احتاج تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى يوم واحد، ليعلن سيطرته على "اللواء 93" التابع للنظام السوري في قرية عين عيسى في ريف الرقة الغربي، اليوم الخميس، بعد سيطرته، أمس الأربعاء، على مساكن الضباط المحيطة باللواء. جاء ذلك بينما أعلنت المعارضة السورية المسلحة بدء معركة جديدة في حلب، بهدف استعادة ما تبقى من حي الشيخ سعيد وقرية عزيزة.
وأكد "داعش" عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر" سيطرته على موقع النظام، بقوله "نعلن لأمة الإسلام بشرى تحرير (اللواء 93) بالكامل".
من جهته، أكد الناشط الإعلامي المكنى بأبي بكر، لـ"العربي الجديد"، سيطرة مقاتلي "داعش" على اللواء الواقع في قرية عين عيسى، بعد مقتل العشرات من القوات النظامية وأسر عدد آخر، إضافة إلى الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وفي السياق، أوضح ناشطون أن مقاتلي التنظيم استهدفوا مقرات القوات النظامية داخل اللواء بثلاث سيارات مفخخة، وسط قصف بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، وصواريخ من طراز "غراد"، ثم بعد ذلك تلتها عملية الاقتحام التي تكللت بالسيطرة على اللواء.
وكانت مصادر من القرى الكردية القريبة من مكان الاشتباك، قد قالت خلال اتصال مع "العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت فجراً في اللواء 93، سُمع خلالها أصوات انفجارات قوية هزت المنطقة، متحدثةً عن حرب حقيقية ورؤية النيران الناتجة من المعركة التي وصفتها بالعنيفة جداً.
وعلى الرغم من أسر "الدولة" لعشرات الجنود من القوات النظامية، بينهم ضباط خلال السيطرة على "الفرقة 17" قبل نحو عشرة أيام، إلا أن قسماً آخر تمكن من النجاة والوصول إلى "اللواء 93".
ويقع "لواء المدرعات 93" قرب قرية عين عيسى في شمال غربي الرقة على بعد 60 كيلومتراً من المدينة، ويشغل مساحة تقدر بأربعة كيلومترات، ويحوي 400 عنصر، وكتيبة مشاة ومضادات للطائرات وأخرى للمدفعية.
وبسيطرة مقاتلي التنظيم على اللواء، فإنه لن يتبقى سوى مطار "الطبقة" العسكري، والذي يعدّ من أبرز معاقل النظام في المنطقة الشرقية، لإعلان سيطرتهم على محافظة الرقة بشكل كامل.
"الوفاء لحلب"
في هذه الأثناء، أعلنت فصائل "جبهة أنصار الدين" إطلاق معركة تحت مسمى "الوفاء لحلب"، بهدف استعادة ما تبقى من حي الشيخ سعيد في مدينة حلب، وقرية عزيزة الاستراتيجية في الريف الجنوبي.
وكانت "جبهة أنصار الدين"، المشكلة حديثاً من تكتل أربعة فصائل إسلامية (حركة شام الإسلام، الكتيبة الخضراء، حركة فجر الشام الإسلامية، جيش المهاجرين والأنصار)، أعلنت أنها "تهدف إلى تحكيم شرع الله تعالى في جميع مناحي الحياة، وتعمل على إسقاط نظام بشار الأسد بكل رموزه".
كذلك يشارك في المعركة كبرى الفصائل المقاتلة في حلب كـ"جبهة النصرة"، "الجبهة الإسلامية"، "جيش المجاهدين"، "كتائب أبو عمارة".
وأفاد مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن التنسيق الأخير يأتي في إطار التهدئة غير المعلنة بين فصائل المعارضة و"داعش" في أغلب جبهات المدينة.
وكشف المصدر عن فشل هدنة بين "الدولة الإسلامية" و"الجبهة الإسلامية" سعى لها الطرفان، مشيراً إلى أن مشروع الهدنة وصل إلى مرحلة تحديد التوقيع، قبل أن يتعثر في اللحظات الأخيرة، من دون أن يفصح عن السبب.
في غضون ذلك، علّقت أربعة مراكز شرطة في حلب أعمالها في المناطق المحررة، احتجاجاً على ما وصفته بإهانة عناصرها من قبل بعض الفصائل العسكرية. وطالبت المراكز، في بيان، القيادة العامة لشرطة حلب، توقيع ميثاق بين قيادة الشرطة الحرة، وبين جميع القوى العسكرية، يُلزم تلك الأطراف بالاعتراف بالشرطة الحرة كمؤسسة حرة ومستقلة.
وعبر قائد شرطة حلب الحرة، العميد أديب الشلاف، عن استغرابه من البيان، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، عدم التنسيق مع قيادة الشرطة الحرة قبل إصدار البيان.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المطالب بضرورة تمكين عمل جهاز الشرطة على الأرض، وعدم تهميش الجهاز المسؤول عن الأمن، لفقدان المواطن الحلبي الأمان في بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وفي السياق، ألقت الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجبهة الاسلامية" بالتعاون مع "جبهة النصرة" القبض على قائد "لواء الربيع العربي" التابع لـ"الجيش الحر"، ضمن الحملة التي تشنها الشرطة مع "جبهة النصرة" للقضاء على "المفسدين" في ريف حلب الشمالي.
وأكد مصدر مطلع من داخل الشرطة، اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، على استمرار الحملة التي تهدف إلى القضاء على الفساد.