تتواصل المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوّات النظام السوري في منطقة الساحل المحاذية للحدود التركية، وسط أنباء عن استقدام النظام الآلاف من قوّاته، فضلاً عن متطوعين موالين من أبناء المنطقة، لصدّ الهجوم.
وأفاد مراسل "العربي الجديد"، اليوم الخميس، بأن المعارضة أحكمتْ سيطرتها على جنوب بلدة كسب بعمق يصل إلى سبعة كيلومترات. في المقابل، واصلت قوات النظام قصف المنطقة برّاً وبحراً وجواً، في وقت يسعى فيه الثوار إلى المحافظة على المناطق التي سيطروا عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع، وسط محاولات التقدم للسيطرة على المناطق المحيطة بـ "تلّة معاف" إلى الجنوب من كسب.
ونقلت وكالة "الأناضول"، عن مصادر محلية، أن حدة الاشتباكات المتواصلة منذ ستة أيام، تصاعدت في المناطق المحيطة بتلة معاف، فضلاً عن قرى أخرى في منطقة جبل التركمان.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن الاشتباكات العنيفة في منطقة كسب وقرية النبعين ومحيط المرصد 45 متواصلة، وسط أنباء عن سيطرة كتائب المعارضة على قرية النبعين. وأشار إلى أن الطيران الحربي التابع لقوات النظام قصف المرصد 45 ومنطقة سلمى في جبل الأكراد.
وفي سياق المعارك في الساحل، أعلن مدير "المرصد"، رامي عبد الرحمن، أن النظام "استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة". وأشار إلى تطوع "عدد كبير من الشبان الموالين للنظام من أجل المشاركة في المعارك إلى جانب القوات النظامية". واعتبر أن "النظام لم يكن يتوقع هذا الهجوم المفاجئ في معقله، والأكيد أنه سيقوم بما في وسعه كي لا يحتفظ المقاتلون بسيطرتهم".
من جهته، قال وزير الدفاع في الحكومة السوريّة المؤقتة، التي شكّلها "الائتلاف" الوطني المعارض، أسعد مصطفى، إن المعارضة تدعم "معركة الساحل وكل المعارك التي يخوضها الثوار على الأراضي السورية كافة بكل ما أوتيت من قوة". ونفى صحة الأخبار التي تحدثت عن اجتماع له مع وفد روسي إيراني في اسطنبول من أجل إيقاف معركة الساحل.
وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة الأركان التركية، ظهر اليوم الخميس، أن طائرتين من طراز "إف 16" تابعتين لسلاح الجو التركي، أبعدتا طائرة سورية من طراز "SU-24"، بعد اقترابها من الحدود.
وأفاد بيان رئاسة الأركان التركية بأن طائرة سورية من نوع "SU-24" اقتربت من الحدود التركية، جنوبي ولاية هاطاي، وإثر ذلك جرى ارسال طائرتي "إف "16 إلى المنطقة، مما أدى إلى تراجع الطائرة السورية، على بعد 1.4 ميل بحري عن الحدود التركية. وذكر البيان أن 4 طائرات "إف 16" تركية تعرضت لتحرش من رادارات منظومات صواريخ SA-2 وSA-5 وSA-8 من الجانب السوري، موضحاً أن الطائرات التركية جرى رصدها بالرادار 14 مرة ولمدة إجمالية بلغت دقيقتين و20 ثانية.
في غضون ذلك، نفت وزارة الخارجية التركية، بشكل قاطع، "الادعاءات" بدعمها مسلحي المعارضة خلال اشتباكات كسب، مبديةً استعدادها لاستقبال المواطنين السوريين الأرمن المقيمين في المدينة، في حال رغبوا في اللجوء إلى تركيا وتوفير الحماية لهم.
وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان "عدم صحة الادعاءات القائلة بأن تركيا دعمت قوات المعارضة السورية عبر السماح لها باستخدام أراضيها أو غير ذلك من أشكال الدعم خلال اشتباكات كسب". وقالت: "جميع تلك الادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بأي صلة".
تجدر الاشارة الى أن الطيران التركي أسقط، الأحد الماضي، طائرة حربية سورية، بدعوى اختراقها المجال الجوي التركي على الشريط الحدودي مع مدينة كسب السورية.