قال وزير النفط في الحكومة السورية المعارضة، ياسين النجار، إن الشروط الإنتاجية الضعيفة في الآبار الخاضعة لسيطرة النظام السوري، من قدم التكنولوجيا وقلة صيانة الآبار، فضلاً عن افتقار النظام للعمال والمهندسين، هي أهم أسباب تراجع إنتاج نظام الأسد لنحو ثمانية آلاف برميل يومياً.
وأضاف النجار في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المناطق التي خسرها تنظيم الدولة "داعش" خلال الأشهر الأخيرة، وأهمها منطقة الشدادي، آلت السيطرة عليها "للقوات الكردية" وليس لنظام الأسد.
وأشار الوزير إلى أن نظام الأسد لا يسيطر سوى على بعض الآبار النفطية، قليلة الإنتاج، شرق مدينة حمص وسط سورية، لكنه استعاد بعض مواقع إنتاج الغاز وبدأ بتأهيل وإعادة تشغيل البئر رقم 7 بمنطقة صدد الذي يصل إنتاجه من الغاز إلى نحو 500 ألف متر مكعب يومياً.
وكانت وزارة النفط في نظام الأسد قد كشفت عن انخفاض جديد في كميات النفط المنتجة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ إجمالي النفط الخفيف المنتج في سورية، خلال الربع الأول من العام الجاري، 739 ألف برميل، بمعدل إنتاج يومي ثمانية آلاف برميل يومياً في المتوسط، فيما بلغت كمية الخامات المكرر في مصفاتي حمص وبانياس، المنتج محلياً والمستورد، نحو 1.079 مليون طن متري منها 1.006 طن متري نفطاً خاماً مستورداً.
وأشار التقرير الربعي لوزارة نفط نظام الأسد إلى تراجع الإنتاج هذا العام، ففي الربع الأول من عام 2015 كان إجمالي النفط المنتج والمسلم للمصافي 853 ألف برميل بمعدل إنتاج يومي 9486 برميلاً، وكمية الخامات المكرر في مصفاتي حمص وبانياس 1.305 مليون طن، وبلغت كمية المشتقات النفطية المنتجة 1.294 مليون طن متري، ليكون إنتاج النفط في مناطق سيطرة الأسد قد انخفض بنحو 1486 برميلاً يومياً، ولكن مبيعات المصافي ارتفعت بزيادة 47 مليار ليرة.
كما انخفض إنتاج الغاز المنتج بمناطق سيطرة الأسد، بحسب تقرير وزارة نفط نظام الأسد الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، إذ بلغ إجمالي الغاز الخام المنتج بلغ 1.068 مليار م3، بمعدل يومي 11.7 مليون م3، وبالمقارنة مع إنتاج الربع الأول للعام الماضي كانت كمية الغاز الخام المنتج في القطر 1.409 مليار م3 بمعدل يومي 15.6 مليون م3، ليبلغ الانخفاض بالإنتاج لنفس الفترة للغاز الخام نحو 3.9 ملايين م3 يومياً.
وعزت وزارة نفط النظام تراجع إنتاج الغاز خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016 عما كانت عليه بنفس الفترة للعام الفائت، لأسباب وصفتها بالقاهرة، تتعلق بخروج محطات المنطقة الوسطى عن السيطرة، ما أدى لانخفاض الإنتاج بمعدل 0.5 مليون م3 يومياً، وتوقف معمل غاز إيبلا بعد تعرض خط نقل الغاز من محطة الشاعر إلى المعمل "لتفجير إرهابي" علماً أن المحطة والمعمل جاهزان فنياً لإنتاج يومي بنحو مليوني م3.
وتتوزع خارطة النفط السورية الواقعة معظمها في مدن شمال شرق سورية "الرقة والحسكة ودير الزور" بين تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مواقع وآبار مدينة دير الزور لجهة البوكمال والميادين والرقة، والتي كانت تنتج قبل الثورة نحو 140 ألف برميل نفط يومياً، كما يتقاسم "داعش" مع التنظيمات الكردية المنطقة الأهم لإنتاج النفط الواقعة بمحافظة الحسكة، والتي بدأ يخسرها أخيراً، وكان إنتاجها قبل الثورة نحو 200 ألف برميل يومياً، لتبقى المنطقة الثالثة، شرقي حمص وسط سورية، تحت سيطرة نظام الأسد، والتي تراجع إنتاجها بحسب تقرير وزارة نفط الأسد، إلى ثمانية آلاف برميل يومياً.
وتمتلك سورية كميات كبيرة من احتياطيات النفط التي لم يتم اكتشافها تقدر بنحو 315 مليار برميل، بالإضافة إلى 69 مليار برميل من الاحتياطيات المكتشفة، وكان إنتاج النفط قبل الثورة يشكل نحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية و25% من عائدات الموازنة و40% من عائدات التصدير.
لكن فواتير استيراد النفط تحولت إلى عبء، بعد تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً، إلى أقل من 120 ألف برميل اليوم، حيث لا يسيطر نظام الأسد الذي يصل استهلاك المناطق التي يسيطر عليها إلى أكثر من 100 ألف برميل.