سنوات عطيات التي لم تكن مع عبدالرحمن الأبنودي (1)

23 أكتوبر 2018
+ الخط -
لم أغضب حين قالت لي المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي في ذلك اليوم من أيام خريف عام 1998، أنها قررت أن تنشر في مجلة (نصف الدنيا)، فصولاً من كتابها الذي روت فيه بعضاً من سيرة حياتها مع زوجها السابق الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وبالتحديد خلال الفترة التي تم فيها اعتقاله عام 1966، لكنني تأسفت بالطبع، لأنني لن أحظى بفرصة نشر فصول من الكتاب الذي عايشت عملية إعداده على مدى عامين، كانا وقتها عمر صداقتي بالمخرجة التسجيلية الكبيرة، التي بدأت بفضل حماسها لما كنت أكتبه في صحيفة (الدستور) في إصدارها الأول، وتأثري بسعيها الملفت لنشر رسالة في صفحة (صوت عال وصدى أعلى) المخصصة لرسائل القراء، مع أنها كان يمكن أن تنشرها في بقية صفحات الصحيفة.

كنت وقتها، بعد إغلاق صحيفة الدستور، أعمل محرراً عاماً لصحيفة (الجيل) حديثة الصدور ومحدودة الانتشار، ولأنني أحب الأستاذة عطيات وأتمنى لها كل الخير، وأشعر بالامتنان لما قدمته لي من دعم نفسي هي وغيرها من أساتذتي بعد صدمة إغلاق (الدستور)، لم يكن من الممكن أن أغضب حين اختارت الأستاذة عطيات مجلة رائجة ومتميزة مثل (نصف الدنيا)، لكي تنشر فيها كتابها الذي كنت أدرك أهميته وجماله، منذ أن أرتني عطيات الرسائل التي كتبها لها الأبنودي على أوراق علب السجائر وورق بفرة وعلى ما يتيسر من أنواع الأوراق، والتي كان يتم تهريبها من داخل المعتقل لتصل إليها بعد رحلة معقدة ومكلفة بمعايير ذلك الزمن. حرصت الأستاذة عطيات على أن تقول لي إنها كانت تنوي أن تختص صحيفة (الجيل) بنشر فصول من الكتاب، لكنها فوجئت بتلقي مكالمة من الكاتبة الكبيرة سناء البيسي، تعرض عليها أن تقوم بنشر أجزاء مطولة من الكتاب، فأسعدها ذلك، ووافقت على العرض، وبالفعل أعلنت (نصف الدنيا) عن نشر مختارات من الكتاب على مدى 4 حلقات، ونشرت الحلقة الأولى في مطلع شهر ديسمبر 1998، حيث قام الصديق عمر طاهر بعرض المختارات على مساحة بلغت ستة صفحات، ونالت المقتطفات المنشورة الاهتمام الذي تستحقه من القراء والمتابعين، ثم فجأة توقفت (نصف الدنيا) عن نشر الحلقات الثلاثة الباقية، دون إشارة أو تنويه ولو حتى في سطرين في أي ركن قصي، تعتذر فيه المجلة لقرائها عن عدم إيفائها بالوعد.

كان سبب توقف المجلة عن نشر فصول كتاب عطيات، هو زيارة غاضبة من الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي لمجلة (نصف الدنيا)، طلب فيها وقف النشر بشكل فوري، وبالفعل توقف النشر، وحين سألت صديقي عمر طاهر الذي نشرت الحلقة الأولى بتوقيعه، رفض التعليق، وأحالني إلى الكاتبة الكبيرة سناء البيسي رئيسة تحرير المجلة، التي كنت أقدرها، وكتبت قبل ذلك في نفس الصحيفة معبراً عن تقديري لها ككاتبة وكرئيسة تحرير كانت لها بصمات متميزة على مجلة (نصف الدنيا) التي كانت أفضل وأنجح مجلة أصدرتها مؤسسة الأهرام. حاولت الأستاذة سناء الاعتذار بلباقة عن الإجابة على أسئلتي، لكنني نجحت في استفزازها بسؤال عن دور الشاعر الكبير في وقف النشر، فقالت لي منفعلة إن الأبنودي لا يملك سلطة التدخل لإيقاف النشر، وأن "كل الحكاية إن عبد الرحمن وعطيات كلاهما صديق عزيز لي وللمجلة".


سألتها: طيب لماذا إذن تم وقف النشر فجأة؟، فأجابت الأستاذة سناء: "هو كانت نصف الدنيا من حوالي 8 سنين نشرت حواراً مع الأستاذ الأبنودي على مدى خمس حلقات، وتكلم بصراحة شديدة أغضبت الأستاذة عطيات، وعندما عرفت أن عطيات كتبت هذا الكتاب، قلنا نرد لها حقها، وبالفعل نشرنا جزءاً كبيراً من الكتاب، أما الباقي فهو مجرد خطابات، ومن حق عطيات أن تحتفظ بها في الكتاب، خاصة أن الكتاب نازل قريباً، أما عبد الرحمن فالنشر أعتقد ضايقه، لكن هو أخ صديق وهي صديقة، وأنا حسيت إنه كفاية علينا كده، لإنه فيه أولاد، وفي بيوت، ومش (نصف الدنيا) اللي تدخل في حاجة زي كده".

