سفينة "التايتانيك" عائدة بنسختها الثانية، عبر شركة أخرى وفي قرن آخر. ففي عام 2012، أي بعد مئة سنة على اصطدام السفينة بجبل جليدي وغرقها في شمالي المحيط الأطلسي، أعلن رجل الأعمال الأسترالي كلايف بالمر عن نيّته بناء نسخة مطابقة للسفينة، وإطلاقها للإبحار عام 2016، بعد إخضاعها للاختبارات المكثّفة.
وقد أعلنت شركة بالمر القائمة على المشروع، والتي تدعى"Blue Star Line"، مؤخّرًا عن امتلاكها حقّ استعمال اسم "تايتانيك II" للسفينة قانونيًا، مع الإشارة إلى إرجاء تاريخ إطلاقها إلى سنة 2018.
النسخة المطوّرة من التايتانيك لا تحمل الإسم نفسه فقط، بل سوف يكون شكلها مشابهًا إلى حدّ كبير، مع إضافة أربعة أمتار عرضًا، وسيكون طولها 270 مترًا، وارتفاعها 53 مترًا، وسيصل وزنها إلى 40 ألف طنّ.
ومن مواصفات السفينة أيضًا وجود 9 طوابق فيها توفّر 840 غرفة (كابين) لنحو 2,400 راكب يتوزّعون على الدرجة الأولى والثانية والثالثة كسابقتها، بالإضافة إلى 900 فرد من أفراد طاقم السفينة، وتحتوي على بركة سباحة وصالات رياضيّة.
لكنّ التركيز في المواصفات موجّه على إجراءات السلامة، وجهوزيّة السفينة في حالات الطوارئ، حيث تؤكّد الشركة القائمة بحسب ما نقلته صحيفة "الإندبندنت"، على الشروع بلحم هيكل السفينة بدل جمعه، كما حصل في التايتانيك الأولى.
أما الترتيب الأهم بالنسبة لها، كان احتواء هذه النسخة على عدد كافٍ من قوارب النجاة، كون المشكلة الأكبر من اصطدام السفينة الشهيرة عام 1912 هو نقص قوارب النجاة، حيث تواجد 20 قارباً فقط لـ1,178 راكبًا، أي ما يكفي ثلث عدد ركّاب السفينة.
كما وسوف تستعمل التايتانيك الثانية نظام الإخلاء البحري، في حالة الطوارئ، وهو نوع من المزلاجات الموجودة في السفن الحديثة، والتي وظيفتها إيصال الركاب إلى قوارب النجاة المجهّزة، عوضًا عن تجهيزها يدويًّا، مما يختصر الوقت.
وتمّ تحديد مسار الرحلة الأولى لسفينة التايتانيك الثانية، من مكان تصنيعها في مقاطعة جيانغسو شرقيّ الصين، إلى إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة، وسوف تستنسخ مسار التايتانيك الشهيرة، التي انطلقت من ساوثهامبتون في المملكة المتحدة (انكلترا آنذاك)، والتي كان من المفترض أن تصل إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.
اقرأ أيضاً: مهرجان الجنادرية.. إطلالة على الثقافة السعودية