وقالت الصحيفة إن القيادة العسكرية الفرنسية تعي خطورة العملية وتقر بصعوبتها، خصوصا أن المدينة تعد من أكثر مدن العراق كثافة سكانية.
وبحسب الجريدة الفرنسية، فإن الطيارين المشاركين في عملية "الشمال"، يحضرون بشكل كبير للعملية العسكرية الرامية إلى تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أنهم يواجهون صعوبة في كون مقاتلي التنظيم لجأوا إلى استعمال السيارات المدنية العادية عوض الشاحنات المصفحة والتي كان سهلا على الطيارين تمييزها، ولذلك فقد شدد قائد العملية على أن "الدقة ستكون مطلوبة أكثر من أي وقت سابق نظرا لتعمد مقاتلي تنظيم "داعش" الاختلاط مع المدنيين".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أربعة طيارين مشاركين في العملية، أن سماء العراق وسورية باتت واحدة بالنسبة لهم، بحيث يقومون بطلعات جوية في البلدين معا ضد أهداف لتنظيم "داعش"، بيد أنهم أكدوا أن مهمتهم تزداد صعوبة في العراق، خصوصا في المناطق المأهولة بالسكان "أحياناً عند تنفيذ طلعات جوية تفقدية تظهر الأمور وكأنها عادية وكل شيء يسير بشكل عادي، لكن سرعان ما تنقلب الأمور وتتحول إلى اشتباكات مسلحة"، بحسب أحد الطيارين الفرنسيين.
ونفذ سلاح الجو الفرنسي 90 في المائة من هجماته الجوية في العراق، وقد رصدت فرنسا لهذه العمليات معدات عسكرية متطورة، ومع ذلك، هناك خوف من حدوث خسائر في الأرواح أو في المعدات الفرنسية، ولذلك شددت القيادة الفرنسية لعملية "الشمال"، على ضرورة التنسيق مع الجيش الأميركي الذي يقود التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وكشفت الجريدة أن التنسيق بين الفرنسيين والأميركيين يتم على أعلى مستوى "ويتطلب الأمر بضع ثوان فقط من أجل التنسيق في الهجمات الجوية والقيام بعمليات مشتركة".
ورفعت القوات الفرنسية من إيقاع هجماتها على أهداف لتنظيم "داعش"، خلال العام الحالي، بحيث نفذت الطائرات الفرنسية 170 طلعة جوية خلال الشهر الماضي، بعدد ساعات تحليق بلغ 800 ساعة، وبحسب الطيارين الفرنسيين، فإن بعض العمليات الجوية تتطلب ست ساعات من التحليق من أجل تحديد الهدف بدقة.