سورية: "داعش" يبدأ معركة كبرى في ديرالزور

03 ديسمبر 2014
قوات النظام تكثف قصفها بدير الزور (الأناضول/Getty)
+ الخط -

كشف أحد القادة الميدانيين في محافظة دير الزور في الشرق السوري، لـ"العربي الجديد"، عن بدء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) فتْحَ معركة كبرى، يهدف من خلالها إلى السيطرة على الجزء المتبقي بيد النظام من المحافظة، بما فيه مطار دير الزور العسكري.

وأوضح المصدر، الذي يقاتل ضمن صفوف التنظيم، ورفض الكشف عن اسمه، أن "المعركة المقرر فتحها جاءت نتيجة محاولات النظام المتتالية السيطرة على منطقة حويجة صقر، بغاية استكمال الحصار المفروض، وقطع آخر طرق الإمداد بين الريف والمدينة، فكان أن زاد الضغط من داخل عناصر التنظيم، خصوصاً المهاجرين لفتح معركة كبرى"، مؤكداً أنها "لن تقتصر على حويجة صقر، بل ستتعداها إلى فتح جبهات داخل المدينة والمطار العسكري في آن معاً".

وكان داعش قد بدأ منذ يومين هجوماً شرساً على مراكز النظام في محافظة دير الزور، في كل من أحياء الصناعة، هرابش، العمال، حويجة صقر، والرصافة.

وأوضح المصدر أن "التنظيم استدعى عناصر من إدلب وحلب"، مشيراً إلى أن ذلك "لم يأتِ لنقص عناصره في دير الزور، ولكن لامتداد الجبهات المقرر فتحها، والتي تستدعي عدداً كبيراً من المقاتلين"، مؤكداً على أن "تحرير أحياء المدينة هو الهدف المبدئي للتنظيم، وتحديداً الوصول إلى الجبل في الجهة الجنوبية من المدينة، حيث تتمركز على امتداده مدفعيات النظام المطلة على الأحياء المحاصرة".

ولفت إلى أن عناصر التنظيم حاولوا التقدم ليل أمس الثلاثاء باتجاه الجهة الشرقية من مطار دير الزور العسكري، ولكنهم تراجعوا بسبب الأمطار الغزيرة، وصعوبة تنقل الأفراد والآليات العسكرية بين الأراضي الزراعية المحيطة بالمطار.

وقد فتح التنظيم خلال اليومين الماضيين 5 جبهات في مدينة دير الزور، اندلعت خلالها اشتباكات عنيفة مع عناصر النظام، خصوصاً في حيَّي الصناعة والرصافة، حيث استخدم التنظيم عربات مفخخة لاقتحام حواجز مركزية للنظام، ما أدى لمقتل عشرات العناصر من قوات النظام.

من جهته، أفاد الناشط الإعلامي، محمد الخليف، لـ"العربي الجديد"، أن "أحد مقاتلي التنظيم، ويُدعى أبو حذيفة الليبي، فجّر نفسه بواسطة دبابة مفخخة في مبنى البريد، المعقل الرئيسي للنظام في حي الرصافة، ما أسفر عن مقتل 14 عنصراً من قوات النظام، في حين سيطر التنظيم على المبنى، إضافة إلى ثلاثة مبانٍ أخرى".

وأضاف "أنهم شنّوا هجوماً على محلات الصناعة، مركز انطلاق عمليات قوات النظام في حي الصناعة، إلا أنهم لم يتمكنوا من السيطرة، وأسفرت المواجهات عن سقوط 4 قتلى من (داعش) وإصابة عدد آخر، بينهم القائد العسكري في المدينة أبو دجانة، بينما سقط قتلى وجرحى في صفوف جيش النظام".

في المقابل، كثفت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أحياء المدينة، ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، بالتزامن مع ثلاث غارات جوية على حيَّي الصناعة والرصافة.

كما ذكرت الوكالة الرسمية السورية "سانا"، أن "وحدة من الجيش أحبطت فجر اليوم الأربعاء محاولة إرهابيي (داعش) الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في حي الرصافة، وقضت على العديد منهم ودمرت لهم عربة مفخخة، كان يقودها انتحاري يُدعى أبو حذيفة الليبي".

وعمدت قوات النظام خلال الفترة الماضية إلى تكثيف الهجوم على منطقة حويجة صقر شرق المدينة، بهدف قطع إمداد التنظيم بين الريف والمدينة، وتأمين مطار دير الزور، كون المنطقة قريبة من قرية الجفرة، الصد الحصين الأول للنظام قبالة المطار العسكري، قبل أن يباغت تنظيم "الدولة" جيش النظام في أحياء الرصافة والعمال والصناعة.

المساهمون