يحتفل السودانيون الليلة بالسنة الميلادية الجديدة بطرق مختلفة. تتنافس النوادي الخاصة في إحياء ليلة رأس السنة باستقطاب أكثر الفنانين شعبية الذين تغطي ملصقات حفلاتهم لوحات الإعلانات والجدران على الطرقات حيث تكشف عن الأسعار والأماكن. ويترافق ذلك مع تزيين المحال التجارية والمطاعم والمقاهي في كثير من أنحاء البلاد خصوصاً العاصمة الخرطوم.
في هذه الليلة يخرج السودانيون إلى الحدائق العامة والنوادي والصالات. كما يجذب شارع النيل في الخرطوم الكثير من الرواد. بينما يحرص آخرون على إحياء المناسبة وسط الأهل والأقارب في سهرات منزلية خاصة قد تمتد حتى الصباح.
وتمثل المقاهي الشعبية في شارع النيل، المعروفة باسم "ستّات الشاي" ملجأ للشباب الذين يفشلون في تأمين تذاكر الحفلات الساهرة في أحد النوادي. هذا العام تتفاوت أسعار التذاكر، وتمتد من 50 جنيهاً (8 دولارات أميركية) حتى 500 (80 دولاراً). يسهر هؤلاء لدى "ستّات الشاي" حتى ساعات الصباح الأولى يتسامرون وتتعالى ضحكاتهم ويرتشفون الكأس تلو الآخر من الشاي والقهوة مما لا يتعدى سعره خمسة جنيهات (0.80 دولار).
يقول سامي، وهو موظف: "شخصياً أحرص على الاحتفال بالسنة الجديدة بأمل أن تحمل لي ولعائلتي الأفضل.. سأخرج مع العائلة إلى البحر بما يشكله من رمز للحياة والأمن والاستقرار".
أما أحمد(موظف)، فيؤكد أنه في العادة يحرص على قضاء ليلة رأس السنة في منزل العائلة الكبير مع والديه وأشقائه الذين يأتون من بيوتهم، والذين تفرقهم ظروف الحياة. يقول: "نعد وجبة عشاء ونحملها إلى منزل العائلة حيث نطفئ الأضواء عند منتصف الليل. نلهو مع الأطفال ونتراشق بالمياه تفاؤلاً بالعام الجديد الذي يمثل الأمل والمستقبل بالنسبة لنا".
بدوره، يعتبر الموظف المتقاعد عبد الرحمن أنّ الاحتفال بالعيد ليس وارداً لديه فهو "تشبّه بأتباع الأديان الأخرى". يقول لـ"العربي الجديد": "في حياتي لم أحتفل برأس السنة، وكذلك أسرتي، خصوصاً أنّنا ترعرعنا في الريف الذي لا يعرف مجتمعه هذه المظاهر". يؤكد أنّ ليلة رأس السنة مثلها كمثل كلّ الليالي لا تعني له شيئاً مميزاً.
في المقلب الآخر، تخطط نرمين وصديقاتها للسفر إلى شرق البلاد حيث الطبيعة الخلابة لقضاء الليلة هناك والاستمتاع بها مع صديقاتها. تمثل لها بداية العام الجديد فرصة لشحذ همتها من أجل الاستمرار في تحقيق الأهداف.
تنتشر في السودان مظاهر الاحتفال بالعيد. تزين الأحياء طرقاتها بالقصاصات الملونة. ويتفق الجميع على إطفاء الأنوار عند الثانية عشرة ليلاً. كما ترتفع المفرقعات النارية في الأجواء إيذاناً بانطلاق العام الجديد. كثيرون يتراشقون بالماء، وغيرهم بالبيض، وإن كانت السلطات منعت ذلك لتسببه في حوادث السير.
تقول أم كلثوم، وهي ربة منزل: "اعتدنا مع جيراننا في الحي على الاحتفال سوياً في منزل أكبرنا سنّاً. نجمع قبل ذلك المال من بعضنا البعض لإعداد عشاء فاخر. ثم نسهر بعده حتى الصباح على أنغام الموسيقى".
من جهته، يعتبر الباحث في التراث السوداني معتصم عبد الوارث أنّ الاحتفالات برأس السنة دخلت إلى المجتمع السوداني في فترة السبعينيات، إذ كانت تجتمع الأسر مع بعضها، وتنظم الحفلات في النوادي، خصوصاً مع وجود الكثير من الأجانب. وهي مظاهر مستمرة حتى اليوم".
أما أستاذ الثقافة السودانية في جامعة الخرطوم محمد المهدي بشرى فيجد أنّ السودانيين ثابروا على الاحتفال برأس السنة عبر الأجيال، باعتبارها مناسبة اجتماعية وجزءاً من التواصل. يقول: "كانت تتجمع نحو 30 أسرة في منزل إحداها للاحتفال. قديماً كانت الاحتفالات تقتصر على أهل المدن خصوصاً المنفتحين، وهي فرصة للفرح والغناء تبتعد عن التزمت الديني".
إلى ذلك ألزمت السلطات في الخرطوم جميع النوادي والمطاعم برفع علم السودان وعزف النشيد الوطني في الدقيقة الأولى من العام الجديد الذي يتزامن مع ذكرى استقلال البلاد.
كما رفعت السلطات درجة الاستعدادات لمواجهة أي طارئ هذه الليلة. وتنتشر دوريات الشرطة فضلاً عن شرطة المرور لتنظيم الطرقات في ظل الزحمة الاستثنائية التي تطل برأسها في استقبال العام الجديد.
في المقابل، تنشط الجماعات السلفية بمناسبة رأس السنة، فتستغلها كفرصة للدعوة. تضع الجماعات ملصقاتها بشكل مكثف عند مداخل الجسور والطرقات الرئيسية وفي الجامعات، للتحذير من الاحتفال بالسنة الجديدة. كما تبثّ دعواتها تلك عبر مكبرات الصوت في شارع النيل.