لم تكن إجابة الأستاذة سناء مقنعة، لأن المجلة كانت قد أعلنت عن نشر أربعة أجزاء من فصول الكتاب، ولم يكن ممكناً أن تعلن عن ذلك لو لم تر أن ما ستنشره مهم وممتع لقراء المجلة، كما أن المجلة لم تكتشف فجأة أن الكتاب عبارة عن خطابات، لأن عنوان الكتاب أصلاً كما نشرته المجلة كان بالنص: (مواسم للغفران: رسائل عطيات إلى زوجها السجين عبد الرحمن)، لكنني قدرت الحرج الذي كان واضحاً أن الأستاذة سناء قد وقعت فيه، وقررت أن أبحث عن إجابة لما حدث لدى الأستاذة عطيات، التي كانت عند صدور عدد (نصف الدنيا) الذي خلا من الجزء الثاني من كتابها، مسافرة إلى تركيا للاشتراك في لجنة تحكيم لمهرجان أفلام تسجيلية هناك، وعند عودتها اتصلت بها لسؤالها عما حدث، فقالت لي إن المجلة لم تخبرها بوقف نشر الحلقات، وأنها فوجئت حين علمت أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي كان وراء إيقاف نشر فصول الكتاب، مضيفة: "لا أفهم بالضبط على أي أساس حدث ذلك، فالذي أعرفه أن الأستاذ عبد الرحمن من عتاة الدعاة لحرية الرأي والتعبير، ونفسي أعرف أو أحد يسأله لماذا طلب وقف مذكرات كتبتها شخصية كانت يوماً في حياته، هل يعتقد الأبنودي أنه شخصية لا تمس، وليس من حق أحد أن يتكلم عنه".

طلبت من الأستاذة عطيات أن تتحدث أكثر عن الكتاب وفكرته، لتضع القارئ غير المتابع في أجواء الكتاب، فيفهم سبب الأزمة التي يثيرها كتاب مثله يبدو موضوعه عادياً جداً، فقالت: "الكتاب اسمه (مواسم للغفران) وأنشر به أوراقي القديمة التي مر على كتابتها أكثر من 33 سنة، أنا في الأصل مهمتي هي إخراج الأفلام الوثائقية، لكنني أعتبر أن نشري لهذه الرسائل والمذكرات التي كتبت خلال فترة اعتقال زوجي السابق عبد الرحمن الأبنودي، بمثابة توثيق لجزء من تاريخنا، وتوثيق للحياة اليومية في مصر، وهي أوراق احتفظت بها طيلة هذه السنوات، لكني لم أكتشف أهميتها إلا بعد أن أصبح هاجسي الأول هو التوثيق بالصورة والكتابة ومحاولة (وصف مصر) بكل ما أستطيعه، وبالتالي اعتبرت تلك الأوراق شهادة عن أيام عشتها ودونت تفاصيلها في وقتها، كواحدة من جيل الستينات عاشت تلك الفترة المهمة التي تغطيها الأوراق، وهي الفترة ما بين أكتوبر 65 ومارس 67، أي قبل ثلاثة شهور فقط من حدوث هزيمة يونيو، وقد أضفت إلى تلك الأوراق التي نشرتها بنصها، بضع صفحات من تداعي الذاكرة، للربط بينها وبين السياق الذي كتبت فيه، وقد شجعني على نشرها حماس أصدقائي الشديد والذين يشاركونني الرأي في أهمية تلك الرسائل للمهتم بتاريخ مصر الاجتماعي في تلك الفترة".

