"دونالد ترامب أحمق!!! السيناتور ماكين بطل حرب. ترامب صفر في الحرب".. كتب محمد رحيم الدين الأفغاني، السجين اليوم في خليج غوانتانامو، والذي وصفه مسؤولون أميركيون بأنه أحد المقربين من أسامة بن لادن، في رسالة غير سرية مؤرخة بتاريخ 21 يوليو/تموز 2015.
"كيف يمكن أن يشغل عنصري منصب الرئيس؟". وأضاف في واحدة من عدة رسائل نشرتها "قناة الجزيرة الأميركية"، على هذا المعدل، فإن هيلاري كلينتون لديها فرصة".
رحيم مواطن أفغاني، يوصف بأنه عضو بارز في تنظيم القاعدة، اعتقل عام 2007 في باكستان على يد وكالة المخابرات المركزية CIA، قبل نقله إلى السجن الأميركي في 14 مارس/آذار 2008.
لكن رسائل رحيم من وراء القضبان تشمل مجموعة واسعة من الاهتمامات التي لا تنحصر بمسألة اعتقاله فحسب. فعلى سبيل المثال، دفعته الأخبار الواردة حول الملايين من كلمات السر المسروقة من موقع المواعدة "آشلي ماديسون"، والذي يشجع على الخيانات، إلى الكتابة: "هذه أخبار رهيبة عن آشلي ماديسون الرجاء إزالة حسابي الشخصي على الفور!!! أنا أتعامل مع موقع ماتش.. ومن المستحيل أن أحصل على تطبيق تندر (تطبيق للمواعدة) هنا".
في الواقع لا يملك السجين حساباً على موقع "آشلي ماديسون"، لكنّ هناك حساباً أنشئ باسمه على موقع المواعدة "ماتش". وكان قد كتب يسأل محاميه لإبقائه على اطلاع بشأن "الغمزات" التي تصل حسابه، واصفاً نفسه كشخص: "اعتقل ولكنه على استعداد للاختلاط،" وفقاً لكارلوس وارنر، محاميه.
يقضي رحيم فترة اعتقاله في المهجع رقم 7، والذي يتمتع ببضعة حقوق منها الاطلاع على مجموعة واسعة من المقالات والأخبار والحصول على المجلات ومشاهدة القنوات الفضائية. وقد أعرب عن اهتمامه بنجمة تلفزيون الواقع كاتلين جينر، والتي قررت تحويل جنسها، وقال إنه كان "سعيداً لأجلها لأن الناس يولدون هكذا". سؤال واحد فحسب كان يشغل باله: "كيف تدعم الحزب الجمهوري؟ في حين أن الحزب لا يدعم حقها في التحول الجنسي!"، كذلك قدّم لها بعضاً من نصائح الجمال: "أخبروها أن تستخدم رذاذ الاسمرار على ساقيها".
تعرض رحيم للتعذيب أثناء احتجازه في وكالة المخابرات المركزية، وفقاً لتقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، والذي جاء مفصلاً شارحاً سوء المعاملة التي مورست على سجناء الوكالة. ووفقاً للتقرير: "كان رحيم خلال جلسات الحرمان من النوم، مكبلاً في وضعية الوقوف، يرتدي حفاضات وزوجاً من السراويل القصيرة ... واقتصر نظامه الغذائي تقريباً على الماء وحساء انشور".
الجزء الأكثر خطورة في رسائل رحيم كان حول الآثار التي خلفها التعذيب والسجن من دون تهمة، إذ كتب يقول "كيف يمكنني الخروج من هنا؟ أنا بريء وأتعرض للتعذيب". وقال إنه علق إلى السقف حتى كاد يموت: "الحيوانات يعاملون بشكل أفضل" و"الأطباء والمعالجون النفسيون صاروا أغنياء من دمائي"، وعلى الرغم من ذلك كتب أنه يصلي من أجلهم الآن.
في عام 2008 ذكر مدير الوكالة مايكل هايدن، أن اعتقال رحيم جاء بسبب "ماضيه والتهديد المستمر للمصالح الأميركية". ولكن لم توجه إلى رحيم أي اتهامات بالضلوع بأي جريمة. وعندما نشرت وثائق ويكيليكس السرية حول السجناء في غوانتانامو، لم يكن هناك أي شيء عنه.
اقرأ أيضاً: صورة الأب التي حصلت على 3 ملايين مشاهدة