سميرة سعيد... أغنية من قبّعة الساحر

03 ديسمبر 2018
سميرة سعيد في الفيديو كليب (يوتيوب)
+ الخط -
نهاية الشهر الماضي، قامت الفنانة المغربية سميرة سعيد بإعادة تسجيل أغنية "إزاي أحب" وإصدار فيديو كليب جديد لها، علماً أن الأغنية سبق أن أصدرتها قبل 16 سنة ضمن ألبومها الشهير "يوم ورا يوم". وقد بدا ما قامت به سعيد التي تجاوزت عامها الستين، غريباً، بالنظر إلى كون التسجيل الجديد للأغنية لا يحتوي على اختلافات تذكر بالموسيقى أو التوزيع أو حتى الكلمات، باستثناء أن التسجيل الجديد يعتبر أفضل من ناحية "الماسترينغ" فقط؛ وهو الأمر الذي يفتح الباب على التساؤل حول كيفية تعاطي الفنانة الكبيرة مع أرشيفها الفني الذي يتجاوز عمره الأربعين سنة. 

لماذا تعود سعيد إلى أرشيفها الفني وتنبش فيه عن أغانٍ لم تنل أي شعبية في زمنها، وتصور هذه الأغنية على طريقة الفيديو كليب؟ هل ترغب باستعراض شبابها الدائم وأنوثتها وهي في الستين من عمرها؟ لا يبدو الأمر كذلك، ففيديو كليب "إزاي أحب" لا يبدو عملاً استعراضياً، بل يبدو أنه قد صور ببساطة وعلى عجل للترويج للأغنية، وليس للترويج لسعيد نفسها؛ ناهيك عن كون سعيد كانت قد أطلقت مؤخراً أغنيتها المنفردة "سوبر مان"، وكان الأحرى أن تقوم بتصويرها لو كان الهدف هو الاستعراض ليس إلا.

لذلك من الممكن أن نجزم أن السبب هو محاولة سعيد للترويج لأرشيفها الفني، ولفت نظر الجمهور إلى غنى هذا الأرشيف بأغانٍ جيدة غير معروفة؛ ففي نفس الألبوم، كانت قد اشتهرت عدة أغان في وقت إصداره، مثل: "يوم ورا يوم" و"من يومي" و"الله يسهلك"، لكن سعيد تعمدت اختيار أغنية لم تلقَ أي صدى قبل 16 سنة.

تنتمي أغنية "إزاي أحب" لنمط "السوفت روك" الغربي، وهي من المحاولات القليلة التي قامت بها سعيد بإقحام هذا النمط إلى موسيقاها؛ علماً أن سعيد كانت تحاول في ذلك الوقت أن تنتج ألبومات تتمتع بقدر كبير من التنوع الموسيقي، فالألبوم ذاته كان يحتوي على أغاني "راي" و"بوب" و"روك"، بالإضافة إلى أغنية "ضحكتني" الطربية. ولكن الكليب الذي صورته سعيد للتغني بأرشيفها الفني يؤدي دوراً عكسياً، فأغنية "إزاي أحب" لا تبدو أغنية تستحق الوقوف عندها كثيراً، فهي لا تحمل شيئاً من خصال الحنين إلى تلك المرحلة، كما أنها لا تظهر أي تميز بالأداء لدى سعيد، ناهيك عن كون مستواها كأغنية "روك" دون المتوسط.


وهنا لا بد من التأكيد أن سعيد ليست المغنية العربية الوحيدة الكبيرة التي تحاول بإنتاجاتها الجديدة أن تحفز الجمهور على العودة إلى أرشيفهم الفني، فهناك العديد من النجوم الذين لا يزالون يتمتعون بالشعبية وهم على مشارف الستين ويحاولون دائماً أن يذكرونا بإنتاجاتهم الجديدة بعمق أثرهم الفني، كما يفعل عمرو دياب، الذي حاول في ألبوماته الأخيرة أن يقدم مزيجاً موسيقياً خاصاً يضم أغاني جديدة تنتمي كل منها –موسيقياً- لحقبة فنية في تاريخ الهضبة.

وربما يكون لأغنية "نور العين" التي أدتها مايا دياب رفقة فريش مونتانا ومساري دوراً بإنتاج سعيد لأغنيتها الجديدة، لتبدو هذه الإنتاجات الجديدة – القديمة كمعركة جديدة بين نجوم الغناء العربي المخضرمين لإثبات جودة الأرشيف الفني والأحقية بالاستمرار.


دلالات
المساهمون