سألتها: هل يوجد في الكتاب ما يمس الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي أو يسيئ إليه بشكل شخصي، فأجابتني وهي تحاول السيطرة على انفعالاتها: "أنا كنت متزوجة من الأستاذ الأبنودي وقد دخل السجن في الفترة التي تحدثت عنها، كما دخله معه عشرون شخصاً آخرين مذكورون في الكتاب، وليس في الكتاب ما يسيئ إليه أو إليهم، كما أنني في الحقيقة لم أكن أكتب عن أحد غير نفسي أنا وعما يدور لي أنا وعن انطباعاتي ومشاهداتي وما حدث لي كزوجة سجين سياسي، وليس في الكتاب كلمة على لسان عبد الرحمن الأبنودي، ولا أتصور أن يكون هناك مصادرة على ما عشته وعلى تجربتي ورؤيتي الخاصة، ليس هناك أي منطق لما حدث، يعني الناس يمكن أن تحتج حين يكون هناك سب وقذف، لكن أنا نفسي أعرف هو معترض على إيه بالضبط؟ أنا قررت أن أخوض التجربة النفسية التي تجعلني أنشر هذه الأوراق، وأنا عمري الآن 59 سنة، وقد وصلت إلى مواسم الغفران التي يصلها الإنسان عندما يشرف على الستين من عمري، ورأيي إن ما حدث عيب، وما يصحش، إحنا ناس كبار في السن، أنا كتبت عن ذاتي أنا وليس لي أي ذات أخرى، كتبت تجربة ووجدت أنها تحمل ما يمكن أن يفيد أي إنسان في وقت ما، والكتاب الذي أكتبه لا يدعي أنه يتحدث عن شخصيات لا تعيش بيننا، ولا يقول أن أبطال هذه القصة لا يعيشون بيننا، كما يكتب البعض عادة، بالعكس الوقائع الموجودة في الكتاب حقيقية والأسماء حقيقية وأغلب الأبطال يعيشون بيننا، لكني لا أتوقف كثيرا عند الأسماء، بل أتحدث عن تفاصيل الحياة اليومية في القاهرة ومصر".


كانت الأستاذة عطيات قد اتفقت وقتها على نشر الكتاب مع دار الفرسان للنشر التي يملكها ويديرها الكاتب الشهير عادل حمودة، وكان يفترض أن تظهر نسخه الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نهاية شهر يناير 1999، سألتها: هناك أقاويل تتردد عن أن الأستاذ عبد الرحمن سيرفع دعوى قضائية لمنع تداول الكتاب، ما تعليقك؟ أجابت: "والله كل واحد يعمل اللي يقدر عليه، أنا أنشر وهو يرفع قضية والقضاء يحكم، وأنا لن أستشير محامياً في الموضوع لأني لم أقم بجريمة، أنا كتبت عن ذاتي، الأستاذ عبد الرحمن بعث لي عن طريق أحد الأصدقاء وحذرني من نشر الكتاب، وقال إنه سيستخدم كل قوته من أجل وقف هذا الكتاب"، وبعد صمت قليل ضحكت ثم أضافت: "وبعث يسألني عن طريق صديقة: هو أنا ناوية أنشر الكتاب فين، بل وقال لها: قولي لعطيات مش عايزها هي بالذات تكتب عني، حتى لو طلعتني أحسن رجل في العالم. يعني أنا مش عارفة المبرر، إحنا منفصلين بقى لنا 12 سنة، وأنا قاعدة جنب الحيط، وأنجز أعمالي في السينما والكتابة، وكل الناس تنفصل وتحاول أن تبقى لديها الذكريات الطيبة، وأنا الذكريات الوحشة لا أكتب عنها بدليل إن الكتاب اسمه (مواسم للغفران)، وأنا لا أفتح الدفاتر القديمة السيئة أبداً".

سألتها: هل كنت تتوقعين رد الفعل هذا؟ أجابت: "لم أكن أتوقعه على الإطلاق، إذا كنا بنرفع شعارات حرية الرأي، فمن الواجب إن الناس تقول اللي هي عايزاه، ومن يحدث له ضرر يتصرف بشكل حضاري، لكن المنع غلط، وأنا بصراحة مش فاهمة مبررات الأستاذة سناء البيسي مع تقديري الكامل لها، خاصة إنهم قالوا إنهم هينشروا المذكرات على أربع حلقات واحتفوا بيها، وبعثوا مصور صورني، وللعلم الجزء اللي عندهم 50 صفحة فقط من 300 صفحة هي عدد صفحات الكتاب، ومش عارفة إزاي الأستاذ عبد الرحمن ما انتظرش لغاية ما يقرا الباقي، ومش عارفة إيه القوة العظيمة اللي عنده دي (تضحك)، يعني المفروض إني أخاف بقى ولا إيه، للعلم مجلة المجلة اللندنية اتصلت بي وسألتني في موضوع هتنشره عن: هل تملك الشخصيات العامة منع ما يكتب عنها، وأنا لن أتردد في نشر الكتاب، لأني ست لا تتراجع عن الحق، وأملك قضية حقيقية، وأكتب عن مصر التي أعرفها، وهذا هو حقي الشرعي الطبيعي والقانوني".

وبعد أن نشرت تصريحات المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي كتبت معلقاً على التصريحات: "من جانبنا نحمل كل تقدير وحب واعتزاز للشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي أحببنا على أغانيه وأحببنا أشعاره، ولا زلنا نعيش على ضفاف إبداعه الشعري، ولأننا نعتقد أنه سينتصر دائماً لحرية الكلمة، مهما كان ثمنها، وأنه سيتسق مع مبادئه ومواقفه، لذلك نعلن أننا سننشر عرضاً وافياً لكتاب عطيات الأبنودي الذي توقف نشره في مجلة (نصف الدنيا) إلى أن يأتي معرض الكتاب ويستطيع القارئ قراءته كاملاً".

