سرقات احترافية واحتيال بغطاء إنساني في العراق

26 مارس 2018
شوارع بغداد مسرحاً للاحتيال بغطاء إنساني(جون مور/Getty)
+ الخط -
حين يضعف القانون، وتغيب الإجراءات العقابية، تتصاعد وتتنوع أشكال السرقة والاحتيال، وربما هذا ما تسبب في انتشار ظاهرة جديدة في شوارع العاصمة العراقية بغداد تتمثل بالاحتيال تحت مسمى المنظمات الإنسانية. فمن يسير في شوارع الأحياء الراقية في بغداد كالمنصور والحارثية والأعظمية وزيونة يلتقي في طريقه عشرات الشبان والشابات الذين يرتدون ملابس رسمية ويتبعون أساليب عدة وطرقاً مختلفة للحصول على الأموال.

حسن الصياد الذي يمتلك محلاً لبيع الساعات في شارع الرواد بحي المنصور ببغداد، يقول إن الرصيف الواقع أمام محله يشهد يومياً توافد عشرات الشبان والشابات الذين يرتدون أجمل وأفخم الملابس، مؤكداً لـ "العربي الجديد" تحدث هؤلاء مع أغلب المارة والمتبضعين على أنهم أعضاء في منظمات إنسانية.

ويضيف "يقدمون تسميات وهمية وصوراً لمرضى ومعاقين يقولون إنهم يوفرون لهم العلاج"، مبيناً أن هؤلاء الأشخاص الذين وصفهم بـ"النصابين" لا يكتفون بالمبالغ البسيطة التي تعطى للمتسولين على الأرصفة عادة، والتي لا تتجاوز الدولار الواحد على الأكثر، بل يطلبون مبالغ تتراوح بين 50 و100 ألف دينار عراقي (ما يعادل 20 و40 دولاراً أميركياً).

وتابع "في إحدى المرات حاولنا اختبار مصداقيتهم، واتصلنا على الرقم المكتوب على المنشورات التي يوزعونها فاتضح لنا أن الرقم يعود لأحد الشبان المتواجدين على الرصيف".



وفي الشأن ذاته، يقول علي البياتي الذي يعمل موظفاً في "مول بغداد" وسط العاصمة العراقية أن أغلب الشبان والشابات الذين يتسولون على الأرصفة تحت غطاء المنظمات الإنسانية هم من طلبة الجامعات الذين يمارسون أساليب الاحتيال دون علم ذويهم. ويؤكد لـ"العربي الجديد" أنه اكتشف بالصدفة أن أحد أقاربه الطالب بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد يعمل مع شبكات النصب، في حين أنه يقول لأهله أنه يعمل في مطعم حتى منتصف الليل.

ويضيف "في بعض الأحيان تعمد الفتيات إلى استخدام أساليب تجذب الشباب مثل توزيع الورود أو رش العطور على المارة، الذين غالباً ما يتجمعون في الأماكن التي تتواجد فيها الفتيات"، ويشير إلى أن ادارة المول الذي يعمل فيه اكتشفت وجود مثل تلك التجمعات أكثر من مرة قبل أن تصدر قراراً بطردهم ومنع دخولهم.

ويقول أحد عناصر دورية للشرطة في حي زيونة ببغداد، يدعى صلاح فاضل، أن هذه الظاهرة موجودة بكثرة في الحي، مؤكداً لـ "العربي الجديد" عدم صدور أية أوامر أو توجيهات لمنعها.

ويشير إلى أن جميع عناصر الأمن والمواطنين يجدون في هذه الظاهرة أسلوباً جديداً للنصب والاحتيال، مستدركاً "لكننا لا يمكن أن نتحرك تلقائياً ما دام المواطن يعطي المبالغ المالية بإرادته".
المساهمون