يفاقم سوء الأحوال الجوية الذي تشهده سورية منذ ثلاثة أيام، إثر انخفاض درجات الحرارة واستمرار هطول الأمطار، من معاناة العائلات النازحة من ريف حماة الشرقي باتجاه ريف إدلب، إذ توفي طفلان رضيعان نتيجة فقدانهما القدرة على تحمل البرد.
وتفترش عائلة الطفلين العراء منذ أسابيع، كحال أكثر من 3 آلاف عائلة لم تجد مكاناً يؤويها، في ظل شبه غياب للمساعدات الإنسانية، وعلى رأسها الخيام، التي باتت تشكل اليوم أولوية لإنقاذ النازحين من البرد وخاصة الأطفال.
وقال مسؤول الإعلام في مجلس مدينة عقيربات بريف حماة الشرقي، زياد شرقي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "وضع النازحين من ريف حماة الشرقي مأساوي، زاده انخفاض درجات الحرارة، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية لحاجات النازحين"، لافتاً إلى أنه "جراء البرد توفي الطفلان وائل طعيمة، عمره 25 يوماً، نازح من بلدة جب الحنطة، ويحيى الحسون، عمره 8 أيام، نازح من ثرت، بريف حماة الشرقي".
من جانبه، قال مسؤول مخيمات سنجار ومنسق عام للمنظمات في المنطقة، واصل الذياب، لـ"العربي الجديد"، "الطفلان اللذان لقيا حتفهما كانا قد نزحا مع عائلاتيهما من ريف حماة الشرقي، ولم تكن هناك أي خيمة تأويهما من البرد والمطر"، لافتاً إلى أن "هناك أكثر من 3 آلاف عائلة نازحة إلى منطقة سنجار تفترش العراء تحت المطر والبرد".
وذكر أن "الطفلين فقدا حياتهما بالرغم من الجهود التي بذلها الكادر الطبي في المشفى، في حين لا يزال 6 أطفال بحالة مشابهة وحياتهم معرضة للخطر".
وبين أن "غالبية المناطق السكنية يتم قصفها باتجاه ريف حماة الشرقي، ما تسبب بنزوح أكثر من 120 ألف شخص من ريف حماة الشرقي، إضافة إلى نحو 15 قرية في ريف إدلب الجنوبي".
وقال "اليوم مطلوب بالحد الأدنى 4 آلاف خيمة لإيواء العائلات التي تفترش الأرض، إضافة إلى مساعدات غذائية لسد نقص شديد تصل نسبته إلى 90 في المائة من الحاجات".
وتابع "في منطقة سنجار 39 مخيماً للنازحين، 7 مخيمات منها تم تهجيرها بسبب القصف والعمليات العسكرية التي يشنها النظام وحلفاؤه".
من جهته، قال الناشط الإعلامي أبو خالد الحموي، لـ "العربي الجديد"، إن "حملة شرسة من الطيران الحربي الروسي والسوري تشن على قرى وبلدات ريف حماة الشرقي الآمنة في ظل احتدام المعارك بين قوات النظام والثوار على جبهة الحمرا والسعن، إذ تم استهداف القرى بآلاف الغارات الجوية بمختلف الأسلحة المحرمة دولياً من نابالم وفوسفور وعنقودي، أدى إلى سقوط 16 قتيلاً من الأطفال والنساء والعديد من الجرحى حالتهم حرجة، مما اضطر المدنيين إلى الهرب بأرواحهم إلى مناطق أكثر أماناً".
وأوضح أن "العائلات النازحة منها من سكن في مخيمات عشوائية في منطقة سنجار، إلا أن هناك كثيرون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بلا مأوى، كما زاد من معاناتهم استهداف مخيمات نزوح ما تسبب في موجة نزوح جديدة".