سورية: ثاني استقالة لمصطفى كي "لا يكون شاهد زور"

19 مايو 2014
الاستقالة تلي معلومات عن استبعاده عن زيارة واشنطن (getty)
+ الخط -

تتجه الأمور في سورية إلى زيادة في الهوة بين التشكيلات العسكرية المعارِضة من جهة، والتمثيل السياسي الذي يُختصر بـ"الائتلاف الوطني" والحكومة المؤقتة التابعة له، من جهة ثانية. فبعد زيارة وفد "الائتلاف" إلى واشنطن ، برئاسة أحمد الجربا، والمعلومات التي تفيد بأنه تم إقصاء وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، أسعد مصطفى عنها، تقدم الأخير الى رئيس الائتلاف باستقالته، "كي لا يكون شاهد زور على استمرار تدمير سورية فوق رؤوس مواطنيها من قبل نظام تجاوز في طغيانه كل مجرمي التاريخ"، حسب رسالة استقالة، مصطفى.

وأضاف مصطفى، في نص الاستقالة التي وصلت نسخة منها لـ"العربي الجديد"، أنه "لم تتوفر لوزارة الدفاع أي إمكانية للقيام بالحد الأدنى من واجباتها لتلبية مستلزمات الثوار فوراً، وكل الأجوبة لتحقيق تلك المطالب قد ماتت، لذا لن أكون غطاء للفرقة بين تشكيلات الجيش الحر ووحداته تحت مسميات مختلفة".

وتوجه وزير الدفاع المستقيل إلى كل "أصدقاء الشعب السوري وأشقائه ممن وقفوا إلى جانبه"، مناشداً إياهم بأن "ينقذوا ما تبقى من سورية، لأن كل الأطراف تتحمل أمانة عدم الوقوع في الأخطاء التاريخية التي وقع فيها كثيرون وأدت إلى تأزم الأوضاع في سورية".

وكان أسعد مصطفى، قد استقال من منصبه كـ"نائب رئيس التجمع الوطني الحر"، الذي يرأسه رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، ليدخل في الحكومة المؤقتة بصفة وزير دفاع في حكومة أحمد طعمة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2013. لكن مصطفى اعتذر عن منصبه كوزير للدفاع وتقدم باستقالته الأولى في 14 فبراير/ شباط 2013 نتيجة خلافات وقتذاك مع رئيس الأركان اللواء سليم إدريس، الذي وصف الجربا بـ"مكمم الافواه والطامح لدور القائد الأوحد"، ومصطفى بـ"تلقي أموال مقابل تصويته على إقالة" إدريس.

وعزا بعض في حينها استقالة أسعد مصطفى، التي تراجع عنها بعد يومين، إلى أنه لم يوافق على الحل السياسي وحضور "جنيف 2" لاقتناعه بأن المفاوضات مع النظام لن تقدم شيئاً للسوريين، وهي ليست أكثر من فرصة له لكسب الوقت. كما تفيد مصادر أخرى بأن سبب الاستقالة الأخرى كان إصراره (مصطفى)، على ترتيبات معينة وخطط عسكرية، لم تلقَ الكثير من الترحيب لدى بعض الأطراف الدولية التي ترغب في إبقاء عمليات تسليح الجيش الحر ورئاسة الأركان شحيحة وتحت السيطرة الدائمة.

وكان أسعد مصطفى، قد شغل منصب محافظ مدينة حماه، ومن ثم وزير زراعة في حكومة الراحل حافظ الأسد، قبل أن يذهب الى الكويت ويعمل مستشاراً للشؤون الزراعية بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. ومنذ مطلع الثورة في مارس/آذار 2011، أعلن مصطفى، وقوفه إلى جانب الشعب، وانضم إلى "التجمع الوطني الحر"  برئاسة رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب، في الأردن، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2012.

المساهمون