سفاسف الأمور

17 ابريل 2015

ابتسم من فضلك

+ الخط -
* حتى عتاة المفسدين في أرض مصر، يطالبون بتطبيق حد الحرابة، والذي لو نفذنا رغبات كل من يطالب بتطبيقه، على من يرى أنهم "مفسدون في الأرض"، لما بقي على قيد الحياة في مصر سوى الأطفال.
* لماذا تتعب نفسك بتخيل شكل المستقبل، والبحث عن دراسات في علم المستقبليات، تتلمس ملامحه؟ ببساطة، أحضر صور للمشاركين في جلسات الحوار المجتمعي مع إبراهيم محلب، فبمطالعة وجوههم جيداً، ثم ختامها بتأمل وجه محمد ناجي شحاتة، ستدرك شكل المستقبل.
* إذا كنت من الذين ينشرون، بسعادة، ذلك التصريح الذي قال فيه لواء استراتيجي إن مصر أسقطت طائرة تجسس تابعة للأسطول السادس الأميركي، فدعني أكمل فرحتك بحقيقة تم حجبها عنك لأسباب استراتيجية، هي أن مصر، إمعاناً منها في مرمغة مناخير أميركا في التراب، جعلت قائد الأسطول السادس الأميركي، الأسير لدينا منذ سنة ونصف السنة، هو الذي يسقط طائرة التجسس، باستخدام سلاح روسي حديث، قبل إعادته إلى زنزانته تحت الأرض، وهي زنزانة يشاركه فيها قائد الأسطول الخامس الإيراني، وقائد الأسطول الرابع التركي، والهيكل العظمي لقائد الأسطول الفرنسي الغارق في مياه العلمين، ليُكتب على الزنزانة من الخارج (مقبرة الأساطيل).
* ليس غريباً أن ينجح الإرهابيون في ضرب هدف مؤثر، مثل أبراج كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي، إذا كان مستوى ذكاء خبراء الأمن لدينا بمستوى ذكاء لواء المخابرات، سامح سيف اليزل، الذي أعلن أن "التفجيرات الإرهابية ستستمر طالما ظلت قيادة السيسي ناجحة"، وهو تصريح لوذعي، يجعل كل مواطن يتمنى الفشل للسيسي، لكي يرتاح من عناء التفجيرات.
* ستنهزم هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية هزيمة ساحقة، لو ترجم منافسوها الجمهوريون مذكراتها المنشورة باللغة العربية، والتي اعترفت فيها بهزيمة أميركا أمام جبروت عبد الفتاح السيسي، ليكتشف الرأي العام الأميركي فضيحة أسر قائد الأسطول السادس، ويطالب باسترداده، "بدل ماهو عايش في الأسر من سنتين على نفقة الدولة".
* ابتسم من فضلك، فأنت تعيش في بلدٍ تهوى ادعاء الفضيلة على كل امرأة تمشي في شوارعها، بينما تسمي الذي يفاخر بتصوير نفسه في أثناء ممارسة الجنس "عنتيلاً".
* حين تكون خلفة بعض الأمهات بهذا القدر من الانحطاط والدناءة والنفاق، تشعر بالأسف الشديد، لأنك لم تلحق بتلك الأم، وهي على قيد الحياة، لتعزيها على ابتلائها بخلفتها، وتسأل الله أن يغفر لها "خلفة الندامة"، ويجعل صبرها عليها في ميزان حسناتها، إنه غفور رحيم.
* وبعد أن رحل شم النسيم، ستظل شاشة التلفزيون مليئة بالبيض الذي لا يلونه أحد، لأنه يتلون ذاتياً، طوال أيام السنة ولياليها.
* تسببت واقعة حرق الكتب في مدرسة بالجيزة في إهانتين خطيرتين للثقافة في مصر، الأولى: كشفها عن الجهل المطبق لدى مسؤولي التعليم الذين اتضح أنهم لم يسمعوا قطّ عن الشيخ علي عبد الرازق وكتابه (الإسلام وأصول الحكم) وعبد الرازق السنهوري والشيخ عبد الحليم محمود. والإهانة الثانية: أن هناك قبلهم من اعتبر منشورات سمير رجب في النفاق كتباً يمكن وضعها في المكتبات المدرسية.
* يبقى القاسم المشترك الأعظم في كل الحروب الخاسرة التي خاضتها مصر، عبر تاريخها، أن أغلب من يموتون فيها من أبناء الفقراء الذين يشكلون، في الوقت نفسه، ويا للعجب، القاسم المشترك الأعظم من مؤيدي قادة الحروب الخاسرة، كأن الزمان ابتلاهم بلعنة التفويض والتهليل لمن يرسلون أبناءهم إلى القتل غير المحسوب.
* لا أحب أن أقف حجر عثرة في طريق أحد، أفضل أن يتكعبل لوحده، وتنكسر رقبته.
* كل الناس يبحثون عن الأمل، ويبشرون به ويشتاقون إليه. ومع ذلك، لا أحد يحصل على البطولة، ولا ينال الإعجاب والتقدير مثل اليائسين. ولذلك، ستجد أن الكاتب الذي يحدث الناس عن الأمل، طوال الوقت، يتحول إلى شخص خنيق، يصيبهم بالتهابات حادة في المحاشم والأعصاب. أما الكاتب الذي ينشر اليأس والتشاؤم طوال الوقت، فينتهي به الأمر، وقد أصبح زرقاء اليمامة في أنظار الناس، لمجرد أنه، في ظل حدوث السيئ، توقع قدوم الأسوأ، من دون أن يفكر أحد في أن ذلك لم يحدث، لأنه بارع في قراءة المستقبل، وإنما لأننا فاشلون في تغيير الواقع.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.