سورية: معركة خطوط الإمداد مستمرّة في حلب

حلب

رامي سويد

avata
رامي سويد
14 أكتوبر 2014
2C1052D8-3FCF-4FD7-8E2B-0F1B986A1B6F
+ الخط -

لا تزال المعارك مستمرة بين المعارضة السورية وقوات النظام في حلب، مع سعي المعارضة إلى قطع خطوط إمداد قوات النظام المتمركزة في مدينة حلب.

وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام المتمركزة في بلدتي سيفات وحندرات في ريف حلب الشمالي، وقوات المعارضة المسلّحة، التي تحاول استعادة البلدتين بعد أيام من تمكن قوات النظام من التقدم من سجن حلب المركزي وقرية الجبيلة للسيطرة عليهما، وبشكل متزامن تواصل حركة "أحرار الشام"، التابعة لـ"الجبهة الإسلامية"، التقدم في ريف حلب الجنوبي الشرقي في منطقة السفيرة، في محاولة منها للاقتراب أكثر من معامل الدفاع، أكبر نقاط قوات النظام في محافظة حلب.

وتتابع قوات حركة "أحرار الشام الإسلامية" هجومها جنوب وشرق معامل الدفاع، ضمن العملية التي أعلنت عنها منذ أيام قليلة تحت اسم "زئير الأحرار"، بهدف إحراز تقدم في المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب، والتمكن من قطع خطوط إمداد قوات النظام المتمركزة في مدينة حلب، من خلال السيطرة على طريق السفيرة ـ خناصر، وهو الطريق الوحيد الذي تسلكه قوات النظام من مدينة السلمية في ريف حماة لتأمين إمداد قواتها في حلب.

ويؤكد مصدر عسكري في حركة "أحرار الشام"، التي تقود العملية، فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، نية الحركة مواصلة محاولتها الهادفة لقطع هذا الطريق، بهدف الضغط على قوات النظام وإجبارها على إيقاف عملياتها شمال مدينة حلب، موضحاً أن الحركة تمكنت حتى اليوم من السيطرة على قرى أبو قبة وكاشوطة والزرّاعة وباشكوي، بالإضافة الى السيطرة على قرية صدعايا، وهي قرى تقع إلى الشرق والجنوب من معامل الدفاع، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام نتج عنها مقتل خمسة عشر عنصراً من قوات النظام على الأقل، بالإضافة إلى تدمير عدد من المدرعات والآليات التابعة لها، وإجبارها على الانسحاب نحو معامل الدفاع وقرية العدنانية الواقعة على بعد كيلومترين فقط إلى الجنوب من المعامل.

وواصلت قوات حركة "أحرار الشام" هجومها، باستهداف حواجز قوات النظام في قرية العدنانية، وتمكنت من إيقاع خسائر في صفوف هذه القوات، بحسب مقاطع مصورة بثّها ناشطون على شبكة الانترنت، كما سيطرت على دبابة وسيارات عدة لقوات النظام، وفق ما أعلنت قيادة "لواء العباس" التابع للحركة.

وكانت حركة "أحرار الشام" قد تمكنت، منذ أيام قليلة إبّان انطلاق هجومها، من إسقاط طائرتين مروحيتين لقوات النظام في المنطقة، بعد استهدافهما بمدافع مضادة للطائرات من عيار "57 ملم"، الأمر الذي حيّد إلى حد بعيد، مع العواصف الرملية التي اجتاحت المنطقة، طيران النظام عن المشاركة في المعركة، ما سمح لمقاتلي الحركة بإحراز المزيد من التقدم.

بشكل متزامن، تواصل قوات المعارضة، ممثلة بـ"الجبهة الإسلامية" وكتائب "الجيش الحر" الأخرى، محاولاتها الهادفة لاستعادة السيطرة على بلدتي سيفات وحندرات الواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب، واللتين سقطتا بيد قوات النظام منذ أيام قليلة. وبثّت "الجبهة الإسلامية" تسجيلات مصوّرة تظهر استهدافها لنقاط قوات النظام في بلدة سيفات بصواريخ "كاتيوشا"، كما تحدثت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، عن تمكّن قوات المعارضة من قتل عدد من جنود قوات النظام المتمركزة في بلدة حندرات، إثر مهاجمتها من قِبل قوات الثوار المتمركزة في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين.

وتسعى قوات النظام السوري للتقدم شمال مدينة حلب، بهدف السيطرة على منطقة الملاح الواقعة إلى الشرق من مدينة حريتان، وبالتالي تتمكن من رصد طريق حلب ـ الكاستيللو ـ حريتان، الذي يعتبر طريق الإمداد الوحيد لقوات المعارضة في مدينة حلب.

كما أن قوات النظام السوري تسعى إلى التقدم غرباً بهدف الوصول إلى بلدة بيانون والسيطرة عليها لتفك الحصار الذي تفرضه قوات المعارضة على بلدتي نبّل والزهراء المواليتين للنظام السوري والواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب.

على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقوات المعارضة المتمركزة في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، إثر محاولة "داعش" التقدم نحو المدينة التي أصبحت منذ شهرين في مرمى نيرانه، بعد تمكّنه من السيطرة على بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، لكن قوات المعارضة المتمركزة في المنطقة والمتمثلة بتجمّع "ألوية فجر الحرية" التابعة لـ"الجيش الحرّ" و"كتائب لواء التوحيد" التابعة لـ"الجبهة الإسلامية"، استطاعت صدّ قوات التنظيم التي حاولت التقدم على محور دابق ـ مارع.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون