على الرغم من كل ما فعله الاحتلال الإسرائيلي، أصرّت سمر البع على إعادة إحياء مزرعة النحل التي كان يملكها والدها قبل استشهاده، وبات لها زبائنها
في بلدة بيت حانون الواقعة في أقصى شمال قطاع غزة، وعلى بعد 400 متر من الخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، تنشط الشابة سمر البع في مزرعة النحل التي أعادت إحياءها بعدما دمرها الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل والدها في اجتياح للمنطقة في عام 2006 مرات عدة.
واستشهد والد سمر، عثمان البع، حين كان يبلغ من العمر 54 عاماً. تستذكر يوم استشهاده عندما فرض الاحتلال الإسرائيلي حظر التجول على سكان بلدة بيت حانون بالكامل في 14 أغسطس/ آب من عام 2006. كان يجلس أمام باب المنزل مع أشقائها حين أطلقت طائرة الاستطلاع صاروخاً في اتجاهه، واستشهد على أثره وأصيب ابناه حسام وحسن.
ترك عثمان البع أبناءه العشرة، الذين تربوا جميعهم في بيئة زراعية. وكان مصدر رزقهم الأساسي من مزرعة النحل وإنتاج العسل الصافي بجودة عالية، قبل توزيعه على كل محافظات قطاع غزة وبعض مدن الضفة الغربية. اليوم، أعادت ابنته الأصغر سمر البع إحياء مزرعته من جديد.
سمر درست أدب الطفل في جامعة القدس المفتوحة في عام 2013، ولم تحصل على أي فرصة عمل على الرغم من تطوعها في مؤسسات وجمعيات خيرية وشبابية، وعملها في مجالات الدعم النفسي والترفيهي والتعليمي. ورفضت أن تصبح رقماً ضمن الخريجين الذين يبحثون عن فرصة عمل، وفكرت في إعادة إحياء مهنة والدها في مزرعة النحل.
قدمت طلباً للحصول على الدعم في إطار دعم المشاريع الصغيرة مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي العام الماضي والممول من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، وبالشراكة مع منظمة "إنقاذ الطفل". ومن أصل أكثر من 1500 خريج تقدموا بطلبات، حصل 200 خريج منهم على تدريب عملي في إدارة مشاريع صديقة للبيئة، وتم اختيار مشروعها ضمن 50 مشروعاً من قطاع غزة.
خليّتان
تقول سمر لـ"العربي الجديد": "أصررت على إحياء مشروع والدي الذي كان معروفاً على مستوى قطاع غزة بجودة العسل الذي تنتجه مزرعته، وكان له زبائن من كل أنحاء قطاع غزة. أحياناً، كانت عائلة واحدة تطلب أكثر من عشرة كيلوغرامات من العسل. والجميل أن لدى والدي زبائن منذ 13 عاماً، عادوا لشراء العسل مني بعدما علموا بمشروعي".
ما زالت تستذكر معاناة العائلة بعد فقدان والدها والمزرعة القديمة. كان الجيش الإسرائيلي يعمد إلى تجريف المزرعة واجتياحها بآلياته العسكرية. قام بتجريفها أول مرة إثر اجتياح بلدة بيت حانون في عام 2003، ودمر 32 خلية نحل. وفي الاجتياح الإسرائيلي في عام 2006، قتل والدها وجرفت المزرعة ودمرت 12 خلية نحل فيها.
بقيت خليتان حاولت سمر الاعتناء بهما وتأمين العسل لعائلتها. لكن خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في عام 2014، جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأرض والمنازل المجاورة لها. لكن بعد انتهاء العدوان، أعادت إحياء الخليتين. وأطلقت مشروعها في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، واشترت النحل وبدأت مشروعها من خلال تصميم 27 خلية نحل من أخشاب أعيد تدويرها وهي صديقة للبيئة، وبدأت تعتني بها وتزرع الزهور قرب المزرعة. وبدأت إنتاج العسل في شهر إبريل/ نيسان هذا العام، واستطاعت أن تدر دخلاً جيداً لأسرتها.
مناحل العسل
وتشير سمر إلى أنها زرعت الميرمية والزعتر وأنواعاً عدة من الأزهار قرب مزرعتها لجذب نحل الخليات. تقول: "حققت نجاحاً بعد ترويج مشروعي بالتعاون مع زبائن من بلدتي وصيدليات عبر صفحة مناحل الأصيل على فيسبوك. ووصل عدد خليات النحل اليوم إلى 50 خلية".
اقــرأ أيضاً
تضيف: "أكملت مسيرة والدي، وأصبح لي زبائن وسط قطاع غزة. واشترى البعض من منتجاتي ليقدموها كهدايا خارج قطاع غزة. حتى أنني بدأت أصنع هدايا هي عبارة عن علب من العسل بأشكال جذابة. وأركز على صنع علب العسل للعلاج من خلال إضافة بعض أنواع المكسرات والسمسم وحبات البركة".
