سورية: البوكمال تتلقى أكبر عدد من ضربات التحالف الجوي

24 سبتمبر 2014
الحدود السورية ـ العراقية هدف "التحالف" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

شهد الوضع العسكري في سورية، اليوم الأربعاء، هدوءاً نسبياً على صعيد الضربات الجوية التي بدأت، أمس الثلاثاء، واستهدفت أماكن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، إلا أن هذا الهدوء لم يشمل مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، لتتلقى المدينة أكبر عدد من الغارات الجوية منذ بدء الهجوم الدولي على سورية.

وأعلن الناشط الإعلامي محمد الخليف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "طيران التحالف الدولي شنّ عدداً من الغارات الجوية لليوم الثاني على التوالي، على مناطق متفرقة من مدينة البوكمال، بلغت 16 غارة حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً".

وأوضح الخليف أن "الغارات استهدفت مقرّات تنظيم داعش في المدينة، وتركّزت على المنطقة الصناعية والهجانة وفرع الأمن العسكري سابقاً، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح، إضافة إلى دمار كبير في المباني، وسط حالة خوف وهلع في صفوف الأهالي، وحركة نزوح كثيفة تشهدها المدينة".

وكان التحالف الدولي قد شنّ 24 غارة على محافظة دير الزور، وتحديداً ريف مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، مستهدفاً مراكز ومقار لـ"داعش". واستهدفت الغارات مدرستي الزراعة والنسوي، اللتين يتمركز فيهما عناصر تنظيم الدولة، إضافة إلى حواجز السويعة، وتسببت في مقتل عدد كبير من عناصر" داعش"، ليصل عدد الغارات على مدينة البوكمال اليوم وأمس إلى 40 غارة، وتتلقى أكبر الضربات من التحالف الدولي حتى الآن.

وتُعدّ منطقة البوكمال الحدودية المدينة الأولى التي سيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور، ويسهل على عناصر "داعش" إدخال آليات من العراق، والتحرك وتغيير المقرات وأماكن التمركز، مما يجعلها ربما سبباً مهماً لإضعاف التنظيم من خلال تكثيف الغارات.

وفي السياق، يرى أحد ضباط "الجيش الحر" في دير الزور المكنّى بأبي حمزة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التحالف الدولي يسعى من خلال تكثيف ضرباته على مدينة البوكمال، إلى الفصل بين الدولة الإسلامية في العراق وسورية، لأنها تعتبر صلة وصل ونقطة إمداد لها في البلدين".

ويضيف أن "مدينة البوكمال تُعدّ نقطة تمركز مهمة للتنظيم يشعر فيها بالأمان، بعكس مناطق وبلدت كثيرة منها الشعيطات والشحيل". ويدعم حديثه بقولٍ لأحد أمراء "داعش" لدى دخولهم إلى مدينة الموحسن "نعلم أنكم لم تبايعونا حباً في الدولة الإسلامية، ولكن واجب علينا شرعاً تقبل هذه الدعوة".

وكان ضابط في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، رفض الكشف عن اسمه، كشف لـ"العربي الجديد"، قبل أسبوعين أن "داعش يسيطر بشكل كامل على نحو 130 كيلومتراً من أصل 605 كيلومترات على طول الحدود العراقية السورية، وسيكون الجزء الغربي المحاذي لبلدة البوكمال والشمالي مع دير الزور، الهدف الأول للتحالف الدولي، قبل البدء بمعالجة المدن التي يسيطر عليها التنظيم".

وأوضح أن "التنظيم يتنقل بشكل مريح للغاية حالياً بين البلدين، وليس هناك ما يمنعه من ذلك، بعد إزالته الحواجز والسواتر الترابية والأسلاك الشائكة بشكل كامل. وبقاء تلك الحدود مفتوحة مع العمليات العسكرية يعني أن جميع الجهود ستكون من دون معنى".

المساهمون