سورية: فشل مفاوضات التوقيع على هدنة في داريا

05 سبتمبر 2014
تدمير 70 في المئة من المدينة (أحمد علي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

بعد فشل ثلاث محاولات للقاء والتفاوض بين المعارضة السورية المحاصرة في مدينة داريا في ريف دمشق والنظام السوري، تمكن الطرفان من الالتقاء، أمس الخميس، عبر وساطة من مفتي محافظة ريف دمشق عدنان الأفيوني.

وعقد الاجتماع في مقر الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري والتي يترأسها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. والتقى وفد مدينة داريا الذي يضم رئيس الوفد معتز مراد، بالإضافة إلى نديم عليان وأحمد القرح بقائد العمليات في الفرقة الرابعة العميد غسان بلال.

وطالب وفد داريا بعودة انتشار الجيش السوري على أطراف مدينة داريا بما يمكّن المدنيين من العودة إلى منازلهم كشرط أول وأساسي للتوقيع على أي هدنة، بالإضافة إلى الكشف عن مصير المعتقلين من النساء والأطفال الذين هم من مدينة داريا. وقدّم الوفد قائمة تفصيلية عن 300 معتقل من المدينة، وطالب بإطلاق سراحهم مباشرة كبادرة حسن نية. كما طالب بإيقاف الانتهاكات المرتكبة بحق المهجّرين من المدينة على حواجز النظام وفي أماكن نزوحهم.

وبناءً على المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد" من وفد داريا، فإن المفاوضات التي استمرت لأكثر من خمس ساعات لم تتوصل لأي نتيجة، إذ رفض النظام إعادة انتشار الجيش من دون مقابل من طرف مدينة داريا، كتسليم كامل للسلاح الثقيل والمتوسط.

أما في ما يتعلق بموضوع المعتقلين، فاعتبر ممثل النظام أن الأمر مرتبط بملف المعتقلين على مستوى سورية ولا يستطيع الوعد بإطلاق سراحهم، وأنه سيحاول النظر في موضوع النساء والأطفال.

وقال أحد الأعضاء المفاوضين الذي رفض الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "النظام كان جدّياً في مفاوضاته وهو حريص على توقيع الهدنة مع مدينة داريا التي كانت عصية عليه، وأذاقته الويل على مدى عامين"، مضيفاً أنه "لم يتم تحديد موعد ثان للتفاوض".

وأوضح أن المدينة لن تتنازل عن مطلبين أساسيين وهما إعادة انتشار الجيش السوري تمهيداً لعودة النازحين وإطلاق سراح المعتقلين"، مشيراً إلى أن "مجريات اللقاء سيتم عرضها على جميع القوى العاملة في داريا وهي المجلس المحلي في المدينة والجهات العسكرية الثلاثة لتقرير الخطوات اللاحقة".

من جهته، أفاد عضو المجلس المحلي لمدينة داريا أسامة أبو زيد، أن "الحرب أدت إلى نزوح أكثر من 200 ألف مدني وتدمير 70 في المئة من البنية التحتية، ومن بقي في المدينة يعيش في ظل ظروف إنسانية صعبة".

ونوّه إلى أن "التجاهل الدولي لما يحدث لمدينة داريا، وعدم تطبيق القرار 2165 القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة في سورية ساعد على تسريع المفاوضات".

وشدد على أن "داريا تمكنت من أن تكون رقماً صعباً ضمن المعادلة السورية وأرغمت النظام على التعامل معها بشكل مغاير لباقي المدن السورية المحتجة"، مشبّهاً مدينة داريا "بقطاع غزة الذي انتصر خلال الحرب الأخيرة مع الاحتلال"، مضيفاً أن "داريا ستنتصر على النظام السوري وستنال ما صبرت عليه".

المساهمون