سلاح إسرائيلي لرواندا مقابل استقبال اللاجئين الأفارقة في أراضيها

23 فبراير 2018
تدعي حكومة الاحتلال أن اللاجئين الأفارقة مهاجرو عمل(فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تحاول فيه جهات حقوقية وأوساط أكاديمية وثقافية ثني حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن طرد اللاجئين الأفارقة الذين وصلوا إلى إسرائيل خوفًا من ويلات الحروب في بلادهم، وخاصة من السودان وأريتريا، بينما تدّعي حكومة الاحتلال أنهم مهاجرو عمل، كشفت صحيفة "معاريف"، في نسختها الورقية اليوم الجمعة، أن وفدًا أمنيًا إسرائيليًا مكونًا من عدد من ممثلي شركات السلاح الإسرائيلية، بينها الصناعات الجوية والصناعات العسكرية، زار مؤخرًا رواندا، وأجرى اتصالات مع المسؤولين هناك.

ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي تتحدث فيه حكومة إسرائيل عن توصلها إلى صفقة مع حكومة رواندا لاستقبال اللاجئين الأفارقة بعد طردهم من إسرائيل، وترحيلهم بشكل قسري، حيث بدأت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي بتوزيع إخطارات على هؤلاء اللاجئين بوجوب مغادرتهم خلال 60 يومًا، وإلا فسيتم اعتقالهم وطردهم قسرًا أو الحكم عليهم بالسجن.

وبالرغم من تقارير

دولية، ومنها تقارير جهات حقوقية في إسرائيل، بأن روندا لا يمكن أن تكون بلدا آمنا للاجئين الأفارقة، فإن حكومة إسرائيل تدّعي عكس ذلك. كما أن النظام في رواندا نفى التوصل إلى اتفاق سري بهذا الخصوص، لكن مصادر في الحكومة الإسرائيلية كانت أشارت، وفق تقارير سابقة، إلى أن السلطات في رواندا ستتقاضى مبلغ 5000 دولار مقابل كل لاجئ أفريقي تستقبله على أراضيها.

ويشكل الكشف في صحيفة "معاريف"، يوم الجمعة، دليلًا على تعاظم التنسيق والتعاون بين حكومة الاحتلال وبين نظام رواندا، خاصة أن الصحيفة أشارت في تقريرها إلى أن الاتصالات بين إسرائيل ورواندا تتحدث عن تسليح إسرائيل للنظام الحاكم.


ولا يقف التعاون عند هذا الحد، إذ سعت إسرائيل إلى تأييد مواقف النظام في رواندا في كل ما يتعلق بجرائم الإبادة التي وقعت في رواندا، وحصر حرب الإبادة ضد قبائل التوتسي. وكشفت صحيفة "هآرتس" في هذا السياق، أن إسرائيل أعلنت تأييدها في الأمم المتحدة لاقتراح رواندي رسمي ينص على تركيز يوم ذكرى إبادة الشعب في رواندا على إحياء ذكرى المذابح ضد قبائل التوتسي فقط، رغم أن عمليات القتل الجماعي والإبادة تمت، خلال الحرب الأهلية عام 1994، ضد أبناء قبائل أخرى.

ونقل مراسل القناة العاشرة، في الـ28 من الشهر الماضي أن الموقف الإسرائيلي المذكور الذي تعارضه أيضًا الولايات المتحدة، كان ضمن تفاهمات توصلت إليها إسرائيل مع النظام في رواندا لاستيعاب اللاجئين الأفارقة الذين سيتم إبعادهم وترحيلهم من إسرائيل.