هذه المقالة مع كتابه الشهير "طرق للرؤية" (الذي صدرت ترجمته إلى العربية مؤخراً عن دار "المدى" وأنجزها الروائي السوري زياد عبد الله)، هي المنطلقات التي تبدأ منها الناقدة الفنية والقيّمة المستقلة سارة زورتشر محاضرتها المزمع إقامتها عند السابعة من مساء يوم 20 من الشهر الجاري في "مركز بيروت للفن" في العاصمة اللبنانية.
تحت عنوان "عوالم مهلوسة من المفارقات: ديستوبيا؟"، تحاضر زورتشر في محاولة لفهم عالم الصور ووظيفتها في القرن الواحد والعشرين، ومن خلال ذلك فهم الكيفية التي تفكر بها المجتمعات الغربية، والتي تغذي مفارقاتها المجتمعات النيوليبرالية أكثر من أي وقت مضى.
تسعى المتحدثة إلى تفكيك الطريقة التي تقوم "سياسات ما بعد الحقيقة" عبرها بتجسيد الآمال الافتراضية، والمعتقدات الزائفة والجدران الجديدة سواء أكانت افتراضية أم واقعية، وفقاً لما تقول الناقدة السويسرية في بيانها حول المحاضرة.
تتابع زورتشر "العالم أصبح محيطاً أو صحراء بانتظار رسملتها، ولكن هل بدأت القيم الحقيقية في الاختفاء؟ هل أصبحنا كلنا سجناء المنظومة؟ هل نحن في طريقنا لمواجهة مجتمع مخيف، ديستوبيا؟".
الفرد في العصر الراهن، كما تحدث عن بيرجر، وتؤكد زورتشر يتحوّل في مجتمعاتنا الحالية ذات الروح التنافسية المتطرّفة إلى فرد متعدد المهمّات، مستنداً إلى التكنولوجيا لتحقيق ذلك، لكن ما الذي يحدث لهذا الفرد في هذه العملية؟ سؤال تحاول المحاضرة تقصّي إجابته.
إلى ذلك، تذهب الباحثة لمناقشة مقولة المنظر الثقافي الكوري الألماني بيونج تشول هان (1959)، الذي يرى أن الاضطراب في الشخصية ليس إلا اعتلالاً في المجتمع نفسه، معتبراً أننا نعيش في عصر الإجهاد الذي يسببه الاضطرار المتواصل للقيام بأداء ما، وأن هذا الاضطرار، تاريخياً، يجعل من الفرد نفسه منتجاً، عاجزاً عن أن يتواصل مع الآخر.