ساعات جنيف4 الأخيرة: الترقب سيد الموقف ولا شيء مؤكداً

03 مارس 2017
المحادثات لم تحقق اختراقاً (العربي الجديد)
+ الخط -

تختم مساء اليوم، الجمعة، على الأغلب، جلسات جنيف 4 بلقاءات للمبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مع وفد المعارضة، ووفد النظام السوري، في ظل غياب ما يؤشر بأن الأمور ستكون أفضل في الجولات المقبلة، ودون حسم موعد للجولة الثانية، أو جدول أعمالها.


وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فقد "بقيت المواقف متباعدة وحرب (المصطلحات) هي التي طغت على جلسات هذه الجولة. وحتى بالنسبة لمراهنة البعض على تغيّر في الموقف الروسي، إلا أنه بدا أكثر خبثاً، في محاولة نقل محادثات أستانة إلى جنيف، من خلال إصرار رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، وبدعم روسي على بحث قضية محاربة الإرهاب".

وفي هذا السياق، أشار عضو الهيئة العليا للمفاوضات، وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "ثمة من تحدث علناً عن هذا الموقف الروسي على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وكأنه في طور التشكل بـ(طريقة أخرى)، غير التي شهدها الجو العام لمجريات جنيف 3. لكن خلف الكاميرا ما يشي بأن الأمور أكثر تعقيداً، ومعرضة لمساومات كثيرة، ليس أقلها المساومة على إعادة تشكيل الوضع السوري، بما يتناسب والمصالح الروسية في ظل غياب أميركي بمشروع واضح".

ما يذهب إليه علوان في شرح بعض التفاصيل التي قد تغيب عن البعض أن "ما جاء في كلام الجعفري عن تشتت المعارضة أمر مكرر، دون أن تكون هناك قناعة حتى عند دي ميستورا الذي تجاوزنا معه كل هذه المسائل وأصبحت وراء ظهرنا. الكل يعرف أننا في وفد المعارضة نضم في صفوفنا ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو. لكن كان هناك شيء مريب في تركيز الروس هذه المرة على بعض الشخصيات المتواجدة في جنيف، واستغلالها وكأنها تعبير عن وجود معارضات".

وأضاف "ما يغيب في تفاصيل المشهد هنا في جنيف، ليس عن الإعلام فحسب، بل حتى عن ذهن ساسة مخضرمين في المفاوضات، من الدوليين المتواجدين، أن يحيى القضماني الذي يقود وفد المعارضة هنا، هو بالتحديد من مؤتمر أو منصة القاهرة".



"انفجرت اليوم ما كتمته صدور البعض على مدى الأيام الماضية من جلسات التفاوض. وإن ظلت في نطاق التأكيد على ضرورة ألا تمنح المعارضة الفرصة لوفد النظام والروس ودي ميستورا، لتحميلنا مسؤولية انهيار وفشل المحادثات"، يقول مصدر رسمي في المعارضة.

بدوره، يؤكد أحد الموفدين الغربيين في هذه الجلسات، لـ"العربي الجديد"، أنه "مهما كانت النتيجة، فإننا أمام اختراق بسيط قد يبنى عليه. كل ما نأمله ألا يمنح الأصدقاء في المعارضة نظام دمشق فرصة تحميلهم مسؤولية انهيار المفاوضات، عبر استفزازات الجعفري ووسائل الإعلام الروسية والإيرانية".

وعن محصلة هذه الجولة، يقول الموفد "ما أطلق عليه توصيف السلات التفاوضية، يعني شيئا واحداً: إذا وافق النظام على الخوض فيها، سيعني ذلك أننا قد انطلقنا من خلالها إلى عملية انتقال سياسي".

أما المعارضة، فواضحة في ما يخص النقطة الأخيرة، وبحسب ما تقول عضو وفد المعارضة، فرح الأتاسي، لـ"العربي الجديد"، فإن "كتابة الدستور وحتى الخوض فيه، ليست بالأمر الجوهري حتى تكون هي الأولوية، أنت لا تبني الطوابق العلوية أولاً، بل تبدأ بوضع الأسس ثم تخوض في العمران لاحقا".

وتضيف "صحيح أننا أمام تصلب في مواقف الروس والنظام، وهم يعطون أولوية لما يسمونه نقطة محاربة الإرهاب، لكن من غير المفهوم أيضاً كيف أنهم لا يرون ما يجري من اشتباكات وتصد للإرهاب؟ ثم إنك لا يمكن أن تحارب الإرهاب، دون أن توجد أرضية حل في سورية، ينقل الناس إلى نظام آخر".



أما المتحدث باسم الجيش الحر، أسامة أبو زيد، فيوضح لـ"العربي الجديد"، بشأن التحركات الكردية الأخيرة، مؤكداً أنّ "تكتيكات النظام العسكرية واضحة في مسائل تبادل استهداف الجيش الحر والفصائل التي تقاتل داعش، يمكنك أيضا قراءة ما يجري شمالا، حيث إن هؤلاء الانفصاليين الذين وقفوا بوجه أهداف الثورة، يسلمون مناطق مواجهة مع داعش لجيش النظام، وآخرها في منبج. إذاً نحن أمام حالة سوريالية، لا يمكن أن تنطلي علينا ألاعيبها كما يظن الروس والنظام وتوابعه".

ويضيف "في المقابل، يمكنني القول إنه حتى في مسألة محادثات أستانة، ليس من المؤكد الآن التوجه إليها لعقد جلسة أخرى، من مفاوضات التهدئة ووقف النار والمسائل الأمنية".



أما المسؤول الإعلامي في الائتلاف السوري، أحمد رمضان، فيشير لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "من المؤكد أن من يعيش الورطة والمأزق، ليس المعارضة، بل النظام السوري. يبدو ذلك واضحاً في تصريحات الجعفري هنا، وطريقة التعاطي الإعلامي مع هذه الجولة".

ويقول "جولة جنيف الرابعة عكست أيضاً، أن النظام لا يريد أن يدخل في العملية السياسية ويحظى بدعم، وهو يحاول أن يبتعد عن جدول أعمال وإطار تفاوضي متفق عليه بين الطرفين، وبدا واضحا حتى اللحظة الأخيرة أن النظام حين يوافق على شيء يضيف شيئا آخرا. وهو الآن يريد أن يفصل بين ملف الإرهاب وجرائم الحرب، وغيرها رغم أنه أبدى موافقة مبدئية، بسبب الضغوط الروسية عليه، للخوض في مسألة التفاوض على الانتقال السياسي".

وبالنسبة للجلسات القادمة، يوضح رمضان أنّ "المبعوث الدولي قدم مقترحات جيدة في بداية هذه الجولة، والنظام حاول إضعاف المفاوضات. أمام دي ميستورا خيار هو أن يتحدث فعليا عن إطار وجدول أعمال محدد، وإلا فعليه أن يقوم، يوم الأربعاء، بإخبار مجلس الأمن من الذي عطل هذه الجلسات؟ ومن ميّع الضغط الأممي؟ استناداً لدعم روسيا التي لم تبد عملياً موقفاً كافياً لدفع العملية قدما".

ويختم "لقد دلت أيام جنيف 4 على صحة ما قالته المعارضة منذ اليوم الثاني: لا يوجد شريك حقيقي في هذه المفاوضات".

المساهمون