سورية ناشطة في منظمة إنسانية توثق انتحارها على "فيسبوك"

06 سبتمبر 2017
الصورة الوحيدة لرزان طباخة على فيسبوك
+ الخط -

صدم السوريون بنبأ انتحار الفتاة السورية رزان طباخة، التي اختارت أن تنهي حياتها بالسقوط من أعلى بناء في مدينة عنتاب التركية، ليلة أمس، وبث الحادثة مباشرة على صفحتها الشخصية على "فيسبوك".

ويُعرف عن رزان أنها تعمل في منظمة Care International الإنسانية، وأنها تتحدر من مدينة دمشق.

ولم تفصح الفتاة عن دوافع انتحارها كلاماً أو كتابة ولم تظهر بشكل ظاهر في الفيديو الذي لم تتجاوز مدته عدة ثوان، إلا أن ملامح اليأس كانت واضحة في منشوراتها السابقة، وشكل التسجيل صدمة لجميع أقاربها ومعارفها من السوريين القاطنين في مدينة غازي عنتاب.

ولفت باسل الجنيدي إلى الضغوط النفسية التي يعيشها الناشطون السوريون في تركيا، فكتب "عندي فكرة شو يعني تكون عايش على الحافّة، مانك بسورية، ومانك بتركيا، وبالتالي فإنت ممكن تضل بعينتاب عشر سنين بدون ما يخطرلك تعرف أكتر من كلمتين تلاتة تركي. ومكتفي بإنك عايش بكل لحظة على حافّة التطورات اليوميّة يلي عبتصير بسورية، انت مؤثر كتير لأنو عبتخدّم مشاريع داخل سورية، عبتخططلا وتشكل فريق ينفذا وتجبلا تمويل، بنفس الوقت انت تأثيرك صفر، لأنو ما في شي عبيتغير بوجودك أو عدمو وكل يوم أسوأ من يلي قبلو، انت ناشط وثائر وعامل بالشأن العام وعلى اتصال بالحدث بشكل يومي، وبنفس الوقت انت عبارة فقط عن موظف NGO عبدور عفرص عمل شخصيّة أفضل، إنت جيت على عينتاب بعد ما انكسرت واتحطمت كل آمالك وذكرياتك، لكن مانك حابب تدير ضهرك وتمشي، حابب تضل عالحافة، إنت خليط انحكم عليه إنو يكون مريض، ما رح يشفا".

أما يمان، فاعتبر أن "النظام والمعارضة شركاء في تلك الجريمة وبحق الشعب السوري".

وكتب فراس ديبة "عنتاب الخانقة، تصحو فيها على خبر انتحار شابة سورية في بث مباشر على الفيسبوك، لتتذكر كل المصائب التي حلت بنا في هذه المدينة الهادئة هدوء الموت".

وكتبت رباب "صبية جميلة ومرهفة دلفت بجسدها من شرفة منزلها هذه الليلة.. انتحرت كما قالوا.. لم أكن أعرفها لكنها أخذت أميالاً من روحي.. أشعر بالذنب لأنني لم أكن أعرفها ولم أستطع الوقوف إلى جانبها.. بالطبع لا ألوم من كانوا حولها.. لكنني ألوم أنفسنا إذ ننعزل، لا أحد يستحق أن نقدم روحنا لأجله.. لا قضية أقوى من قضيتنا مع الحياة ويجب ألا نخسرها.. كمثلي من البشر فكرت بالانتحار كثيراً لكنني لم أيأس بعدها من طلب المساعدة ولو كانت حتى مساعدةً حارقةً من دموعي. أصدقائي وأهلي أحبكم.. ولن أتوانى يوماً عن قرع رؤوسكم بأحزاني وآلامي وترهاتي ولن أتأفف ولن أجزع من أيٍ منكم إن يوماً احتجتم لقرع رأسي أيضاً... أرجوكم لا تنتحروا.. طلب المساعدة حتى وإن بدا صعباً هو حقٌ من حقوقكم فلا تكتموه".

وقال سرمد "من 3 سنين بلشت عنتاب تضيق شوي شوي، لوقت خنقت كثير ناس، خسرنا بيها أهل وأصحاب، منا قدر يهرب براتها، ومنّا الظروف غصبته يهرب لتحت ترابها. الرحمة لرزان والصبر لكل أحبابها الصبر لأحبابنا وكل مخنوق بعنتاب".

واعتبرت سميرة أن "الرحيل المؤلم للشابة السورية رزان يشبه بأدق تفاصيله قسوة المشهد السوري. وأقرأ من كتاباتها السابقة "ولم يكن تحليقاً كان سقوطاً من القاع، سلام للأرواح المتعبة ورحمة نتداولها قد تحمينا من ثقل لحظة حزن وحسب".

المساهمون