد الباسط، ولكن أكثر ما يواسيني أني تعلمت منه أن الثورة ليست عبد الباسط إنما هي دماء الشهداء، والمعتقلين في السجون، وصرخات اليتامى والحرائر".
محمد الحكيم من مهجري الغوطة بريف دمشق أوضح لـ"العربي الجديد" أنه قدم من منطقة عفرين للمشاركة في الوقفة وقال "عبد الباسط الساروت هوأحد أكبر رموز ثورتنا، حصل على شعبيته الكبيرة لأنه رجل صادق. ما غره مال ولا منصب، وتقدم الجبهات دائماً ووقف مع المدني والعسكري وضحى بروحه لأجل الشعب وحريته. أتمنى أن يعود جميع المهجرين إلى مدنهم قبل حلول الذكرى السنوية الثانية لعبد الباسط الساروت".
وعبد الباسط الساروت هو ابن مدينة حمص، كان حارس مرمى في فريق شباب نادي الكرامة قبل استدعائه لمنتخب سورية للشباب بكرة القدم، وفي الفترة ذاتها اندلعت الثورة السورية، فتخلى عن مركزه حارساً لمرمى المنتخب، لينضمّ إلى التظاهرات. وتنقل عبد الباسط بين النشاط السلمي والعسكري إلى أن قضى في 8 يونيو/ حزيران العام الماضي متأثراً بإصابته خلال مواجهات مع قوات النظام السوري.