حرفي ماهر، يداعب حفنة تراب مزجت بالماء، لتصبح ليّنة يسهل تشكيلها، فيصنع منها أشكالاً فخارية أصبحت تعتبر من تراث فلسطين. ساري الفاخوري (27 عاماً)، يمتهن هذه الحرفة منذ السابعة عشرة من عمره. هو الابن الأصغر لعائلة تتكوّن من تسعة أشقاء وثلاث شقيقات. يحاول، كما يقول لـ"العربي الجديد": "الحفاظ على هذه الحرفة التي تمتهنها عائلته الفاخوري منذ أكثر من 110 أعوام".
اسم العائلة ارتبط بالحرفة
ولا يمكن الحديث عن صناعة الفخار في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، دون التطرق لعائلة الفاخوري، التي كان اسمها عائلة الشماس، وباتت تعرف بعائلة الفاخوري بعد أن امتهنت حرفة صناعة الفخار في فلسطين، وتوارثتها العائلة أباً عن جد منذ عشرات السنين، كما يؤكد الفاخوري.
يجتهد ساري الفاخوري في معمل أجداده الصغير الكائن في المنطقة الصناعية في الخليل، فيخترع أشكالاً جديدة من المصنوعات الفخارية، ويقوم بتسويقها، لكنه يشتكي من تراجع كمية المبيعات إلى أقل من النصف، في وقت ارتفعت فيه تكاليف الإنتاج والتسويق بشكل ملحوظ.
مهنة من الصغر
يقول الفاخوري لـ"العربي الجديد"، إن "صناعاتنا من التراث الفلسطيني، وهي يدوية 100%. احترفنا هذه المهنة أباً عن جد، ولا زلنا محافظين عليها رغم كل الصعوبات التي واجهتنا سواء المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، أو تلك التي لها علاقة بالعرض والطلب في السوق".
ويضيف: "ليس من السهل تعلّم هذه الحرفة، فالإنسان يجب أن يعتاد عليها منذ صغره كي يتمكن من تحريك دولاب صناعة الفخار، وتشكيل الطين بسلاسة ومرونة. إذ إن الطريقة البدائية لصناعة الفخار تتمثل بوجود آلة تحتوي على أسطوانتين؛ واحدة لصنع الفخار، وأخرى لتحريكها بشكل دائري. كما تحتاج هذه الصناعة إلى روح إبداعية في العمل، وقدرة على التشكيل والرسم والتزيين".
يمتهن أكثر من 100 فرد من عائلة الفاخوري هذه الحرفة، التي تحتاج إلى يد ماهرة، وهي التي تشتهر بها مدينة الخليل، حتى بات اسم هذه الصناعة الحرفية مقترنًا بهوية المدينة الثقافية والحضارية.
يشرح ساري فاخوري مراحل صناعة الفخار، ويقول: "تبدأ مراحل صناعة الفخار عن طريق صناعة الطينة، التي تبدأ في برك المياه بالتدريج حتى يتم تصنيعها، ثم يتم تحويلها إلى الدولاب ليتم تشكيلها بالشكل والحجم المطلوبين، ثم تجفف في الشمس. وبعدها يتم وضعها في داخل الفرن في درجة حرارة تراوح بين 1200 درجة مئوية و1400 درجة كي تتماسك وتصبح قاسية، بعدها يحمل المنتج لونًا أقرب إلى الأحمر، إلا إذا أضيف إليه بعض الملح، فيصبح أقرب إلى الأبيض، وبعدها يصبح صالحاً للتسويق والاستخدام وعصيّاً على الكسر.
منتجات متنوعة
ينتج الفاخوري في معمله أوان متعددة ومتنوعة في أشكالها، منها القوارير لزراعة الورود والفخاريات الخاصة بالمأكولات، والمعجنة الفلسطينية التي عرفت منذ القدم لتذويب اللبن قبل طبخه. إضافة إلى أواني الشرب وحفظ المياه بأحجام مختلفة.
يشير فاخوري إلى أن المهنة تعرضت للاندثار، فلم يبق في الخليل أكثر من 4 مصانع من أصل 15 مصنعاً، لذا عمدت عائلة الفاخوري، ورغم إجراءات الاحتلال المشددة في البلدة القديمة من الخليل، وإغلاق عدد من المصانع بسبب الأوضاع الاقتصادية، وقلّة الأيدي العاملة، إلى التمسك أكثر بهذه المهنة التراثية في المنطقة الصناعية في المدينة.
تعتبر صناعة الفخار في فلسطين من أقدم الصناعات الشعبية، إذ يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وأصبحت هذه الحرفة التراثية متوارثة بين عدد من العائلات الفلسطينية التي ارتبطت باسمها. حيث انتشرت هذه الصناعة في مدينة الخليل كأكبر مدينة فلسطينية منتجة لها. وقد شهدت صناعة الفخار الفلسطيني تراجعاً كبيراً في ظل الاحتلال وصعوبة التسويق داخلياً وخارجياً. ويضاف إلى كل ذلك تردي الأوضاع السياحية في الخليل، بسبب الإجراءات المشددة في البلدة القديمة التي تقوم بها قوات الاحتلال. إضافة إلى تطور الأدوات المنزلية وتحولها من المواد الفخارية إلى المواد المصنوعة من البلاستيك والزجاج والمعادن المختلفة.
