مختلفاً أتى المشهد أمس. كنيسة القيامة في القدس المحتلة افتقدت آلاف المؤمنين الذين اعتادوا ملأها في مثل يوم السبت هذا. عدد قليل فقط من رجال الدين والمدنيّين مع كمّامات بيضاء أو سوداء، التُقطت صورهم في داخل الصرح المقدّس، في حين أنّ محيطه خلا من الحركة والحياة، والسبب فيروس كورونا المتفشّي في المعمورة. "سبت النور" بدا حزيناً هذا العام، فيما هو "سبت الفرح" بالنسبة إلى المحتفلين بالفصح بحسب التقويم الشرقي.
في الصورة، يبدو مؤمنون مسيحيون من الأرثوذكس من بقاع مختلفة من العالم وهم يحملون الشعل وقد أضاؤوها من "الفيض المقدّس" المنبثق من قبر المسيح، ظهيرة "سبت النور". الصورة تعود إلى عام سابق قد يختلف تاريخه. فالمشهد نفسه تكرّر لأعوام وأعوام، وكانت كنيسة القيامة تعجّ بالمحتفلين بهذا اليوم المقدّس.
أمّا أمس، فقد وقف كهنة قلائل عند باب القبر المقدّس في كنيسة القيامة، في انتظار "فيض النور". أشخاص معدودون لا يتخطّى عددهم العشرين كانوا يشاركون في هذا الطقس، وهم رجال دين والأمين العام لمفتاح الكنيسة حامل ختم القبر المقدّس وبوّاب الكنيسة ومصوّرون واثنان من رجال الشرطة.
بالنسبة إلى المسيحيين الذين يحتفلون اليوم بعيد الفصح، فإنّ العيد الكبير يحلّ وسط غصّة. هم محرومون من الصلاة الجماعيّة التي تُعَد من جوهر الدين، ومحرومون من الاجتماع تحت سقف واحد، سواء في الكنيسة أو في البيوت. فالعائلات محرومة من ممارسة طقوسها الاجتماعيّة إلى جانب تلك الدينيّة في هذه المناسبة.
(العربي الجديد)