سورية: عين "داعش" على مدينة عين العرب الكردية

أكدت مصادر ميدانية مطلعة في مدينة عين العرب (كوباني)، في محافظة حلب، لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع تتجه نحو كارثة حقيقية بسبب تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المتسارع باتجاه المدينة، بعد سيطرته على أكثر من 20 قرية في ريف المدينة الغربي والشرقي.

وشهد ريف كوباني الشرقي، أمس الخميس، نزوحاً لآلاف العائلات الكردية الهاربة من الموت المحتّم بقذائف تنظيم "داعش"، التي تقصف منازل القرى الآمنة منذ عدة أيام، حيث اتجهت بعض هذه العائلات إلى مركز المدينة، وبعضها الآخر إلى الحدود التركية في محاولة لاجتيازها.

وذكر شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من ثلاثة ألاف مدني مجتمعون بالقرب من الأسلاك الحدودية التركية في قرية قره مخ، بانتظار السماح لهم بالعبور، وأن السلطات التركية لم تسمح لهم بالدخول إلى أراضيها حتى الآن".

" "داعش" سيطر على أكثر من 20 قرية في ريف عين العرب الغربي والشرقي "

من جهته، صرح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، محمد خير بنكو، لـ"العربي الجديد"، أن الجهود مستمرة بالتواصل مع الحكومة التركية لاحتواء الأزمة الإنسانية في ريف عين العرب والمدينة.

وقال المواطن عبدو حجي، من قرية بئر عرب، لـ"العربي الجديد"، إنه "وعائلته ما كانوا ليغادروا قريتهم، لكن دخول عناصر التنظيم إلى القرية بالدبابات وإطلاقها النار على المدنيين وحتى الحيوانات، أجبرهم على النزوح مرغمين للنجاة بحياتهم".

كذلك أفادت السيدة مريم، من قرية كوشكار، لـ"العربي الجديد"، بأنها تركت في بيتها كل ما تملك وخرجت بثيابها فقط، وبأنها لا تدري مصير أفراد عائلتها الذين تأخروا بالخروج من القرية.

من جهة أخرى، سيطر "داعش" على قرية بغدك، التي تبعد عن عين العرب 35 كيلومتراً، ولا تزال القرية تشهد معارك كر وفر في محيطها منذ يوم الأربعاء الماضي، كما امتدت الاشتباكات إلى محيط قرية زغر المجاورة مع تفوّق ملحوظ لمسلحي "داعش" من ناحية السلاح النوعي والذخيرة.

" السلطات التركية لم تسمح للنازحين بالدخول إلى أراضيها حتى الآن "

في سياق آخر، أقدم عناصر "داعش" على قتل المواطن أحمد نعسان (98 عاماً)، ذبحاً بالسكاكين، في قرية تورامان، في الريف الغربي لكوباني، لرفضه مغادرة قريته، بعدما استولت على القرية، ليل الأربعاء الماضي. ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة، فيما يستمر قصف التنظيم للعديد من القرى الكردية في الريف الغربي للمدينة.

في الأثناء، وجهت هيئة الدفاع في الإدارة الذاتية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، في "مقاطعة الجزيرة"، نداءً إلى كافة أبناء الجزيرة للتوجه إلى مراكز القوات الكردية "YPG" للدفاع عن كوباني.

 وقال البيان، الصادر عن الهيئة: "إننا في الوقت الذي نحيي المقاومة العظيمة لشعبنا ومقاتلي وحدات حماية الشعب في مقاطعة كوباني، فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانبهم بكل إمكانياتنا المتاحة وفق حالة الاستنفار، وندعو جميع أبناء مقاطعة الجزيرة ومن مختلف المكونات والتوجهات السياسية للتوجه الى مراكز وحدات حماية الشعب في مدن المقاطعة للمشاركة في الدفاع عن كوباني وشعبها المقاوم".