سورية السياحة والأمن والأمان

15 ديسمبر 2015
حكومة الأسد لا تعير الحرب اهتماماً (Getty)
+ الخط -

 

فعلتها حكومة بشار الأسد، ولم تتراجع عن موعد ملتقى سوق الاستثمار السياحي، بل ستعقده غداً الأربعاء، رغم الدمار واستمرار الحرب، فالمسألة قضية مبدأ، ومن شابه الأسد الابن بعدم انصياعه لمطالب شعبه المحقة والبسيطة عام 2011 وأوصل سورية لأكبر كارثة اقتصادية وإنسانية بالعالم، فما ظلم.

بالفعل، هكذا كانت تدار السياسات الاقتصادية في سورية، عناد وكيدية، ولم تزل، للأسف، تدار على هذا النحو، رغم كل الذي حصل، والأمثلة أكثر من أن تحصى، ابتداء من التصميم على ضخ كتل دولارية طيلة فترة الثورة لمنع الليرة من السقوط بدل معالجة أسباب تراجع سعرها، وصولاً اليوم لإقامة سوق استثمار سياحي ببلد خلت من أهلها، وليس من السياح أو العابرين فقط.

قصارى القول:  يبدو أن موسم  الشراكة مع القطاع الحكومي، أي الخصخصة، هي الكعكة التي ستحاول وزارة السياحة الإغراء والإغواء بها، فكل الذي رشح يؤكد أن حكومة الأسد ستطرح العقارات المستملكة والمباني الحكومية للاستثمار، لتؤمن سيولة للخزينة، وليس هذا من باب التكهن والاستشفاف، بل هو ما أكده رئيس حكومة الأسد وائل الحلقي، الذي أعلن دعمه لسوق الاستثمار السياحي وحضوره الافتتاح بعد أيام.

وليكتمل الكرم الحاتمي، وتتخلص حكومة الأسد من القطاع الحكومي، سيتم طرح 29 مشروعاً بشكل جاهز، أي منشآت حكومية، من أصل 45 مشروعاً بقيمة استثمارية تبلغ 180 مليار ليرة.

اقرأ أيضاً: لندن تستضيف مؤتمراً لمانحي سورية في فبراير المقبل

إذاً، تعدت دعابة "السياحة في سورية" مقولة سورية بخير، التي آثر النظام السوري ومن في فلكه، تسويقها عبر سنوات الثورة، إذ من الممكن أن تدعم طهران حليفها بقروض على شكل خطوط ائتمان لدعم الليرة أو لتسديد أجور المقاتلين والمرتزقة، وربما تقدم موسكو السلاح والذخيرة بقروض آجلة، أو بمقايضات لتنقيب عن النفط هنا أو لاستثمار غاز أو كهرباء هناك، أما أن تزج برساميلها بمشروعات سياحية، في بلد هي من تقصف جميع مدنها وتهدم بناها وهياكلها، فهذا مالم يفعله حتى السوريين المهددين بمصادرة منشآتهم وأموالهم، إن تخلّوا عن دعم الأسد ومواجهة الحرب الكونية.

فعلى ماذا تعوّل وزارة السياحة بقولها إن "الموعد محدد يوم 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو غير قابل للطعن والتأجيل" ؟!

نهاية القول: ليس من قبيل الاتهام أو التجني، بل ثمة حقائق ووقائع يعرفها السوريون، أن كثيراً من الخطط والبرامج، تعاد ذاتها مع تبديل التواريخ وأسماء المسؤولين إن تغيّروا، وثمة خطابات بدأها مسؤولون عن تدشين منشأة في حفل توقيع اتفاقات، ويبدو الأمر ذاته قد تكرر مع وزارة السياحة، فمعدّ برنامج سوق الاستثمار السياحي لعام 2015 أخذ على ما يبدو برنامج 2010 ونسي أن يعدل فيه ما فرضته الحرب والظروف، بدليل ما قاله وزير السياحة بشر يازجي: التحدي أمام  السياحة السورية اليوم هو إعادتها لتكون قطاعاً رافداً للاقتصاد الوطني، وهو أمر يتم عن طريق الاستثمار، لذلك بدأت الوزارة ببرنامج وطني لتشجيع وتطوير الاستثمار السياحي آخذة بالحسبان الوضع الراهن لرؤوس الأموال والتمويل المصرفي والأمن والأمان وحجم المشاريع ووجود مشاريع متعثرة سابقاً في سورية.. أجل الأمن والأمان.. هكذا قال الوزير.

 

اقرأ أيضاً: مزحة الاستثمار في سورية

دلالات
المساهمون