حوّل السوداني أبو هريرة أحمد، قاربه إلى إسعاف لإنقاذ الأطفال والمرضى، ونقلهم من منازلهم التي دمرها الفيضان والسيول. أبو هريرة شاب ثلاثيني يمتلك مركباً للصيد منذ سنوات، لم يجد إلّا مركبه هذا، لتقديم المساعدات للمواطنين عندما حلّت الكارثة على بلاده، بعد أن ترك مهنته.
بدأ السودانيون بالاستعداد لمواجهة الفيضان، قبل حلوله بـ 10 أيام، بإعداد حواجز من الأتربة في الشوارع. لكنهم لم يتوقعوا أن يرتفع منسوب النيل إلى هذه الدرجة، وتغمر المياه بعض الجزر، وفقاً لما قاله أبو هريرة.
ومع جرف السيول للمنازل والممتلكات، أسرع أبو هريرة في نقل الأطفال وكبار السن والمرضى، على قاربه، إلى أماكن أخرى أكثر أماناً، بعد أن تهدمت منازلهم.
وخلال الأيام الأولى من الفيضان، استيقظ أبو هريره في السادسة صباحاً لينقل المواطنين حتى الساعة 12 مساءً. شاهد مدى ذعر الأطفال وخوف النساء، فحزن لأنه لم يستطع إنقاذ بعض الأهالي الذين قتلهم الفيضان.
وبعد نقل الأرواح، بدأ أبو هريرة بنقل "العفش" الخاص بالمتضرّرين، من "السراير والملابس والمتعلّقات الأساسية لهم". أمّا في اليومين الماضيين، فسخّر أبو هريرة قاربه لنقل المرضى من أطفال ورجال ونساء، من البيوت المحاصرة بالمياه إلى برّ الأمان، ليستقلّوا سيارة بعدها، للوصول إلى المستشفى.
لم يقتصر دور أبو هريرة عند هذا الحد، بل هو ينقل أيضاً المساعدات والأغذية إلى داخل المنازل، في المنطقة المحاصرة بالفيضان، بالقرب من منطقة الشقيلاب، جنوبي العاصمة السودانية.