جدد النظام السوري قصف مدينة الزبداني، اليوم السبت، بعد انتهاء هدنةٍ استمرت ثلاثة أيام، لم تنجح المفاوضات التي جرت خلالها، بين حركة "أحرار الشام الإسلامية" ومسؤولين إيرانيين، في تركيا، بالتوصل إلى تسوية تشمل جبهات الزبداني بريف دمشق، وكفريا والفوعة بريف إدلب، شمال سورية.
وأكدت مصادر ميدانية داخل الزبداني، لـ"العربي الجديد"، أن "قصفاً عنيفاً تتعرض له المدينة منذ حوالي العاشرة صباحاً، من المدفعية الثقيلة المتمركزة عند حاجزي الأتاسي والمعسكر".
وأضافت المصادر، أن القصف جاء "بعد انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات"، التي ما زال الغموض يلف تفاصيلها الكاملة حتى الساعة، مع عدم إعلان طرفيها بشكل رسمي، عن النقاط التي بقيت عالقة وأدّت لانهيارها.
من جهتها، نقلت وكالة "الأناضول" عن مسؤول الإعلام العسكري في "أحرار الشام"، أبو اليزيد تفتناز، تأكيده فشل المفاوضات، وقوله إن "قريتي الفوعة وكفريا لن تنعما بالأمن حتى يعيشه أهلنا في الزبداني واقعاً".
وفيما تناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار المفاوضات وما تسرب عنها، فإن معلومات دقيقة حولها لا تزال غير ممكنة.
لكن نشطاء ينحدرون من المدينة ذكروا، لـ"العربي الجديد"، أن "تعنت النظام في ملف الإفراج عن المعتقلين هو أحد الأسباب التي أدت لانهيار المفاوضات".
وكان "العربي الجديد" قد علم قبل يومين، من مصادر موثوقة ومقربة من المفاوضات، أنها قد "تتمخض عن خروجٍ آمن للمقاتلين من مدينة الزبداني"، التي تتعرض للقصف الجوي والمدفعي ومحاولات التقدم البري نحو وسطها، منذ الرابع من يوليو/ تموز الماضي.
كذلك أكدت المصادر أن أطراف التفاوض "تبحث في إفراج النظام عن معتقلين بسجونه"، وأن هناك بنودا هامة تتعلق بوضع المليشيات الموجودة في بلدتي كفريا والفوعة.
يذكر أن فصائل المعارضة التي تسيطر على وادي بردى أعلنت فجر أمس، قطع مياه الفيجة عن العاصمة دمشق، وذلك بسبب استمرار النظام ومليشياته في الحملة العسكرية على مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي.
وجاء ذلك كمؤشر على أن المفاوضات تمر بمخاض عسير، ما دفع فصائل المعارضة السورية بوادي بردى، بالتنسيق مع المقاتلين في الزبداني، لاستخدام نبع عين الفيجة كورقة ضغط على النظام، رغم أن هذه الأطراف أحجمت عن ذلك طيلة أربعين يوماً من عمر الحملة العسكرية التي بدأها النظام السوري و"حزب الله" اللبناني على المدينة.
اقرأ أيضاً: "العربي الجديد" يكشف تفاصيل مفاوضات الزبداني والفوعة