تتجه الأنظار مساء اليوم الإثنين، نحو اجتماعات الأحزاب التونسية لمعرفة مواقفها النهائية من حكومة المكلف هشام المشيشي، وتحديد مصيرها قبل يوم من عرضها على البرلمان لنيل الثقة.
ويعقد مجلس شورى حركة "النهضة" مساء اليوم، اجتماعاً عن بعد بسبب كورونا، ليحدّد موقف الحركة من تشكيلة المشيشي، وإذا كانت ستصادق على تمريرها أو تسقطها. وأكدت قيادات من الحركة لـ"العربي الجديد"، أن هناك اختلافاً بين موقفين داخل "النهضة"، يدعو أحدهما إلى التوجه بوضوح إلى قيادة المعارضة الجديدة، في حين يرى الآخر أن الأولوية هي المحافظة على الحد الأدنى من الاستقرار في البلاد، وعدم الذهاب إلى المجهول من خلال المصادقة على التشكيل الجديد، على الرغم من التحفظات عليه.
وليست "النهضة" وحدها من سينظر في تحديد الموقف، وإنما أكثرية الأحزاب الأخرى، حتى تلك التي سبق أن أعلنت دعمها للمشيشي، من بينها حركة "الشعب"، التي قررت الإبقاء على المكتب السياسي للحزب في حالة انعقاد مفتوح لغاية اليوم الإثنين، في انتظار تفاعل المشيشي مع المبادرة التي أطلقتها الحركة على أساس التوافق على منح الثِّقة للحكومة وفق جملة من الشروط المحددة بجدول زمني محدد، من بينها التزام رئيس الحكومة المكلَف بتقديم تصوّر واضح يضبط الإجراءات الكفيلة بوقف النّزيف الاقتصادي والمالي والاجتماعي للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، في أجل أقصاه سنة ونصف، يتمّ التوصّل خلاله إلى التوافق بين الكتل البرلمانية على تركيز المحكمة الدستورية وتعديل النظام الانتخابي، ثم تقييم المرحلة، وبحث قرار توافقي على المرحلة الموالية.
وفي تطور لافت، قالت قيادات حزبية إن الرئيس قيس سعيّد سيلتقي بقصر قرطاج، وفوداً من كل من حركة "النهضة" وحركة "الشعب" وحركة "تحيا تونس" وحزب "التيار الديمقراطي"، كما التقى أيضاً المكلف بتكوين الحكومة الجديدة هشام المشيشي.
وأفادت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها، بأن اللقاء مع المشيشي بحث الجلسة التي سيعقدها مجلس نواب الشعب يوم غد الثلاثاء،والتي ستخصص للتصويت على منح الثقة للحكومة. وتم التأكيد بالخصوص على أهمية الفترة الحالية، وضرورة تخطي كل العقبات من أجل الإسراع بالاستجابة لما ينتظره الشعب التونسي.
وتشير مصادر حزبية لـ"العربي الجديد"، إلى أن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة، من المصادقة على حكومة المشيشي إلى إسقاطها، وحتى تغيير المشيشي نفسه واقتراح شخصية بديلة، وتؤكد المصادر أن كواليس المشاورات شهدت نهاية الأسبوع مثل هذه الاقتراحات، من بينها الإبقاء على إلياس الفخفاخ، وطرح أسماء جديدة، إلا أن التوجس من إرباكات اللحظات الأخيرة طغى على هذه المشاورات، ليبقى الغموض مسيطراً، سويعات قبل عرض الحكومة على البرلمان.