تحت عنوان "عودة فانون" تلقي الباحثة الجزائرية سامية زنادي محاضرة في "مركز بيروت للفن" عند الثامنة من مساء بعد غدٍ الأربعاء، حيث تطرح سؤال كيف يتصادى فكر الطبيب النفسي والمفكر المارتينيكي فرانز فانون (1925-1961) مع واقع العالم اليوم.
زنادي منظّمة الملتقى الجزائري "فكر فرانز فانون" الذي صدر عنه كتاب يحمل الاسم نفسه، تعود إلى صاحب "معذّبو الأرض" من حيث اعتبار آثاره الفكرية مرجعاً يستند إليه الكثير من المثقفين والمفكرين باختلاف ميادين تخصّصاتهم، نظراً لتعدّد جوانب فكره وعلاقتها بالدراسات الثقافية والسوسيولوجية والسياسية.
لكن السؤال الأساسي لزنادي هو كيف يمكن لفانون أن يساعدنا على فهم عالمنا اليوم، حيث ترى صاحبة دار "ايبك" للنشر أن ثمة حاجة إلى الرجوع مجدداً إلى قراءة متمعنة في فكر فانون وحاجة حيوية لاستعادة أفكاره التي عاشت عصرها الذهبي في الستينيات والسبعينيات، لكننا في حاجة متجدّدة إليها لمجابهة التمييز العنصري وأشكاله المعاصرة، ووسائل الهيمنة والاستعمار الذي ما زال يحتاج إلى عملية تفكيك مستمرة.
وإن كانت آليات الهيمنة في عصر ما بعد الكولونيالية قد اختلفت، لكن خطاب فانون درسها وحلّلها، بحيث أنه ما زال يدفع دارسها إلى مساءلة هذه الوسائل الجديدة ودور المثقف وعلاقته بالاضطهاد والسلطة.
كان صاحب "بشرة سمراء أقنعة بيضاء" ملهماً لدعاة تحرّر الفرد والطبقة والتحرّر الوطني، وكان له أثر في علم النفس والتحليل النفسي والفن والأدب، ولهذا تبدو العودة إليه بمثابة مراجعة لأعمال فكرية كانت مؤثرة وتأسيسية لفكر النصف الثاني من القرن العشرين، وللدراسات الثقافية وما بعد الكولونيالية اليوم.
يُذكر أن زنادي متخصّصة في علم الآثار، وقد وضعت كتاباً عن فن المنُّسوجات الجداريّة أو قماش النُّجود، وقد أطلقت مجلة "أفريقيا تتكلم كتب".