اقرأ أيضاً:أياد عصعوص... نجاح بطعم "الفراولة"
اسم العائلة ارتبط بالحرفة
ولا يمكن الحديث عن صناعة الفخار في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، دون التطرق لعائلة الفاخوري، التي كان اسمها عائلة الشماس، وباتت تعرف بعائلة الفاخوري بعد أن امتهنت حرفة صناعة الفخار في فلسطين، وتوارثتها العائلة أباً عن جد منذ عشرات السنين، كما يؤكد الفاخوري.
يجتهد ساري الفاخوري في معمل أجداده الصغير الكائن في المنطقة الصناعية في الخليل، فيخترع أشكالاً جديدة من المصنوعات الفخارية، ويقوم بتسويقها، لكنه يشتكي من تراجع كمية المبيعات إلى أقل من النصف، في وقت ارتفعت فيه تكاليف الإنتاج والتسويق بشكل ملحوظ.
مهنة من الصغر
يقول الفاخوري لـ"العربي الجديد"، إن "صناعاتنا من التراث الفلسطيني، وهي يدوية 100%. احترفنا هذه المهنة أباً عن جد، ولا زلنا محافظين عليها رغم كل الصعوبات التي واجهتنا سواء المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، أو تلك التي لها علاقة بالعرض والطلب في السوق".
ويضيف: "ليس من السهل تعلّم هذه الحرفة، فالإنسان يجب أن يعتاد عليها منذ صغره كي يتمكن من تحريك دولاب صناعة الفخار، وتشكيل الطين بسلاسة ومرونة. إذ إن الطريقة البدائية لصناعة الفخار تتمثل بوجود آلة تحتوي على أسطوانتين؛ واحدة لصنع الفخار، وأخرى لتحريكها بشكل دائري. كما تحتاج هذه الصناعة إلى روح إبداعية في العمل، وقدرة على التشكيل والرسم والتزيين".
يمتهن أكثر من 100 فرد من عائلة الفاخوري هذه الحرفة، التي تحتاج إلى يد ماهرة، وهي التي تشتهر بها مدينة الخليل، حتى بات اسم هذه الصناعة الحرفية مقترنًا بهوية المدينة الثقافية والحضارية.
يشرح ساري فاخوري مراحل صناعة الفخار، ويقول: "تبدأ مراحل صناعة الفخار عن طريق صناعة الطينة، التي تبدأ في برك المياه بالتدريج حتى يتم تصنيعها، ثم يتم تحويلها إلى الدولاب ليتم تشكيلها بالشكل والحجم المطلوبين، ثم تجفف في الشمس. وبعدها يتم وضعها في داخل الفرن في درجة حرارة تراوح بين 1200 درجة مئوية و1400 درجة كي تتماسك وتصبح قاسية، بعدها يحمل المنتج لونًا أقرب إلى الأحمر، إلا إذا أضيف إليه بعض الملح، فيصبح أقرب إلى الأبيض، وبعدها يصبح صالحاً للتسويق والاستخدام وعصيّاً على الكسر.
منتجات متنوعة
ينتج الفاخوري في معمله أوان متعددة ومتنوعة في أشكالها، منها القوارير لزراعة الورود والفخاريات الخاصة بالمأكولات، والمعجنة الفلسطينية التي عرفت منذ القدم لتذويب اللبن قبل طبخه. إضافة إلى أواني الشرب وحفظ المياه بأحجام مختلفة.
يشير فاخوري إلى أن المهنة تعرضت للاندثار، فلم يبق في الخليل أكثر من 4 مصانع من أصل 15 مصنعاً، لذا عمدت عائلة الفاخوري، ورغم إجراءات الاحتلال المشددة في البلدة القديمة من الخليل، وإغلاق عدد من المصانع بسبب الأوضاع الاقتصادية، وقلّة الأيدي العاملة، إلى التمسك أكثر بهذه المهنة التراثية في المنطقة الصناعية في المدينة.
تعتبر صناعة الفخار في فلسطين من أقدم الصناعات الشعبية، إذ يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وأصبحت هذه الحرفة التراثية متوارثة بين عدد من العائلات الفلسطينية التي ارتبطت باسمها. حيث انتشرت هذه الصناعة في مدينة الخليل كأكبر مدينة فلسطينية منتجة لها. وقد شهدت صناعة الفخار الفلسطيني تراجعاً كبيراً في ظل الاحتلال وصعوبة التسويق داخلياً وخارجياً. ويضاف إلى كل ذلك تردي الأوضاع السياحية في الخليل، بسبب الإجراءات المشددة في البلدة القديمة التي تقوم بها قوات الاحتلال. إضافة إلى تطور الأدوات المنزلية وتحولها من المواد الفخارية إلى المواد المصنوعة من البلاستيك والزجاج والمعادن المختلفة.
اقرأ أيضاً:أياد عصعوص... نجاح بطعم "الفراولة"