ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن حي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يعاني من فقدان الأطباء من ذوي الاختصاصات الجراحية، نتيجة الهجرة والحصار المفروض على المخيم من قوات النظام السوري والمليشيات الفلسطينية الموالية لها، كما يحاصر المخيم مقاتلون من تنظيم "داعش".
وتحدث مصدر طبي من المخيم لـ"العربي الجديد" عن سوء الوضع الطبي الذي يتدنى مع تقدم عمر الحصار والذي تجاوز الثلاث سنوات.
وأوضح المصدر "نعاني من وضع طبي سيئ منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتفاقم الوضع أكثر خلال السنة الأخيرة. ليس لدينا سوى مركز جراحي واحد غير قادر على تغطية احتياجات المخيم، نحن نضع كل إمكاناتنا المتاحة في خدمة المدنيين، لكننا نعمل بقدر المتوفر".
وأضاف المصدر: "نقص الأدوات والمعدات وعدم سماح النظام بإدخالها، وعدم تحرك القيادة الفلسطينية لفك الحصار عن المخيم، جعلنا نصنع تفجير الصدر عن طريق العلب البلاستيكية وزجاجات تستخدم للمطابع وتعبئة الطعام، منذ ثلاث سنوات نعاني من الحصار والمنظمات الفلسطينية لا تتدخل".
وأكد المصدر: "نجري جراحة البطن والجراحات التي يحتاجها المدنيون المصابون بالقنص والقصف، هناك أربع أطباء فقط في مخيم اليرموك وهم أطباء اختصاص عام، يقدمون العلاج للعامة ضمن المخيم، ويقومون بعمل جراحي لكن دون اختصاص، ويساعدهم كادر طبي نصف فني".
وأردف المصدر "ليس هناك أخصّائي جراحة عصبية مثلا أو جراحة أوعية أو جراحة نسائية، أو حتى جراحة عامة، أو أي اختصاص جراحي آخر. ونحن نقدم العون للفلسطينيين والسوريين في المخيم ونطالب بفك الحصار عن المخيم، والسماح بإدخال المعدات الطبية وأخصّائيي الجراحة".
وقال عامل في الصيدلية الوحيدة في حي اليرموك لـ"العربي الجديد": "أنا لست صيدلانيا لكنني أعمل كصيدلي نظرا لعدم وجود صيادلة، لدي خبرة وإن كانت قليلة في أنواع الأدوية، ومنذ عشرة أشهر لم تدخل إلى المخيم حبة دواء أو قطرة دواء واحدة، هناك أدوية فاسدة وكل يوم هناك قرابة 100 طفل تستدعي حالاتهم المرضية استخدام أدوية مفقودة مثل أدوية الالتهاب والمضاد الحيوي".
ويذكر أن مخيم اليرموك يقع جنوب مدينة دمشق وتحاصره قوات النظام السوري مع عدد من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة. ويتعرض للقصف المتكرر من قبل قوات النظام وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية". وأسفر قصف قوات النظام على الحي في منتصف شهر شباط / فبراير الجاري، عن مقتل مدني وإصابة آخرين بجراح.