سجال الحريري وريفي: انقسامات ولامركزية في تيار "المستقبل"

12 فبراير 2016
تباين المواقف جاء صادماً (الأناضول)
+ الخط -
 جاء التباين في موقف كل من رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، ووزير العدل المحسوب على هذه الكتلة، أشرف ريفي، صادماً للبعض، بعدما علّق الأخير مشاركته في جلسات الحكومة احتجاجاً على عدم طرح بند تحويل ملف الوزير السابق، مستشار الرئيس السوري ميشال سماحة (المدان من قبل القضاء العسكري لنقل متفجرات بهدف الإعداد لاغتيالات سياسية وتفجيرات) من القضاء العسكري إلى القضاء العدلي. لكنّ الردّ جاء معاكساً من قبل الحريري، الذي رفض أن يزايد أحد عليه في هذا الملف.


وأشارت مصادر قيادية في تيار المستقبل، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "اجتماعاً عقد لقيادات المستقبل قبل أكثر من أسبوع برئاسة الحريري في الرياض، تمّ خلاله الاتفاق على الالتزام بموقف واحد في ما يخص ملف سماحة".

وكشف مصدر حضر الاجتماع أنّ "اللقاء تخلّله الكثير من المزايدات المتعلّقة بالخطوات، التي يمكن اتخاذها في حال عدم تحويل ملف سماحة إلى القضاء العدلي".

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ وزير الداخلية، نهاد المشنوق، لفت إلى إمكانية الانسحاب من الحكومة أو حتى تعليق الحوار الثنائي مع "حزب الله"، لكون الحزب هو الطرف الأول الرافض لمناقشة ملف سماحة داخل الحكومة، وقد أمّن للمجرم المدان أمام القضاء العسكري غطاءً سياسياً. وهو الموقف المعاكس الذي قدّمه المشنوق في العلن.

لكن ما حصل في صدام الحريري وريفي جاء فعلياً ليكرّس عكس "اجتماع الرياض" الأخير، وهو ما دفع العديد من مسؤولي المستقبل إلى التساؤل عن المتغيّرات التي طرأت على قيادة المستقبل وتحديداً الحريري نفسه.

في المقابل، أكد أحد المقرّبين من ريفي، لـ"العربي الجديد"، أن الخطوات التي يمكن القيام بها لاستكمال المطالبة بحكم عادل بحق سماحة، "هي إما التقدم بدعاوٍ شخصية بحق سماحة أمام القضاء العدلي، أو التقدم بملف قانوني أمام محاكم خارجية غير خاضعة للحسابات السياسية".

التوتر بين الحريري وريفي ليس وليد اليوم، إذ إن العلاقة بين الرجلين تعيش أساساً في وضع حرج نتيجة المبادرة الرئاسية التي عمل عليها الحريري، والتي تقتضي إيصال زعيم كتلة المردة، حليف النظام السوري و"حزب الله"، النائب سليمان فرنجية، إلى رئاسة الجمهورية.

وكان ريفي قد عبّر عن موقف رافض لهذه المبادرة أمام الحريري، وتصدّر واجهة المعترضين عليها، إلى جانب عدد من القياديين في المستقبل.

وبينما يشير بعض المسؤولين في المستقبل إلى أنّ "ريفي يخوض الأمور من زاوية شخصية بينما الحريري يعالجها من منطلق عام"، يذهب عدد من المطلعين على شؤون "المستقبل" إلى القول إنّ "ريفي بصدد التحضير لتنظيم سياسي مستقلّ في مدينة طرابلس (شمالي لبنان)"، وهو أمر إذا حصل يساهم في إطلاق موجة التفكّك الفعلي داخل البيت المستقبلي.

من يتابع واقع هذا التيار السياسي، يمكنه التأكد من أنّ وجود الحريري خارج لبنان (منذ عام 2011) ضرب المركزية الفعلية في قيادة التيار، وسمح بنمو القيادات الوسطية أو قيادات مناطقية على حساب اسم الحريري وموقعه.

سبق للحريري أن واجه سجالاً مماثلاً مع الوزير المشنوق، في سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية اتهام الأخير "دولة عربية صغيرة" بالوقوف وراء الحراك المدني الذي ولد في بيروت نتيجة أزمة النفايات وعجز السلطة عن معاجلتها، ليرد الحريري بالإشارة إلى حسن العلاقة مع تلك الدولة.

 كذلك، اصطدم الحريري قبل سنوات بالنائب السابق، مصطفى علوش، بعد أن أشار الأخير خلال حديثه عن الربيع العربي إلى دعمه سعي الشعوب العربية إلى الديموقراطية حتى في السعودية، فسارع الحريري إلى الاتصال بعلوش طالباً منه التراجع عن كلامه، لتتم معالجة الموضوع بعد أيام من خلال تسوية بين الطرفين.

اقرأ أيضاً: وزير العدل اللبناني يعلق مشاركته في جلسات الحكومة