أعلنت قوات المجلس الرئاسي الليبي عن عثورها على المركز الرئيسي لتصنيع المفخخات التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الأحد، أثناء عمليات تمشيط لحي الدولار السكني، الذي أحكمت سيطرتها عليه يوم أمس السبت.
وقال المكتب الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص"، إن المركز يعد أكبر مصانع المفخخات والمتفجرات في سرت، خصوصا أن في مقره توجد مكاتب ومستندات تدل على أنه هو الإدارة الرئيسية للتنظيم الخاصة بتصنيع المفخخات وإعداد السيارات المفخخة، بالإضافة إلى تجهيز الانتحاريين.
ولا تزال المعارك جارية في سرت مع قرب انتهاء شهرها الثالث منذ انطلاق عملية "البنيان المرصوص" في مايو/أيار الماضي، حيث أفاد المتحدث باسم العملية، محمد الغصري، بأن التنظيم منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع محاصر في منطقة لا تتعدى مساحتها 6 كيلومترات مربعة، ممثلة في الحيين السكنيين الثاني والثالث، وبعض المنازل والعمارات في حي الجيزة العسكري، بالإضافة إلى مبان عامة، وهي مقر الجامعة ومستشفى ابن سينا، وأجزاء من مجمع واغادوغو الحكومي.
وعزا الغصري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، تباطؤ تقدم قوات الرئاسي، إلى تحوّل شكل المعركة من مواجهات مباشرة إلى ما يشبه "حرب الشوارع"، نتيجة تحصن مقاتلي التنظيم داخل الأحياء السكنية وعلى أسطح بعض المنازل التي يعتقد بأن سكانها لا يزالون عالقين داخلها.
ورغم تأكيد الغصري أن أعداد مقاتلي التنظيم لا تتجاوز في الوقت الحالي 200 مقاتل، إلا أنه أوضح أن الحصار كلما ضيق عليهم عمدوا إلى استخدام الراجمات والمدفعية لقصف الخطوط الخلفية لمقاتلي الرئاسي، بالإضافة إلى إرسال عشرات الانتحاريين والسيارات المفخخة، والتي تم إبطال أغلبها.
وكشف المتحدث ذاته عن نجاح قوات الرئاسي في فصل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، قائلا: "لقد نجحنا في فصل مباني الجامعة عن مجمع واغادوغو، كما فصلنا مقاتلي التنظيم المتواجدين في قصور الضيافة عن الحيين الثاني والثالث، في خطوة جديدة لجعل التنظيم يعاني حصارا من نوع جديد، ليسهل التعامل مع مقاتليه، كلا على حدة"، مشيرا إلى أن قوات الرئاسي تستعد لإدخال المروحيات التي ستتمكن من التحليق بعلو منخفض، وتوجيه ضربات مباشرة داخل الأحياء السكنية، وفي معاقل التنظيم داخل المباني العامة، وهي أهداف لا تستطيع النفاثات التعامل معها بشكل دقيق، بحسب الغصري.