بعنوان أساسي وواضح وهو "مواجهة إيران الساعية لفرض الوصاية على لبنان عن طريق سلاح حزب الله" أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، استقالته أمس السبت، لتنهار معه التسوية التي أوصلت الرئيس ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، ولتنهار معه مختلف الملفات الحيوية، من النفط إلى الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وصولاً إلى التهديد بإمكانية إطاحة الانتخابات النيابية، المقررة في مايو/ أيار المقبل. من العاصمة السعودية الرياض، خرج الحريري ببيان استقالته، وقال "إني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى وسيكونون قادرين على التغلب على الوصاية من الداخل والخارج". وأضاف أن "الأجواء السائدة في لبنان شبيهة بالوضع قبل اغتيال رفيق الحريري (14 فبراير/ شباط 2005)، ولن نقبل بأن يكون لبنان منطلقاً لتهديد أمن المنطقة". وأكد أن "أيدي إيران في المنطقة ستُقطع"، مشدّداً على "رفض استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين".
وتابع الحريري، والذي كان يقود حكومته الثانية في تاريخه بعد حكومته الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان (2009 ـ 2011)، أن "حزب الله استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الموجه إلى صدور السوريين واللبنانيين". وقال: "لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي".
وإثر إعلان الاستقالة، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن "عون تلقّى اتصالاً هاتفياً من الحريري، الموجود خارج لبنان، وأعلمه باستقالة حكومته، وينتظر عودته إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليُبنى على الشيء مقتضاه".
ليست المرة الأولى التي يمرّ فيها سعد الحريري بمثل هذه الظروف، فالرجل الذي دُفع على عجل لخلافة والده المُغتال، في عام 2005، بديلاً عن شقيقه بهاء، مرّت عليه ظروف مشابهة، وربما أعنف. ففي اختباره الأول في الحكم، لم يكن الحريري رئيساً للسلطة التنفيذية، على الرغم من حصوله على كتلة هي الكبرى نيابياً، بل ترك المهمة لنجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمّام سلام في محطات عدة. غير أنه عقب الانتخابات النيابية 2009، بات الحريري رئيساً لحكومة، وضعت جانباً كل الملفات الخلافية، والتي تلت مرحلة الاغتيالات والتفجيرات في لبنان عام 2005، ثم العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006، فاعتصام بيروت بين عامي 2006 و2008، وأحداث مايو/ أيار 2008 التي أطبق فيها حزب الله على مناطق غرب بيروت. طوى الحريري تلك المرحلة، وزار سورية أيضاً، ملتقياً رئيس النظام بشار الأسد، مرات عدة.
استمرّ الحريري رئيساً للحكومة حتى مطلع عام 2011، حين أدت استقالة 11 وزيراً ينتمون إلى فريق 8 آذار، إلى إقالة حكومته، بسبب ملف "شهود الزور" المرتبط بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. بعد سقوط حكومته الأولى، بدأ الحريري يمضي معظم أوقاته خارج البلاد، بين فرنسا والسعودية، في ظلّ الاتهامات بدعمه الثورة السورية عسكرياً. إلى أن قرّر في عام 2014 العودة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، خلفاً للرئيس ميشال سليمان. لم يتمكن اللبنانيون من حسم موضوع الرئاسة، في موازاة تزخيم الحوار بين المستقبل وحزب الله. وبعد نحو عامين من تنقّل خيارات الترشيح للحريري، بدءاً من دعمه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، استقرّ على تأييد ترشيح الرئيس الحالي ميشال عون، في تسوية مدعومة بغطاء دولي وإقليمي، تحديداً سعودي ـ إيراني، وفقاً لما كشفه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف. وهي تسوية أفضت إلى عودة الحريري إلى السراي الكبير.
"التسوية" نفسها، أُعلن عن سقوطها أمس رسمياً، فاستقالة الحريري أتت عقب سلسلة من المحطات السياسية التي أوحت بذلك، بدءاً من الصدام الإيراني ـ السعودي في مختلف ملفات المنطقة، من العراق إلى اليمن وسورية وصولاً إلى لبنان، ثم إعلان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، أخيراً أن "الأيام المقبلة ستكون مذهلة". وبتلميحه إلى "احتمال اغتياله" استعاد سعد الحريري ظروف عام 2005، مستبقاً فكرة تحوّلات "مذهلة".
اقــرأ أيضاً
وتابع الحريري، والذي كان يقود حكومته الثانية في تاريخه بعد حكومته الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان (2009 ـ 2011)، أن "حزب الله استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الموجه إلى صدور السوريين واللبنانيين". وقال: "لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي".
وإثر إعلان الاستقالة، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن "عون تلقّى اتصالاً هاتفياً من الحريري، الموجود خارج لبنان، وأعلمه باستقالة حكومته، وينتظر عودته إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليُبنى على الشيء مقتضاه".
استمرّ الحريري رئيساً للحكومة حتى مطلع عام 2011، حين أدت استقالة 11 وزيراً ينتمون إلى فريق 8 آذار، إلى إقالة حكومته، بسبب ملف "شهود الزور" المرتبط بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. بعد سقوط حكومته الأولى، بدأ الحريري يمضي معظم أوقاته خارج البلاد، بين فرنسا والسعودية، في ظلّ الاتهامات بدعمه الثورة السورية عسكرياً. إلى أن قرّر في عام 2014 العودة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، خلفاً للرئيس ميشال سليمان. لم يتمكن اللبنانيون من حسم موضوع الرئاسة، في موازاة تزخيم الحوار بين المستقبل وحزب الله. وبعد نحو عامين من تنقّل خيارات الترشيح للحريري، بدءاً من دعمه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، استقرّ على تأييد ترشيح الرئيس الحالي ميشال عون، في تسوية مدعومة بغطاء دولي وإقليمي، تحديداً سعودي ـ إيراني، وفقاً لما كشفه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف. وهي تسوية أفضت إلى عودة الحريري إلى السراي الكبير.
"التسوية" نفسها، أُعلن عن سقوطها أمس رسمياً، فاستقالة الحريري أتت عقب سلسلة من المحطات السياسية التي أوحت بذلك، بدءاً من الصدام الإيراني ـ السعودي في مختلف ملفات المنطقة، من العراق إلى اليمن وسورية وصولاً إلى لبنان، ثم إعلان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، أخيراً أن "الأيام المقبلة ستكون مذهلة". وبتلميحه إلى "احتمال اغتياله" استعاد سعد الحريري ظروف عام 2005، مستبقاً فكرة تحوّلات "مذهلة".