اقرأ أيضاً: السبعينيّة زينب تتخرّج من الجامعة
في هذه الليلة يخرج السودانيون إلى الحدائق العامة والنوادي والصالات. كما يجذب شارع النيل في الخرطوم الكثير من الرواد. بينما يحرص آخرون على إحياء المناسبة وسط الأهل والأقارب في سهرات منزلية خاصة قد تمتد حتى الصباح.
وتمثل المقاهي الشعبية في شارع النيل، المعروفة باسم "ستّات الشاي" ملجأ للشباب الذين يفشلون في تأمين تذاكر الحفلات الساهرة في أحد النوادي. هذا العام تتفاوت أسعار التذاكر، وتمتد من 50 جنيهاً (8 دولارات أميركية) حتى 500 (80 دولاراً). يسهر هؤلاء لدى "ستّات الشاي" حتى ساعات الصباح الأولى يتسامرون وتتعالى ضحكاتهم ويرتشفون الكأس تلو الآخر من الشاي والقهوة مما لا يتعدى سعره خمسة جنيهات (0.80 دولار).
يقول سامي، وهو موظف: "شخصياً أحرص على الاحتفال بالسنة الجديدة بأمل أن تحمل لي ولعائلتي الأفضل.. سأخرج مع العائلة إلى البحر بما يشكله من رمز للحياة والأمن والاستقرار".
أما أحمد(موظف)، فيؤكد أنه في العادة يحرص على قضاء ليلة رأس السنة في منزل العائلة الكبير مع والديه وأشقائه الذين يأتون من بيوتهم، والذين تفرقهم ظروف الحياة. يقول: "نعد وجبة عشاء ونحملها إلى منزل العائلة حيث نطفئ الأضواء عند منتصف الليل. نلهو مع الأطفال ونتراشق بالمياه تفاؤلاً بالعام الجديد الذي يمثل الأمل والمستقبل بالنسبة لنا".
بدوره، يعتبر الموظف المتقاعد عبد الرحمن أنّ الاحتفال بالعيد ليس وارداً لديه فهو "تشبّه بأتباع الأديان الأخرى". يقول لـ"العربي الجديد": "في حياتي لم أحتفل برأس السنة، وكذلك أسرتي، خصوصاً أنّنا ترعرعنا في الريف الذي لا يعرف مجتمعه هذه المظاهر". يؤكد أنّ ليلة رأس السنة مثلها كمثل كلّ الليالي لا تعني له شيئاً مميزاً.
في المقلب الآخر، تخطط نرمين وصديقاتها للسفر إلى شرق البلاد حيث الطبيعة الخلابة لقضاء الليلة هناك والاستمتاع بها مع صديقاتها. تمثل لها بداية العام الجديد فرصة لشحذ همتها من أجل الاستمرار في تحقيق الأهداف.
تنتشر في السودان مظاهر الاحتفال بالعيد. تزين الأحياء طرقاتها بالقصاصات الملونة. ويتفق الجميع على إطفاء الأنوار عند الثانية عشرة ليلاً. كما ترتفع المفرقعات النارية في الأجواء إيذاناً بانطلاق العام الجديد. كثيرون يتراشقون بالماء، وغيرهم بالبيض، وإن كانت السلطات منعت ذلك لتسببه في حوادث السير.
تقول أم كلثوم، وهي ربة منزل: "اعتدنا مع جيراننا في الحي على الاحتفال سوياً في منزل أكبرنا سنّاً. نجمع قبل ذلك المال من بعضنا البعض لإعداد عشاء فاخر. ثم نسهر بعده حتى الصباح على أنغام الموسيقى".
من جهته، يعتبر الباحث في التراث السوداني معتصم عبد الوارث أنّ الاحتفالات برأس السنة دخلت إلى المجتمع السوداني في فترة السبعينيات، إذ كانت تجتمع الأسر مع بعضها، وتنظم الحفلات في النوادي، خصوصاً مع وجود الكثير من الأجانب. وهي مظاهر مستمرة حتى اليوم".
أما أستاذ الثقافة السودانية في جامعة الخرطوم محمد المهدي بشرى فيجد أنّ السودانيين ثابروا على الاحتفال برأس السنة عبر الأجيال، باعتبارها مناسبة اجتماعية وجزءاً من التواصل. يقول: "كانت تتجمع نحو 30 أسرة في منزل إحداها للاحتفال. قديماً كانت الاحتفالات تقتصر على أهل المدن خصوصاً المنفتحين، وهي فرصة للفرح والغناء تبتعد عن التزمت الديني".
إلى ذلك ألزمت السلطات في الخرطوم جميع النوادي والمطاعم برفع علم السودان وعزف النشيد الوطني في الدقيقة الأولى من العام الجديد الذي يتزامن مع ذكرى استقلال البلاد.
كما رفعت السلطات درجة الاستعدادات لمواجهة أي طارئ هذه الليلة. وتنتشر دوريات الشرطة فضلاً عن شرطة المرور لتنظيم الطرقات في ظل الزحمة الاستثنائية التي تطل برأسها في استقبال العام الجديد.
في المقابل، تنشط الجماعات السلفية بمناسبة رأس السنة، فتستغلها كفرصة للدعوة. تضع الجماعات ملصقاتها بشكل مكثف عند مداخل الجسور والطرقات الرئيسية وفي الجامعات، للتحذير من الاحتفال بالسنة الجديدة. كما تبثّ دعواتها تلك عبر مكبرات الصوت في شارع النيل.
اقرأ أيضاً: السبعينيّة زينب تتخرّج من الجامعة