سورية: عبور المقاتلين الأكراد والخشية من إقليم ذاتي

22 أكتوبر 2014
وصف الائتلاف السوري الخطوة التركية بالمؤقتة (فرانس برس)
+ الخط -


حذّر "الائتلاف الوطني السوري" المعارض من دعم المجتمع الدولي لخطوات فردية، من دون كيان وطني جامع وخطة واضحة، في إشارة إلى قرار الحكومة التركيّة السماح بعبور آلاف المقاتلين الأكراد من العراق إلى سورية، للدفاع عن مدينة عين العرب من خطر تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي حين لم يستبعد البعض "إنشاء إقليم كردي أو كانتونات ذات منحى عرقي"، أبدى آخرون خشيتهم من أن تكون "تلك القوات بداية مشروع تقسيم في المنطقة".

وأوضح الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط، أنّ "هذه الحلول جزئيّة ومؤقّتة، ومن شأنها أن تمثّل خطراً إضافياً على مسار الثورة ووحدة الأراضي السوريّة وسيادتها"، مطالباً بـ"دعم مساعي الائتلاف لتشكيل جيش وطني يضمّ كافة التشكيلات العسكريّة المصنّفة ضمن المعارضة المعتدلة".

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أكد بأنّ "بلاده سمحت بعبور قوات البشمركة العراقية" إلى مدينة عين العرب في شمال سورية، وتزامن ذلك مع إلقاء الولايات المتحدة، من خلال عملية إنزال جوي، أسلحة وذخائر للمقاتلين الأكراد في المدينة، فضلاً عن مساعدات إنسانية وطبية، الأمر الذي يعزز موقف الفصائل التي تقاتل ضمن المدينة ويساعد في وقف تقدم تنظيم "الدولة".

وجاءت هذه التطورات بعد ضغوط مارستها أميركا على الحكومة التركية لتسليح وحدات الحماية الكردية في مدينة عين العرب، كما حثّ الاتحاد الأوربي الحكومة التركية على فتح حدودها والسماح بمرور الإمدادات إلى المقاتلين في كوباني.

وفي هذا السياق، قال رئيس تجمع "المحامين الأحرار في سورية"، غزوان قرنفل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إنشاء إقليم كردي أو كانتونات ذات منحى عرقي في شمال سورية غير مستبعد، خصوصاً في ظل الفشل الذريع الذي تعاني منه المعارضة السورية، والتي لم تقدّم نموذجاً واحداً مغرياً في الداخل حتى الآن".

وأشار إلى أنّ "هذه الخطوة تأتي ترجمة لما صرّحت به وزارة الخارجيّة الفرنسيّة حول دراستها لتجربة الإدارة الذاتيّة للأكراد في شمال سورية، وكذلك تصريح المتحدّثة الرسميّة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة التي نفت فيه أن يكون الاتحاد الديمقراطي على اللائحة الأميركيّة للمنظمات الإرهابيّة، مشيرة في الوقت نفسه، إلى إدراك بلادها "للصلات التي تربط هذا الحزب بالعمال الكردستاني".

وأشار قرنفل، إلى أنّ "قرار الحكومة التركية جاء لوضع نهاية للضغوط التي تمارسها عليها أميركا لجرّها إلى الدخول في التحالف الدولي، ذلك أن موقف تركيا فيها كان واضحاً لناحية وضع أربعة شروط للمشاركة فيه، وهي: إقامة منطقة آمنة، وفرض منطقة حظر طيران تستهدف السلاح الجوي السوري، وتدريب مقاتلين من المعارضة السورية على الأراضي التركية، وأن تشمل الضربات العسكريّة مواقع للنظام السوري".

في المقابل، يرى عضو المكتب السياسي في حزب "الوحدة الديمقراطي الكردي" السوري، فؤاد عليكو لـ"العربي الجديد"، أنّ "دخول قوات كرديّة مدرّبة بشكل جيد إلى سورية يساعد بالدفاع عن مدينة كوباني من خطر تنظيم الدولة الإسلامية". لافتاً إلى أنّ "القوات التي من المفترض أن تذهب إلى سورية هي من السوريين، ومعظم أفرادها منشقون عن الجيش النظامي. كما أن إقليم كردستان العراق، أعاد  تهيئة هؤلاء المقاتلين وتدريبهم على السلاح المتطور، فضلاً عن إشراكهم في المعارك التي يقودها الإقليم في سنجار وزمار ضد داعش".

وأوضح عليكو أن "تلك القوات الكرديّة ستقوم بالتنسيق مع فصائل الجيش الحر في حال دخولها إلى سورية، كما أنها ستكون من ضمن صفوف الجيش الوطني الذي سيتم تشكيله بعد سقوط النظام السوري"، نافياً أن "تكون تلك القوات بداية أي مشروع تقسيم في المنطقة".

من جهته، عبّر الناشط السوري، مسعود خضر، عن خشيته من أن "يصبح الأكراد حطباً للصراع الدائر مع تنظيم (داعش)، لأنهم تصدّروا المشهد في قتال الأخير، من دون الحصول على دعم حقيقي من قبل التحالف الدولي، الذي انضمّ إليه أكثر من 40 دولة".

 

المساهمون