بدأت تظهر في الآونة الأخيرة "جيوش" جديدة في سورية، لتُضاف إلى جيوش سبقتها، بعد إعلان إحدى فصائل المعارضة السورية، "جبهة الأصالة والتنمية"، عن تشكيل "جيش سورية الجديد"، على أن يبدأ مهامه من المنطقة الشرقية في سورية، لتحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويذكر المكتب الإعلامي للجبهة، في بيانٍ، أن "الجيش الجديد تلقّى تدريبات نوعية على مختلف أنواع الأسلحة، وسيواجه داعش والفصائل الموالية له في سورية". ويوضح أن "الجبهة بدأت بإنشاء معسكرات التدريب لجيش سورية الجديد، ليكون نواة ولُبنة للاجتماع حول مشروع سوري واحد، ينكر الذات ويرفع العلم السوري".
ويتابع: "نسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلة، وهي المنطقة الشرقية، مع وجود فصائلنا في جميع المناطق الساخنة كالغوطة وحلب وإدلب وحماة والساحل. غير أن هذا لا يجعلنا نترك خنجر الغدر الذي صنعه النظام وجعله شمّاعة (داعش) يشوه من خلالها الإسلام، ويصبغ الثورة بثوب التطرف والإرهاب، بينما هو عون للأسد وحلفائه ومنسق معهم".
في هذا السياق، يقول قائد الجيش الجديد، العقيد خزعل السرحان، في تصريحات صحافية، إن "الجيش قوامه 400 مقاتل وهم موجودون في البادية السورية". ويُشدّد على أن "جيش سورية الجديد يعتبر نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، العدو الأول، وسيُصار إلى محاربته بعد القضاء على التنظيم"، وفق السرحان، الذي كان من قادة الجيش السوري الحر في المنطقة الشرقية، وانسحب منها بعد سيطرة "داعش" على محافظة دير الزور. وتُفيد مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، بأن "الجيش تلقّى تدريبات على يد خبراء أميركيين".
وسبق أن تمّ الإعلان في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن تشكيل جيش جديد تحت مسمى "قوات سورية الديمقراطية"، في الشمال والشمال الشرقي من سورية. ويضمّ كتائب عسكرية من المليشيات الكردية، وألوية من الجيش الحر أبرزها لواء "ثوار الرقة"، و"المجلس العسكري السرياني"، بالإضافة لمجموعات من أقليات سورية.
اقرأ أيضاً مسؤولة أميركية: الحرب على داعش تستدعي قوات برية
والهدف من تأسيس هذا الجيش، وفق قيادته، هو "بناء سورية ديمقراطية تعددية"، وقد بدأ منذ أيام حملة عسكرية كبيرة على ريف الحسكة الشرقي، في محيط بلدة الهول، بهدف استعادة السيطرة عليها من "داعش". وتدعم الولايات المتحدة هذا الجيش أيضاً، وزوّدته بأسلحة نوعية ومستشارين. كما يعتبره مراقبون، ذراعاً عسكرية تتبع بشكل مباشر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
واللافت أن "قوات سورية الديمقراطية" تضمّ مليشيات متحالفة مع النظام سراً وعلناً، منها "وحدات حماية الشعب الكردية"، و"قوات الصناديد" التي يقودها الشيخ القبلي حميدي دهام الهادي، المتحالف مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي عيّنه حاكماً شكلياً لما يُعرف بإقليم "الجزيرة"، الذي يضم محافظة الحسكة السورية، التي يفرض الحزب سيطرة على أغلب مساحتها.
في هذا الإطار يرفض مؤسس الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، فكرة تأسيس هذه الجيوش الجديدة، مؤكداً أن "الجيش الحر هو الجيش السوري الوحيد، المدافع عن السوريين منذ بداية الثورة في عام 2011". ويُعرب الأسعد في حديثٍ مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده بأن "سورية باتت ساحة تصفية حسابات وحلبة صراع بحجة محاربة الإرهاب، في حين أن الجميع يصمت أمام إرهاب النظام وحلفائه بحقّ السوريين".