وبالفعل قمت ابتداءاً من عدد (الجيل) الصادر بتاريخ 20 ديسمبر 1998، بنشر مقتطفات من الكتاب الذي قررت عطيات الأبنودي بعدها أن تغير اسمه من (مواسم للغفران)، إلى (سنوات لم تكن معه)، ليكتشف الذين تابعوا ما نشرته من الكتاب، أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي أخطأ في قراره وانفعاله، لأن كتاب عطيات لم يكن مشغولاً بالخوض في الحياة الشخصية للأبنودي أو لغيره من رفاق المعتقل في تلك الفترة، برغم كونهم جميعاً من الشخصيات العامة التي يحق للجميع الحديث عنها، فما بالك حين يكون المتحدث شريكة الأبنودي ورفيقته في تلك الفترة الصعبة من حياته، وحين تقوم بتسجيل صورة مهمة لتفاصيل الحياة اليومية في مصر في تلك الفترة، وتعكس بشكل إنساني صادق مشاعر زوجة سجين سياسي تبحث عن حرية زوجها ووطنها أيضاً، وهو ما يزيد من أهمية إعادة قراءته في هذه الفترة التي تمتلئ فيها السجون والمعتقلات المصرية بمعتقلي الرأي الذين يظن عبد الفتاح السيسي أن رميهم في المعتقلات وحرمان أهاليهم وأحبابهم منهم، سجعل مصر أكثر أمناً وتقدماً، خاصة أن الكتاب منذ صدوره تعرض لتعتيم إعلامي شديد، ليحاصره النسيان بعد فترة، ولا تتم إعادة طبعه، برغم أن سلسلة إبداعات التفرغ التي يصدرها المجلس الأعلى للثقافة أصدرت ما يمكن اعتباره جزءاً ثانياً من الكتاب، عنوانه (أيام السفر)، تتحدث فيه عطيات بشكل ممتع عن رحلتها لدراسة السينما خارج مصر، وعن علاقتها مع عبد الرحمن الأبنودي بعد خروجه من المعتقل، مواصلة توثيقها لتفاصيل حياتهما معاً، وحياة مصر في فترة مختلفة ومهمة عن الفترة التي غطتها في الكتاب الذي نشرت فيه رسائلها إلى عبد الرحمن.

للأسف لم تنشر عطيات رسائل عبد الرحمن إليها، مع أنها ظلت تحتفظ بها، وقد حظيت بشرف قراءة بعضها، وأتمنى -بمنتهى البراءة التي قد لا تخلو من السذاجة- بعد أن رحلت الأستاذة عطيات والأستاذ عبد الرحمن إلى جوار الله، وأصبح تاريخهما ومشوارهما ملكاً لمحبيهما وعارفي فضلهما وللأجيال القادمة، أن تتحمس العزيزة أسماء يحيى الطاهر عبد الله لنشر تلك الرسائل، التي لا يوجد فيها ما يغضب المذيعة الكبيرة نهال كمال شريكة حياة الأبنودي وحبيبته، ولا ما يغضب ابنتيه آية ونور، الذين يعلمان قدر والدهما ويعلمان قدر محبته لوالدتهما العزيزة، ولا أظنهما سيجدان في نشر تلك الرسائل، إلا ما يزيد الكل محبة لوالدهما الجميل، الذي يمكن أن تختلف معه في بعض المواقف السياسية، لكنك لا يمكن أن تختلف على أهميته الإبداعية والإنسانية، وقد أسعدني الزمان بالاقتراب منه لسنوات، كما أسعدني بالاقتراب من الأستاذة عطيات، وأتمنى أن تتيح لي الظروف أن أكتب عن تفاصيل رحلتي الإنسانية معهما في الفترة المقبلة، كتابة لا تسيطر عليها العواطف والانفعالات، تحاول أن تعطي كلاً منهما قدره الذي عرفته، وتعبر عن محبتي الغامرة لهما، حتى وإن كان كل منهما قد غضب مني في فترة ما، حين اقتربت من الآخر أكثر، وهو ما سأحكيه بالتفصيل، حين أكتب عنهما بإذن الله، وحتى يحدث ذلك، وحتى يتم إعادة طبع كتاب عطيات الأبنودي المهم والمظلوم، سأتيح لكم عبر ثلاث حلقات، بعض ما قمت بعرضه واختياره منه، مترحماً معكم على الفقيدين الكبيرين، أسكنهما الله فسيح جناته.

أبدأ نشر المقتطفات غداً، ثم أواصلها في الأسبوع القادم بإذن الله.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.