تضاربت الأنباء، مساء السبت، حول الجهة المسيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق، وذلك بعد يوم واحد من شنّ المعارضة السورية المسلّحة هجوماً مفاجئاً على المنطقة أعلنت عقبه فرض سيطرتها عليه.
وبحسب الناشط الإعلاميّ رامان يوسف، فإنّ الأنباء لا تزال متضاربة حول من يسيطر على معبر التنف الذي يبعد 145 كيلومتراً عن طريق حمص دمشق، في ظل عدم وجود مصدر مستقل يستطيع إثبات ذلك، ففي حين نفت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة نبأ سيطرة المعارضة على المعبر، أعلنت الأخيرة عن استمرار وجودها وسيطرتها عليه.
من جهته، قال عضو "تنسيقية تدمر" ناصر الثائر في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّه "منذ حوالي الأسبوع وطيران التحالف الدولي يشن غارات مكثفة على محيط المعبر ونقاط ومواقع التنظيم القريبة منه، ويوم أمس وبعد أن استنزفت تلك الغارات العديد من عناصر التنظيم ومعداته وآلياته، اضطروا للانسحاب من عدة نقاط في محيط المعبر تحت وطأة غارات الطيران الكثيفة واستقروا في نقاطهم القريبة من المعبر".
وأضاف، "أثناء ذلك تقدمت مجموعات "جيش سورية الجديد" و"تجمع أحمد العبدو" إلى منطقة قريبة من المعبر ليعلنوا عن تحريرهم المعبر من التنظيم، ولم يتجاوز العمل ساعات قليلة، لتنسحب بعدها تلك المجموعات المتمركز أغلبها في القلمون الشرقي، وليعود التنظيم ليسيطر على المعبر ومحيطه".
من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بأنّ "تنظيم الدولة تمكّن من استعادة السيطرة على منفذ التنف الحدودي بريف حمص الجنوبي الشرقي، عند الحدود السورية – العراقية، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل مقاتلة وإسلامية من القلمون الشرقي وريف حمص الجنوبي الشرقي، وجيش سوريا الجديد".
وكان المكتب الإعلامي لـ"جيش سوريا الجديد" قد بيّن في بيان اليوم، أنّ وحدات منه وبعد عمليات استطلاع المنطقة المستهدفة قبل بدء التنفيذ بدأت هجوماً صباح يوم الجمعة سبقه تمهيد بالمدفعية وقذائف الهاون بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي الذي ساعد القوات المتقدمة من فتح ثغرات في حقول الألغام المزروعة من قبل تنظيم الدولة حول المعبر.
وجاء ذلك، وفق المصدر، قبل أن تندلع اشتباكات بسيطة بين الطرفين بعد فرار معظم مسلحي التنظيم، انتهت بسيطرة المعارضة على المعبر الحدودي والاستيلاء على مستودع للعبوات الناسفة داخله.
ويعود تشكيل "جيش سورية الجديد" إلى بداية شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2015، حين أعلنت "جبهة الأصالة والتنمية" عن التشكيل الجديد، موضحة أنّ هدفه قتال تنظيم الدولة وتحرير المنطقة الشرقية في البلاد منه.
وسيطر تنظيم الدولة في الثاني والعشرين من شهر أيار/ مايو عام 2015 على معبر التنف الواقع على الحدود السورية - العراقية في البادية السورية، على خلفية مواجهات شرسة مع قوات النظام السوري، والتي خسرت حينذاك آخر معابرها مع العراق بعد خسارتها معبري البوكمال في ريف دير الزور واليعربية في الحسكة.
اقرأ أيضاً: سورية: مقتل عائلة كاملة في قصف روسي شرقي حلب