ويرى أن "هذه الجيوش التي تنمو كالفطر، أدوات وبيادق بيد قوى خارجية غير واضحة المعالم"، لافتاً إلى أن "النظام وراء تشكيل ما يُسمّى جيش سورية الديمقراطية، والدليل وجود مليشيا الصناديد التابعة لمليشياته، في تركيبة هذا الجيش".
من جهته، لا يبدو المنشقّ عن النظام، العقيد مصطفى البكور، متحمساً لهذه الجيوش، "على الرغم من أن الصورة الحقيقية لها، ولإمكانياتها وتنظيمها وعناصرها لم تتضح بعد"، حسبما يقول. ويضيف البكور في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أنه "إذا كانت تجربة الجيوش مستنسخة عن الصحوات العراقية، فهي تجربة فاشلة، ولا أعتقد أنها ستنجح في ظل بقاء النظام". ويرى أن "غالبية الفصائل الثورية، ومنها الإسلامية، ترى في النظام والاحتلالين الروسي والإيراني والمليشيات الطائفية العدوّ الأول، وليست مستعدة لقتال داعش ما لم يتم التخلص من النظام أولاً".
من جانبه، ألمح الأمين العام لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" يحيى مكتبي، إلى رفضه "تشكيل جيوش جديدة في سورية". ويُفنّد في حديثٍ مع"العربي الجديد"، موقف الائتلاف، قائلاً، إن "الائتلاف من حيث المبدأ مع جيش سوري حر مكتمل الأركان، وأي جهد لتوحيد الجهود لجهة قتال النظام وحلفائه مرحّب به". ويُشدّد على أن "الائتلاف يرفض أي مشروع عسكري ينفذ أجندات غير وطنية، نظراً لحساسية هذا الجانب وتأثيره على مستقبل سورية".
في السياق، جرى تداول معلومات في الأيام القليلة الماضية، عن نية الضابط المنشق عن جيش النظام، مناف طلاس، تشكيل كيان عسكري جديد. وذكرت مصادر مطلعة أن "طلاس (ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس)، اتصل بالفعل بفصائل عسكرية لبلورة هذا المشروع الجديد، الذي لم يجد طريقه بعد للظهور علناً في ظل رفض أغلب الفصائل الانضواء تحته، لأن طلاس كان من أشدّ المقرّبين للأسد، ويحظى بدعم روسيا، التي تشارك قوات النظام في محاربة فصائل الجيش السوري الحر". وفي ما يخص حقيقة هذا التشكيل الجديد، يؤكد مكتبي، أن "طلاس لم يتواصل مع الائتلاف، والأمر لا يعدو كونه تسريبات إعلامية غير مؤكدة".
اقرأ أيضاً: أولويات الجبهات تُفرمل تقدّم "سورية الديمقراطية"
ويذكر المكتب الإعلامي للجبهة، في بيانٍ، أن "الجيش الجديد تلقّى تدريبات نوعية على مختلف أنواع الأسلحة، وسيواجه داعش والفصائل الموالية له في سورية". ويوضح أن "الجبهة بدأت بإنشاء معسكرات التدريب لجيش سورية الجديد، ليكون نواة ولُبنة للاجتماع حول مشروع سوري واحد، ينكر الذات ويرفع العلم السوري".
ويتابع: "نسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلة، وهي المنطقة الشرقية، مع وجود فصائلنا في جميع المناطق الساخنة كالغوطة وحلب وإدلب وحماة والساحل. غير أن هذا لا يجعلنا نترك خنجر الغدر الذي صنعه النظام وجعله شمّاعة (داعش) يشوه من خلالها الإسلام، ويصبغ الثورة بثوب التطرف والإرهاب، بينما هو عون للأسد وحلفائه ومنسق معهم".
