22 فبراير 2016
سفاسف الأمور
* من الغريب أن أكثر من وجدتهم يستخدمون في حياتهم اليومية تعبير "باختصار"، هم من مدمني الرغي واللت والعجن، وأن كثيراً من المدافعين عن حرية التعبير يعشقون استخدام تعبير "مات الكلام".
* سأعرف أن التعليم تطور وارتقى، وأن اللغة العربية استعادت ريادتها لدينا، عندما أضع أمام مائة خريج جامعي جملة "بلغ السيل الزبى"، فيقرأونها جميعاً بشكل سليم، من دون أن يقول لك أغلبهم "يا بيه عيب الكلام ده".
* كلنا نحب أغنية "فيها حاجة حلوة"، على الرغم من أنه، حتى الآن، لا يعلم أحد ما المقصود بـ"فيها حاجة دافية" الواردة في الأغنية.
* كثير من الناس تبهرهم أي عبارة يقرأونها، طالما تمت نسبتها إلى اسم شهير، من هؤلاء صديقي الذي انبهر بشدة، عندما قلت له إن أفلاطون له عبارة شهيرة تقول: "رؤية الشعر في مؤخرتك تلزمه مرآة".
* شكراً على سؤالك عن أحوالي، ربما استطعت أن تأخذ فكرة أفضل عنها، لو قلت لك إنني ظللت أفكر، أمس، مدة ساعة في الكيفية التي تمارس بها الكائنات الفضائية الجنس، وهل يحرمهم غياب الجاذبية الأرضية من خاصية تغيير الأوضاع، هاه؟ لا أنا تمام، نحمده.
* لا تصدق كل ما يقولونه في الأمثال، حتى لو بدا جميلاً ومقنعاً، فالحياة ستعلّمك أن "من شاف بلوة غيره، سينساها أول ما يفتكر بلوته".
* هل تعرفين أنني عندما شاهدت، لأول مرة، صورة ذراعيك عاريتين، تفهمت منطق أكلة لحوم البشر؟
* الصوت الجميل يمكن أن يقنعك بأي شيء، بدليل أنك ستقتنع بأداء المطرب الشعبي الجميل، عبد الباسط حمودة، حين يغني من قلبه "أنا طير ضعيف وجريح والدنيا ريح عاتي"، مع أنك لو تأملت تلك الصورة الغنائية قليلاً، لتذكرت أنه لا يوجد أبداً طير يشبه عبد الباسط حمودة، باستثناء طائر الرخّ.
* أحياناً تُفسد المعلومات التاريخية علاقتك بالأشياء. أنا، مثلاً، فسدت علاقتي بالممبار فترة طويلة، عندما قرأت أن فكرة صنع الممبار بدأت باستخدامه كأول واقي ذكري في التاريخ، ويبدو أن التجربة فشلت، فقرر أحد لا نعلمه أن يستبدل "المسائل" بالرز.
* ربما تكون حسن الحظ، فتجد في هذه الحياة الدنيا زوجة صالحة، أو قنوعة، أو راضية، أو غير غيورة، لكنك صدقني لن تجد أبداً، زوجة تتذكر إخراج زجاجات الحاجة الساقعة من الفريزر قبل أن تطقّ و"تزروط" الثلاجة.
* لا أحد يتعلم من تجارب الماضي في بلادنا، بدليل أنه عندما قالت لي ابنتي ذات الستة أعوام: بابا قول شاكوش، قلت بتلقائية: شاكوش، فقالت، بحماس، قبل أن تنفجر في الضحك: شعرك منكوش.
* قبل أن تدّعي أنك يمكن أن ترقى إلى مستواي في الهوس، دعني أسألك: هل قتلت يوماً ما ذبابة بأن أطبقت عليها كتاباً تقرأه بخفة ورشاقة، ثم كتبت إلى جوار جثمانها المهروس بداخل الكتاب تاريخ مصرعها للذكرى الخالدة؟ إذا لم تكن قد فعلت ذلك، فلا تحدثني إذن عن الهوس.
* عن نفسي، أتفق تماماً مع الشاعر الكبير، جبران خليل جبران، في قوله الشهير "إنما الناس سطور كُتبت، لكن بماء"، لكنني أعتب عليه أنه لم يستغل الفرصة، لكي يفصّل المعنى أكثر، فيقول، مثلاً، إن ناساً كثيرين "سطور مكتوبة بمية غسيل كلوتات بعيد عنك".
* أبدع الله، عز وجل، في خلق الكائن الإنساني وتصميمه. لكن، لأن الكمال لله وحده، لم يخلق الله الإنسان كاملاً، وإلا لجعل له ذراعين قابلين للثني والاستدارة، ليتمكن من هرش أبعد نقطة في ضهره بمنتهى السهولة.
* ومن خصوصياتنا الحضارية، أننا نضرب أبناءنا إذا لعبوا في الزبالة، ثم بعد أن يتوقفوا عن البكاء من أثر الضرب، نبعثهم ليرموا الزبالة على أول الشارع.
