سفاسف الأمور

22 مايو 2015

الزند وزيرا للعدل ..صراع مفتوح بين الأسياد والعبيد

+ الخط -
* يعني، لو هدأ أنصار عبدالفتاح السيسي قليلاً، وتوقفوا عن تعاطي نظريات المؤامرة، لفهموا أن سر معارضة البرلمان الألماني بالذات لنظام السيسي علناً هو أن ألمانيا أكثر دولة في العالم عانت من الطموح الزائد للرؤساء المضطربين عاطفياً. 
* الزبالة في بلادنا المنكوبة محظوظة جداً، أكثر من الزبالين الذين يقومون بتنظيفها وأبنائهم وأقاربهم، فهي على عكسهم، تجد طريقها بسهولة إلى أعلى المناصب.
* مشكلة الذين لا زالوا يفتخرون بأن مصر مذكورة في القرآن، أنهم ينسون، أيضاً، أن جهنم مذكورة في القرآن.
* لم تكن أم عبير، سيدة شراشيح الجيزة، ستصدقك لو قلت لها إنه سيأتي يوم تتبنى فيه الدبلوماسية المصرية نظريتها في الحياة، لتصبح جوهراً لأقوى بياناتها الدبلوماسية الموجهة للخارج، أقصد نظرية أم عبير القائلة: "كلنا أوسخ من بعض، فاتسدي ونامي يا حارة وسخة".
* مجرد سؤال: إذا كان المتقدمون لمنصب رئيس الجمهورية لا يجدون حرجاً في الخضوع لاختبارات نفسية، تثبت مدى أهليتهم للمنصب، فلماذا لا يتم إجراء اختبارات نفسية على القضاة في مصر، لتثبت مدى أهليتهم لإصدار أحكام تقضي على حياة المتهمين، أو تلقي بهم في غياهب السجون؟ وكم واحدا من نجوم المحاكمات الهزلية الأخيرة، سينتقل حينها من قاعات المحاكم، إلى عنبر القضاة في مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية؟
* والغريب أن من يردد بأعلى صوته "بقى بالذمة ده شكل ثائر"، ينشال وينحط ويتحدث بحرقة عن تفاهة الحكم بالمظاهر، حين يسمع أحداً يقول "بقى بالذمة ده شكل قاضي".
* أظنك لن تندهش لو كشفت لك الأيام أن كل ما يجري من استهداف لشخص اللاعب محمد أبو تريكة ليس وراءه رغبة في الحفاظ على الأمن القومي ولا نيلة، بل مجرد تصفية حسابات، يقوم بها ضابط زملكاوي متعصب، يعمل في جهة سيادية، يحاول بها الانتقام من النكد الذي سببه له أبوتريكة، والذي أدى إلى إخفاقه في الأداء في بعض الليالي التي كان يظنها مفترجة.
* برغم كل شيء، عدّى هذا الأسبوع الكابوسي الكبيس على خير، فالأخبار التي توالت في أول أيامه جعلتني أتوقع أن تشهد مصر، في منتصفه، أمطارا من الضفادع، وهجوما كاسحا من القمّل والجراد، وعودة وباء الطاعون، وأخيرا ظهور المسيخ الدجال، لكن القدر كان رحيما بنا، واكتفى بأن يختم مصائب الأسبوع بظهور الشيخ محمد حسان.
* تعيين أحمد الزند وزيراً للعدل ليس فقط تأكيدا نهائيا على تحول العدل في مصر إلى نكتة سمجة، بل إعلان حالة صراع مفتوح بين الأسياد والعبيد في مصر، طبقاً لتعبير الزند الشهير "إحنا أسياد البلد والباقي عبيد"، فهل سيدرك ذلك أخيراً، كل الذين ظلوا يصفقون للدماء والقمع، ويطالبون بالصبر والتأني، لأن السيسي صاحب "نظرة مبعدية"، ومصلح من الداخل، وبونابرت جديد، وصاحب حلم وطني خذله الزمان، وكل ما شابه ذلك من التصورات الممحونة والبائسة التي تأكد سقوطها نهائيا تحت أقدام أحمد الزند؟ أم أنهم سيستمرون في خداع أنفسهم وتضليل الآخرين، وعندها لن يجدي معهم نفعا، سوى مقولة الصديق محمد نعيم: "يا ريت تلبسوا زُنط عشان هتمطّر جامد".
* طيلة الأسبوع الماضي، يسمع المحيطون بضريح المرحوم سعد باشا زغلول أصوات شخرات حادة تنبعث من قبره، وحتى الآن، لم يتأكد ما إذا كان لها علاقة بدعوة السيسي لقادة حزب الوفد لكي يصطلحوا في حضرته، فيطلقوا رصاصة الرحمة على معنى "الوفد"، الذي جسدته عبارة سعد زغلول الشهيرة (الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة).
* هل يمكن أن تلوم شاباً في مقتبل عمره حين يسخر من شعار "لأن الحلال أجمل سأنتظر"، ليرفع بدلا منه شعار "لأن الحلال أغلى، سأنتظر أول فرصة حرام ثم أتوب".
* لم يكن أمل دنقل قد أحاط بتطورات زماننا، حين قال "ربما ننفق كل العمر كي نثقب ثغرة، ليمر النور للأجيال مرة"، ولو عاش أيامنا هذه لربما قال "ربما ننفق كل العمر دون أن نثقب ثغرة، لكن ذلك أرحم من أن نعيش مثقوبين".
* درس الأسبوع وكل أسبوع: قبل أن تفرح بالانتصار الصغير، امسك به جيداً، لو وجدت فيه آثار الفازلين، تأكد أنه ليس إلا تمهيداً لخازوق كبير.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.