سير الجيشان الروسي والتركي دورية مشتركة على الطريق الدولي "M4" حلب اللاذقية وسط إجراءات أمنية مشددة، ومرت الدورية على كامل الجزء الخارج عن سيطرة النظام السوري في ريف إدلب، وذلك بعيد ساعات من قصف متبادل بين قوات النظام والمعارضة في المنطقة.
وقالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة لـ"العربي الجديد" إن الجيشين الروسي والتركي سيرا صباح اليوم دورية جديدة على الطريق الدولية في ريف إدلب الجنوبي، انطلاقاً من قرية ترمبة في ريف إدلب شرقا وصولا إلى قرية حور العين في ريف اللاذقية غربا.
وسارت الدورية ذات الرقم 22 على مسافة تتجاوز 60 كيلو مترا، وفق المصادر، وسط إجراءات أمنية مشددة تخوفاً من وقوع هجوم كما حدث في الـ 14 من الشهر الجاري، حيث أصيب ثلاثة من الجنود الروس جراء انفجار لغم أثناء مرور الدورية على الطريق.
وبحسب المصادر، فإن الدورية الروسية لم تعد إلى نقطة الانطلاق بل غادرت من حور العين باتجاه مناطق سيطرة النظام في ريف اللاذقية، بينما عادت الدروية التركية إلى ناحية أريحا.
ومنذ الصباح الباكر، أغلق الجيش التركي جميع الطرق الفرعية المؤدية إلى الطريق الدولية في ريفي إدلب الجنوبي والغربي، في حين كانت طائرات الاستطلاع تحلق بكثافة فوق الطريق.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن دوي انفجار سمع أثناء مرور الدورية يُعتقد أنه ناتج من سقوط قذيفة أطلقها مجهولون على الطريق، وسقطت القذيفة بالقرب من تجمع للجنود الأتراك، حيث سُمع أيضا دوي سيارة إسعاف متجهة نحو المنطقة القريبة من مدينة أريحا.
كان الجيش التركي قد استقدم مساء أمس تعزيزات جديدة إلى نقاطه في ريف إدلب
وجاءت الدورية بناء على الاتفاق الموقع بين الطرفين في الخامس من مارس/ آذار الماضي والذي يمهد لفتح الطريق لاحقا أمام حركة العبور.
وكان الجيش التركي قد استقدم مساء أمس تعزيزات جديدة إلى نقاطه في ريف إدلب، حيث وصل رتل يضم عشرين آلية إلى قاعدة المسطومة جنوب مدينة إدلب.
وقبيل تسيير الدورية بساعات، شهد ريف إدلب توترا بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة جراء خرق وقف إطلاق النار من قبل الأولى، حيث قصفت عدة مناطق بالمدفعية والصواريخ، قابلتها المعارضة بقصف مواقع للنظام في محور سراقب شرق إدلب، ومحور كفرنبل بجبل الزاوية جنوب إدلب.
في غضون ذلك، تعرضت القاعدة التركية في بلدة ترمانين لهجوم من مجهولين، ما أدى إلى مقتل عنصر من "الجيش الوطني السوري" وإصابة اثنين آخرين بجروح، وقالت مصادر إن العناصر كانوا في مهمة حراسة القاعدة.
وذكرت مصادر محلية أن مجموعة من قوات النظام حاولت التسلل في محور كفرنبل حيث اشتبكت مع "هيئة تحرير الشام" ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين.
وتشهد المنطقة بشكل يومي خروقات من قبل قوات النظام السوري وخاصة في محاور قرى وبلدات جبل الزاوية جنوب الطريق الدولي، وتمنع تلك الخروقات النازحين والمهجرين من العودة إلى منازلهم، وتثير أيضا مخاوف من نية النظام التقدم إلى تلك المناطق لاحقاً.