تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب اللبناني سعيد تقي الدين (بعقلين 1904- كولومبيا 1960) كما يصادف هذا العام مرور الذكرى الستين لرحيله. أحد أبرز كتّاب لبنان والعالم العربي الذي لم تُقرأ تجربته بما تستحقه من اهتمام وبما تشيعه من متعة فنية وانتماء إلى الإنسان وقضاياه.
اليوم وقد بلغ اسم سعيد تقي الدين 116 عاماً، حيث تحلّ الذكرى الثانية والسبعون لنكبة فلسطين، نحتفي بكاتبٍ ملأت قضيتُها روحَه ووسمت كفاحه، كما نقترح على قرّائنا الاغتناء بقراءة أعماله في أيام الحَجْر هذه، مسرحياً وناقداً وكاتب قصة وروحاً كبيرةً ساخرة.
ونعيد بالمناسبة نشر كلمة للزميل، الشاعر الفلسطيني نجوان درويش، نشرتها "العربي الجديد" عام 2014 بمناسبة 110 سنوات على ولادة صاحب "أنا والتنين" و"غبار البحيرة" و"غابة الكافور":
"110 سنوات على ولادة سعيد تقي الدين (1904 - 1960). الحدث لم يعن أحداً. أهل المسرح لهم مشاغل أخرى، وفي طليعتها الحصول على تمويل، وبعضهم منشغل بتتبع آخر سفارة أجنبية تموّل مسرحة أعمال أحد أعلام بلادها.
وحتّى الثقافة الصحافية اللبنانية (والثقافة في لبنان صحافية في جوهرها) لم تنتبه إلى تقي الدين، والأرجح أن القيم التي يمثّلها الرجل، ليست مما يُحتفى به في بلد الأرز.
تُرك صاحب "حفنة ريح" وأمره إلى "الحزب السوري القومي الاجتماعي" ومنشوراته وحلقاته. حتى كاد إرث واحد من أكثر كتّاب العرب خصوصية في القرن العشرين أن يتحوّل شأناً حزبياً.
جُمعت أعمال تقي الدين ونشرت قبل سنوات على يد جان داية، ناشره وأحد أفضل عارفي إنتاجه وسيرته. لكن المؤسف أن أعماله التي نشرت في لبنان لم تصل لأجيال من القرّاء العرب، مما أبقى تجربته مجهولة للأغلبية. كاتبٌ لديه ما يقوله في كل قضايانا الجوهرية من الفن إلى التحرّر.
لا نقصد شخصاً من الماضي حين نتحدث عن سعيد تقي الدين، الكاتب والفنان والمناضل. إننا نتحدث عن واحد من معاصرينا. قد لا نشاركه التزامه السياسي المنضبط ضمن عقيدة حزبية، ولكننا بالتأكيد نعرف قيمة هذا الالتزام حين يصدر عن ساخر وإنسان كبير.
الرجل الذي قيل إنه توفي وهو يسبح في جزيرة سان أندروز بكولومبيا في 10 شباط/ فبراير 1960 أظنه الأقرب إليّ بين أبناء جيلي، ولا أُذيع سراً حين أقول إنه زارني أكثر من مرة هناك.. في فلسطين".