ساعتان لأوباما مع عبد الله: اختلاف تكتيكي وتحالف استراتيجي

28 مارس 2014
الملك السعودي والرئيس الأميركي خلال اجتماعهما في الرياض (Getty)
+ الخط -

سارعت واشنطن إلى الكشف عن جزء من الأجواء التي تخللت اللقاء الذي جمع، اليوم الجمعة، الرئيس باراك أوباما والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، في الرياض، وهي أجواء بدا أنها ممزوجة بتحسّن طفيف في العلاقات الأميركية ــ السعودية، على قاعدة "الاختلاف التكتيكي" و"التحالف الاستراتيجي" بين البلدين. وبحسب ما كشفه مسؤول أميركي "رفيع المستوى" لوكالة "رويترز"، فإنّ أوباما أكد لمضيفه أن الولايات المتحدة "لن تقبل باتفاق نووي سيىء مع إيران". وقال المسؤول إن أوباما والعاهل السعودي بحثا "الاختلافات التكتيكية" في رؤيتيهما لبعض القضايا، "لكنهما اتفقا على التحالف الاستراتيجي بين الطرفين". واعترف "المسؤول" الأميركي أن واشنطن "لا تزال قلقة بشأن تزويد المعارضة السورية بنظم دفاع جوي محمولة، والموقف لم يتغير بهذا الشأن"، وهو ما تصرّ عليه الرياض.

وكان البيت الأبيض قد أصدر بياناً، مساء اليوم الجمعة، أوضح فيه أن أوباما شدّد على "الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لعلاقاتها القوية" مع السعودية، وذلك خلال المحادثات التي أجراها مع الملك السعودي في مستهل زيارته إلى الرياض. وأوضح البيان أن واشنطن والرياض "تعملان سوياً على عدد من القضايا الثنائية والاقليمية المهمة، ومن بينها حل الأزمة في سوريا، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وجهود مكافحة الإرهاب لمكافحة التطرف ودعم المفاوضات التي تستهدف تحقيق السلام في الشرق الأوسط".

من جهتها، أوضحت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن الطرفين أجريا مباحثات تخلّلها استعراض لـ"آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع المجالات". وتابعت أنّ أوباما وعبد الله "بحثا مجمل الأحداث في المنطقة، وفي طليعـتها تطورات القـضية الفلسطينية والـوضع في سوريا، إضافة إلى المستجدات عـلى الساحة الدولية وموقـف البلدين الصديقين منها".

وكان أوباما قد وصل إلى الرياض، اليوم الجمعة، في أول زيارة يقوم بها إلى المملكة منذ عام 2009، واستهلها باجتماع مع الملك السعودي.

وقال شهود لوكالة "رويترز" إن عدداً من أمراء الأسرة الحاكمة كانوا حاضرين، وإن أنبوب أوكسيجين "على ما يبدو كان موصولاً بأنف الملك عبد الله في بداية اجتماعه" مع أوباما في روضة خريم إلى الشمال الشرقي من الرياض.

وجلس الوفد الأميركي إلى جانب أوباما، وضم وزير الخارجية، جون كيري، ومستشارة الأمن القومي، سوزان رايس. ولم يدلِ أي من الزعيمين بتصريحات علنية بعد الاجتماع الذي استمر لما يقارب ساعتين.

ونُقل عن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس، قوله، من الرياض، إن إيران، رغم المفاوضات النووية، لا تزال "مصدر قلق" لواشنطن، بسبب تصرفاتها التي تؤدي إلى "زعزعة" استقرار المنطقة.

وأضاف "سنبلغ عن فحوى المحادثات معها لكن بصراحة، تقلقنا تصرفات إيران في المنطقة، مثل دعمها للأسد وحزب الله وزعزعة الاستقرار في اليمن والخليج".
وتابع رودس: "إنها رسالة مهمة لشركاء السعودية والخليج أن يعرفوا ان المحادثات النووية لديها القدرة على حل تهديد الاستقرار الاقليمي، في الوقت نفسه سنواصل الضغط في جميع القضايا الاخرى".
وكان رودس قد أشار إلى أن هناك تحسناً في التعاون مع المملكة في ما يتعلق بالسياسة إزاء سوريا، وخصوصاً بالنسبة لتقديم المساعدات لمقاتلي المعارضة.

وقال الدبلوماسي الأميركي للصحافيين، على متن طائرة الرئاسة التي كانت متّجهة إلى الرياض، إنّ "هذا التحسن من ضمن الأسباب التي أعتقد أنها تجعل علاقتنا مع السعوديين في وضع أقوى مما كانت عليه في الخريف، عندما كانت هناك خلافات تكتيكية بيننا بشأن سياستنا في سوريا". كما كشف أن القضايا التي سيبحثها أوباما مع الملك عبد الله تشمل أمن الخليج وعملية السلام في الشرق الأوسط وسوريا وإيران ومصر.

وكانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برناديت ميهان، قد قالت إن "لقاء أوباما مع الملك عبد الله بن عبد العزيز غداً (اليوم الجمعة) سيؤكد أن إيران مسألة محورية في الأجندة الأميركية مع شركائنا في الخليج".

وأضافت: "سيؤكد الرئيس الأميركي الالتزام بأمن الخليج حتى في سعينا إلى حل دبلوماسي حول الملف النووي". ولفتت ميهان الى أن أوباما سيطلع الملك عبد الله "على تطورات مفاوضات مجموعة الدول الغربية مع طهران، واستمرار واشنطن في مواجهة وكبح الدعم الايراني للإرهاب".

وتأتي زيارة أوباما إلى السعودية في اختتام جولة دولية دامت أربعة أيام لسيد البيت الأبيض. وهذه الزيارة الثانية للرئيس الأميركي إلى الرياض، بعد تلك التي قام بها في 2009. وكانت السعودية أول بلد عربي يزوره أوباما في حزيران/يونيو من العام نفسه، قبل توجهه الى القاهرة حيث ألقى خطاباً في الازهر، أكد فيه عزمه "التصالح" مع العالم الاسلامي.

 

المساهمون