وسبق أن تمّ الإعلان في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن تشكيل جيش جديد تحت مسمى "قوات سورية الديمقراطية"، في الشمال والشمال الشرقي من سورية. ويضمّ كتائب عسكرية من المليشيات الكردية، وألوية من الجيش الحر أبرزها لواء "ثوار الرقة"، و"المجلس العسكري السرياني"، بالإضافة لمجموعات من أقليات سورية.
اقرأ أيضاً مسؤولة أميركية: الحرب على داعش تستدعي قوات برية
والهدف من تأسيس هذا الجيش، وفق قيادته، هو "بناء سورية ديمقراطية تعددية"، وقد بدأ منذ أيام حملة عسكرية كبيرة على ريف الحسكة الشرقي، في محيط بلدة الهول، بهدف استعادة السيطرة عليها من "داعش". وتدعم الولايات المتحدة هذا الجيش أيضاً، وزوّدته بأسلحة نوعية ومستشارين. كما يعتبره مراقبون، ذراعاً عسكرية تتبع بشكل مباشر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
واللافت أن "قوات سورية الديمقراطية" تضمّ مليشيات متحالفة مع النظام سراً وعلناً، منها "وحدات حماية الشعب الكردية"، و"قوات الصناديد" التي يقودها الشيخ القبلي حميدي دهام الهادي، المتحالف مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي عيّنه حاكماً شكلياً لما يُعرف بإقليم "الجزيرة"، الذي يضم محافظة الحسكة السورية، التي يفرض الحزب سيطرة على أغلب مساحتها.
في هذا الإطار يرفض مؤسس الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، فكرة تأسيس هذه الجيوش الجديدة، مؤكداً أن "الجيش الحر هو الجيش السوري الوحيد، المدافع عن السوريين منذ بداية الثورة في عام 2011". ويُعرب الأسعد في حديثٍ مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده بأن "سورية باتت ساحة تصفية حسابات وحلبة صراع بحجة محاربة الإرهاب، في حين أن الجميع يصمت أمام إرهاب النظام وحلفائه بحقّ السوريين".
ويرى أن "هذه الجيوش التي تنمو كالفطر، أدوات وبيادق بيد قوى خارجية غير واضحة المعالم"، لافتاً إلى أن "النظام وراء تشكيل ما يُسمّى جيش سورية الديمقراطية، والدليل وجود مليشيا الصناديد التابعة لمليشياته، في تركيبة هذا الجيش".
من جانبه، ألمح الأمين العام لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" يحيى مكتبي، إلى رفضه "تشكيل جيوش جديدة في سورية". ويُفنّد في حديثٍ مع"العربي الجديد"، موقف الائتلاف، قائلاً، إن "الائتلاف من حيث المبدأ مع جيش سوري حر مكتمل الأركان، وأي جهد لتوحيد الجهود لجهة قتال النظام وحلفائه مرحّب به". ويُشدّد على أن "الائتلاف يرفض أي مشروع عسكري ينفذ أجندات غير وطنية، نظراً لحساسية هذا الجانب وتأثيره على مستقبل سورية".
في السياق، جرى تداول معلومات في الأيام القليلة الماضية، عن نية الضابط المنشق عن جيش النظام، مناف طلاس، تشكيل كيان عسكري جديد. وذكرت مصادر مطلعة أن "طلاس (ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس)، اتصل بالفعل بفصائل عسكرية لبلورة هذا المشروع الجديد، الذي لم يجد طريقه بعد للظهور علناً في ظل رفض أغلب الفصائل الانضواء تحته، لأن طلاس كان من أشدّ المقرّبين للأسد، ويحظى بدعم روسيا، التي تشارك قوات النظام في محاربة فصائل الجيش السوري الحر". وفي ما يخص حقيقة هذا التشكيل الجديد، يؤكد مكتبي، أن "طلاس لم يتواصل مع الائتلاف، والأمر لا يعدو كونه تسريبات إعلامية غير مؤكدة".
اقرأ أيضاً: أولويات الجبهات تُفرمل تقدّم "سورية الديمقراطية"