لا تذهب سمر إلى المزرعة أيام الجمعة بسبب مسيرات العودة وتمركز جنود الاحتلال على طول الحدود، إضافة إلى إطلاقهم قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تصل إلى مزرعتها أحياناً. وتقوم على أثر ذلك بوضع غطاء كبير من القماش فوق خلايا النحل لحمايتها من الغاز السام.
واستشهد والد سمر، عثمان البع، حين كان يبلغ من العمر 54 عاماً. تستذكر يوم استشهاده عندما فرض الاحتلال الإسرائيلي حظر التجول على سكان بلدة بيت حانون بالكامل في 14 أغسطس/ آب من عام 2006. كان يجلس أمام باب المنزل مع أشقائها حين أطلقت طائرة الاستطلاع صاروخاً في اتجاهه، واستشهد على أثره وأصيب ابناه حسام وحسن.
ترك عثمان البع أبناءه العشرة، الذين تربوا جميعهم في بيئة زراعية. وكان مصدر رزقهم الأساسي من مزرعة النحل وإنتاج العسل الصافي بجودة عالية، قبل توزيعه على كل محافظات قطاع غزة وبعض مدن الضفة الغربية. اليوم، أعادت ابنته الأصغر سمر البع إحياء مزرعته من جديد.
سمر درست أدب الطفل في جامعة القدس المفتوحة في عام 2013، ولم تحصل على أي فرصة عمل على الرغم من تطوعها في مؤسسات وجمعيات خيرية وشبابية، وعملها في مجالات الدعم النفسي والترفيهي والتعليمي. ورفضت أن تصبح رقماً ضمن الخريجين الذين يبحثون عن فرصة عمل، وفكرت في إعادة إحياء مهنة والدها في مزرعة النحل.
قدمت طلباً للحصول على الدعم في إطار دعم المشاريع الصغيرة مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي العام الماضي والممول من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، وبالشراكة مع منظمة "إنقاذ الطفل". ومن أصل أكثر من 1500 خريج تقدموا بطلبات، حصل 200 خريج منهم على تدريب عملي في إدارة مشاريع صديقة للبيئة، وتم اختيار مشروعها ضمن 50 مشروعاً من قطاع غزة.
خليّتان
تقول سمر لـ"العربي الجديد": "أصررت على إحياء مشروع والدي الذي كان معروفاً على مستوى قطاع غزة بجودة العسل الذي تنتجه مزرعته، وكان له زبائن من كل أنحاء قطاع غزة. أحياناً، كانت عائلة واحدة تطلب أكثر من عشرة كيلوغرامات من العسل. والجميل أن لدى والدي زبائن منذ 13 عاماً، عادوا لشراء العسل مني بعدما علموا بمشروعي".
ما زالت تستذكر معاناة العائلة بعد فقدان والدها والمزرعة القديمة. كان الجيش الإسرائيلي يعمد إلى تجريف المزرعة واجتياحها بآلياته العسكرية. قام بتجريفها أول مرة إثر اجتياح بلدة بيت حانون في عام 2003، ودمر 32 خلية نحل. وفي الاجتياح الإسرائيلي في عام 2006، قتل والدها وجرفت المزرعة ودمرت 12 خلية نحل فيها.
بقيت خليتان حاولت سمر الاعتناء بهما وتأمين العسل لعائلتها. لكن خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في عام 2014، جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأرض والمنازل المجاورة لها. لكن بعد انتهاء العدوان، أعادت إحياء الخليتين. وأطلقت مشروعها في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، واشترت النحل وبدأت مشروعها من خلال تصميم 27 خلية نحل من أخشاب أعيد تدويرها وهي صديقة للبيئة، وبدأت تعتني بها وتزرع الزهور قرب المزرعة. وبدأت إنتاج العسل في شهر إبريل/ نيسان هذا العام، واستطاعت أن تدر دخلاً جيداً لأسرتها.
مناحل العسل
وتشير سمر إلى أنها زرعت الميرمية والزعتر وأنواعاً عدة من الأزهار قرب مزرعتها لجذب نحل الخليات. تقول: "حققت نجاحاً بعد ترويج مشروعي بالتعاون مع زبائن من بلدتي وصيدليات عبر صفحة مناحل الأصيل على فيسبوك. ووصل عدد خليات النحل اليوم إلى 50 خلية".
تضيف: "أكملت مسيرة والدي، وأصبح لي زبائن وسط قطاع غزة. واشترى البعض من منتجاتي ليقدموها كهدايا خارج قطاع غزة. حتى أنني بدأت أصنع هدايا هي عبارة عن علب من العسل بأشكال جذابة. وأركز على صنع علب العسل للعلاج من خلال إضافة بعض أنواع المكسرات والسمسم وحبات البركة".
لا تذهب سمر إلى المزرعة أيام الجمعة بسبب مسيرات العودة وتمركز جنود الاحتلال على طول الحدود، إضافة إلى إطلاقهم قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تصل إلى مزرعتها أحياناً. وتقوم على أثر ذلك بوضع غطاء كبير من القماش فوق خلايا النحل لحمايتها من الغاز السام.