* وفي نهاية كل ليلة تمر علينا (من المرور والمرارة والمرار أيضاً)، أشعر أن عمر الخيام يطل علينا من السماء، ليقول لنا "قلت لكم: فليس في طبع الليالي الأمان.. افتكرتوني بابالغ".
* سأعرف أن التعليم تطور وارتقى، وأن اللغة العربية استعادت ريادتها لدينا، عندما أضع أمام مائة خريج جامعي جملة "بلغ السيل الزبى"، فيقرأونها جميعاً بشكل سليم، من دون أن يقول لك أغلبهم "يا بيه عيب الكلام ده".
* كلنا نحب أغنية "فيها حاجة حلوة"، على الرغم من أنه، حتى الآن، لا يعلم أحد ما المقصود بـ"فيها حاجة دافية" الواردة في الأغنية.
* كثير من الناس تبهرهم أي عبارة يقرأونها، طالما تمت نسبتها إلى اسم شهير، من هؤلاء صديقي الذي انبهر بشدة، عندما قلت له إن أفلاطون له عبارة شهيرة تقول: "رؤية الشعر في مؤخرتك تلزمه مرآة".
* شكراً على سؤالك عن أحوالي، ربما استطعت أن تأخذ فكرة أفضل عنها، لو قلت لك إنني ظللت أفكر، أمس، مدة ساعة في الكيفية التي تمارس بها الكائنات الفضائية الجنس، وهل يحرمهم غياب الجاذبية الأرضية من خاصية تغيير الأوضاع، هاه؟ لا أنا تمام، نحمده.
* لا تصدق كل ما يقولونه في الأمثال، حتى لو بدا جميلاً ومقنعاً، فالحياة ستعلّمك أن "من شاف بلوة غيره، سينساها أول ما يفتكر بلوته".
* هل تعرفين أنني عندما شاهدت، لأول مرة، صورة ذراعيك عاريتين، تفهمت منطق أكلة لحوم البشر؟
* الصوت الجميل يمكن أن يقنعك بأي شيء، بدليل أنك ستقتنع بأداء المطرب الشعبي الجميل، عبد الباسط حمودة، حين يغني من قلبه "أنا طير ضعيف وجريح والدنيا ريح عاتي"، مع أنك لو تأملت تلك الصورة الغنائية قليلاً، لتذكرت أنه لا يوجد أبداً طير يشبه عبد الباسط حمودة، باستثناء طائر الرخّ.
* أحياناً تُفسد المعلومات التاريخية علاقتك بالأشياء. أنا، مثلاً، فسدت علاقتي بالممبار فترة طويلة، عندما قرأت أن فكرة صنع الممبار بدأت باستخدامه كأول واقي ذكري في التاريخ، ويبدو أن التجربة فشلت، فقرر أحد لا نعلمه أن يستبدل "المسائل" بالرز.
* ربما تكون حسن الحظ، فتجد في هذه الحياة الدنيا زوجة صالحة، أو قنوعة، أو راضية، أو غير غيورة، لكنك صدقني لن تجد أبداً، زوجة تتذكر إخراج زجاجات الحاجة الساقعة من الفريزر قبل أن تطقّ و"تزروط" الثلاجة.
* لا أحد يتعلم من تجارب الماضي في بلادنا، بدليل أنه عندما قالت لي ابنتي ذات الستة أعوام: بابا قول شاكوش، قلت بتلقائية: شاكوش، فقالت، بحماس، قبل أن تنفجر في الضحك: شعرك منكوش.
* قبل أن تدّعي أنك يمكن أن ترقى إلى مستواي في الهوس، دعني أسألك: هل قتلت يوماً ما ذبابة بأن أطبقت عليها كتاباً تقرأه بخفة ورشاقة، ثم كتبت إلى جوار جثمانها المهروس بداخل الكتاب تاريخ مصرعها للذكرى الخالدة؟ إذا لم تكن قد فعلت ذلك، فلا تحدثني إذن عن الهوس.
* عن نفسي، أتفق تماماً مع الشاعر الكبير، جبران خليل جبران، في قوله الشهير "إنما الناس سطور كُتبت، لكن بماء"، لكنني أعتب عليه أنه لم يستغل الفرصة، لكي يفصّل المعنى أكثر، فيقول، مثلاً، إن ناساً كثيرين "سطور مكتوبة بمية غسيل كلوتات بعيد عنك".
* أبدع الله، عز وجل، في خلق الكائن الإنساني وتصميمه. لكن، لأن الكمال لله وحده، لم يخلق الله الإنسان كاملاً، وإلا لجعل له ذراعين قابلين للثني والاستدارة، ليتمكن من هرش أبعد نقطة في ضهره بمنتهى السهولة.
* ومن خصوصياتنا الحضارية، أننا نضرب أبناءنا إذا لعبوا في الزبالة، ثم بعد أن يتوقفوا عن البكاء من أثر الضرب، نبعثهم ليرموا الزبالة على أول الشارع.
* وفي نهاية كل ليلة تمر علينا (من المرور والمرارة والمرار أيضاً)، أشعر أن عمر الخيام يطل علينا من السماء، ليقول لنا "قلت لكم: فليس في طبع الليالي الأمان.. افتكرتوني بابالغ".