سفاسف الأمور

24 ابريل 2015

الأبنودي... مسيرة شعرية وغنائية عصيّة على التجاهل والنسيان

+ الخط -
* لا توجد حدود لقلب الإنسان وعقله ووجدانه، إلا التي يضعها لنفسه بنفسه، أو يوافق على أن يفرضها الآخرون عليه. ولذلك، لم أجد أدنى مشكلة، في أن يتسع قلبي وعقلي ووجداني، لمحبة مئات من القصائد والأغنيات والمقالات التي كتبها الشاعر العظيم عبد الرحمن الأبنودي، في  الوقت الذي اختلفت فيه معه في مواقفه السياسية الأخيرة، والتي رأيت أنها تخاصم وتناقض شعر الأبنودي الذي أحببته، فأدى ذلك إلى أن تتقطّع بنا السُّبُل، بعد أن تشرفت بصداقته وسعدت بها عدة سنوات. لكن، وعلى الرغم من أي خلاف أو اختلاف، لم أتوقف لحظة عن محبة ما جعلني أحب الأبنودي في البدء والمنتهى: شعره العظيم وفنه المدهش. رحمه الله رحمة واسعة، وأعان زوجته السيدة نهال كمال وابنتيه آية ونور، وألهمهن الصبر على فراق زوج حنون وأب جميل، أما كل من اتفقوا معه أو اختلفوا، فقد ترك لهم مسيرة شعرية وغنائية عصيّة على التجاهل والنسيان والموت.
* بعد أن تقرأ تفاصيل غرق صندل نهري تابع للقوات المسلحة، يحمل مئات الأطنان من الفوسفات، تستقر الآن في قاع نهر النيل، سيكون من المهم أن تطمئن على سلامة المياه التي تشربها، وتتابع تصريحات الخبراء المتخصصين بشأن الأزمة. لكن، سيبقى الأهم أن تخصص المزيد من وقتك وجهدك في الأيام المقبلة، لمقاومة فكرة إنشاء مفاعل نووي في مصر، ليس فقط لكل ما تحمله المفاعلات النووية من أخطار. ولكن، لأن البدء في مناقشة فكرة المفاعلات النووية يحتاج إلى أن يكون لديك أصلاً دولة، وليس مجرد تشكيل عصابي مسلح.
* قبل أن يتضح بشكل قاطع ما إذا كان غرق صندل الفوسفات مضراً بمياه الشرب، وخطيراً على صحة المواطنين، ظهرت التبريرات الاستعراضية التي تتحدث عن آثار الفوسفات الإيجابية على البيئة والصحة والمزاج، وهو ما وصل إلى حد القول إن بعض الدول تلقي بالفوسفات في مياه الشرب، للاستفادة من آثارها، ولم يعد ينقص إلا أن يصرح مصدر عسكري مسؤول أن غرق الصندل العسكري في النيل كان مقصوداً لإمداد الشعب المصري بمعدن الفوسفات، لأن الناس معادن، ومن شأن الفوسفات أن يقلل نسبة الإحباط المتزايد بين أنصار المخلص الأسطوري، عبدالفتاح السيسي. طبعاً، لا أظن أنك ستندهش، حين يتضح أن لغرق الفوسفات آثار سلبية على البيئة والصحة، لا قدر الله، لو خرج خبراء الغبرة أنفسهم، للتأكيد على أن غرق الفوسفات كان مؤامرة أميركية إسرائيلية إيرانية حماسية تركية، تم التخطيط لها داخل غواصة ألمانية، تستقر في قاع نهر الراين، وأنها جزء من حروب الجيل السادس التي تقوم بتركيع الشعوب عن طريق مواسير الشرب، وفي ذلك قالت يسرا قولتها الاستراتيجية التي صارت منهجاً للحكم في مصر "ياختي كده ينفع وكده ينفع".
* "الظلم ظلمات يوم القيامة"، ولأن الظالم يعرف أن حسابه مؤجل إلى يوم القيامة، يواصل الظلم بقلب جامد، على أمل أن يتوب ويحج ويعتمر في آخر لحظة، ولأن المظلوم يعرف أن يوم القيامة بعيد، يؤقلم نفسه على العيش في الظلمات، إلى أن يأتي إنصافه يوم القيامة.
* سواءً كانت المعارك الدائرة حول تجديد الخطاب الديني، تهدف إلى صناعة أمجاد شخصية، أو محكومة بتوجهات سيادية، أو مخلصة لوجه الدين والوطن، فإن عدم ربطها بتحقيق الحرية السياسية والكرامة والعدالة الاجتماعية يجعلها هراءً يضيع وقت المجتمع، ويلهيه عن معاركه الأهم، فبدون الحرية والكرامة والعدالة، لن يفرق أبداً أن يكون الناس عبيداً ملتحين أو حليقي الذقن، وإماء سافرات أو محجبات.
* أكثر عضوين في جسم الإنسان يتم استخدامهما في مصر منذ ما بعد الثورة: الأصابع والمناخير.
* والغريب، يا أخي، أن كل الذين آمنوا بمقولة "تفاءلوا بالخير تجدوه"، أخدوه.
* أنا كفيل بيت في الجنة لمن تعفف عن تسمية (الفيس بوك) بالفيس.
* سيأتي قريباً يوم تتطور فيه البشرية، بحيث يتم تجريم أن يقول أحد ما، لأي زوجين "اتأخرتم في الخلفة ليه"، أو "مش ناويين تخاووه".
* قرأت تلخيصاً لبحث قامت به عالمة أسترالية، تزعم فيه أن الرجال سينقرضون قريباً، فلم يتملكني الشغف لمعرفة كيف سيكون حال العالم بعد انقراض الرجال، فقد شاهدت من قبل قدراً كافياً من أفلام "الليسيبيانز".
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.