منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية في لبنان في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اكتسبت ساحة "إيليا" في مدينة صيدا، بوابة الجنوب، شهرة واسعة، بعدما باتت مركزاً للاعتصامات اليومية والأنشطة المختلفة المواكبة للثورة، ونقطة استقطاب لوسائل الإعلام المحلية والدولية، لنقل وقائع الاعتصامات والتظاهرات والتجمعات من وسط الساحة.
حتى الثمانينيات، لم تكن الساحة موجودة، بل كان هناك طريق واحد باتجاهين من الشرق إلى الغرب وبالعكس، وهو ما يؤكده مختار حي الدكرمان في مدينة صيدا محمد البعاصيري، إذ تقع الساحة في نطاقه الجغرافي. يقول لـ"العربي الجديد": "سميت ساحة إيليا نسبة إلى مستشفى إيليا، الذي بناه الدكتور الراحل إلياس نقولا إيليا منذ نحو أربعين سنة، إذ كانت المنطقة عبارة عن بساتين وكان يميزها المستشفى المذكور من دون أيّ ساحة. أما الشارع الذي كان هنا فهو يربط مدينة صيدا بشرقها وكان يُسمى طريق جزين".
يضيف: "في منتصف الثمانينيات فتح الأوتوستراد الذي يربط شمال مدينة صيدا بجنوبها بهدف الحدّ من أزمة السير التي تضغط على وسط المدينة، وصارت المنطقة عبارة عن تقاطع طرقات في أربعة اتجاهات ما نتج منه متسع يشبه الساحة وسط التقاطع أُطلق عليه اسم مستديرة إيليا، أو دوّار إيليا. كذلك، أطلقت بلدية المدينة على الطريق الذي يصل المدينة بشرقها اسم شارع حسام الدين الحريري، نسبة إلى نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وهو الشاب الذي وافته المنية بدوره سنة 1991 في حادث سير في الولايات المتحدة الأميركية". يتابع المختار: "اختار المنتفضون هذه الساحة لأنّها تقع على طريق حيوي يسلكه معظم المتجهين من بيروت إلى الجنوب والعكس، كما تقع وسط مراكز تجارية هامة في المدينة".
اقــرأ أيضاً
الناشطة في الحراك الشعبي في مدينة صيدا، هدى حافظ، تقول لـ"العربي الجديد": "قبل الانتفاضة لم تكن لساحة إيليا أيّ رمزيّة، لكن بعد اندلاع التحركات الشعبيّة والاعتصام في الساحة، قرر المشاركون أن يطلقوا عليها تسمية ساحة ثورة 17 تشرين، وصارت تحمل رمزيّة الثورة". وعن اختيار هذا المكان تؤكد أنّ ذلك لم يكن مقرراً، فقد بدأ الحراك في صيدا من خلال تجمع أمام مبنى "أوجيرو" للاتصالات الواقع في منتصف الطريق ما بين ساحة إيليا وساحة النجمة وسط المدينة، وبعد التشاور قرر المنتفضون قطع الطريق في وسط تقاطع إيليا كونه طريقاً رئيسياً وشرياناً حيوياً يربط صيدا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وهو أهم تقاطع في المدينة وهكذا صارت الساحة تجمع أبناء الشعب اللبناني المنتفضين على سياسة النظام سواء من مدينة صيدا أو من الجوار. تتابع: "يومياً، يؤكد المعتصمون أنّهم لن يتركوا الساحة حتى تحقيق مطالب الثورة، وما قبل 17 أكتوبر/ تشرين الأول ليس كما بعده وستبقى الساحة مقصداً لأيّ حراك ضد الطبقة الحاكمة في لبنان".
وكانت الساحة في بداية الحراك قد أقفلت تماماً وجرى نصب خيام فيها، وبات المعتصمون لياليهم هناك، لكن، بعد اتخاذ قرار من قبل القوى الأمنية بفتح الطريق واستجابة قيادة الحراك في كلّ لبنان بفتح الطرقات انتقلت الخيم إلى حديقة مجاورة، وصار المعتصمون يتوجهون إلى الساحة يومياً عند المغيب حاملين الأعلام اللبنانية وسط ترداد الأناشيد والأغاني الثورية ليجري قطع الطريق حتى منتصف الليل.
تميز الحراك الشعبي في مدينة صيدا بأنشطته المختلفة والمبتكرة، ومن بينها حثّ السيارات المارة من تقاطع إيليا على إطلاق الأبواق، إذ تقف مجموعة من الشبان والفتيات على التقاطع حاملين لافتات كتب عليها: "زمّر إذا أنت مع الثورة". لاقت هذه الخطوة تفاعلاً من سائقي السيارات. كذلك، واصل تلاميذ المدارس الملتزمون بالإضراب، دروسهم من داخل الاعتصام وذلك بحضور معلمين ومعلمات متطوعين من أجل تلاميذ الشهادتين المتوسطة والثانوية تحديداً. واحتفل المعتصمون بذكرى المولد النبوي الشريف في الساحة بحضور جماهيري كثيف، وكانت الساحة تضم في معظم الأحيان نحو 15 ألفاً من أبناء المدينة والجوار. كذلك، احتضنت الساحة مسيرة الدراجات النارية التي جاءت إلى صيدا من مختلف المناطق اللبنانية دعماً لانتفاضة الشعب وتمرداً على القرار المتخذ من قبل القوى الأمنية بعدم السماح للدراجات النارية بالتجوال في المدينة منذ عام 1998. وقد علّق أحد سائقي الدراجات أنّ مدينة صيدا هي جزء من لبنان، وليست دولة مستقلة كي يطبَق فيها قانون غير موجود في المدن الأخرى.
حتى الثمانينيات، لم تكن الساحة موجودة، بل كان هناك طريق واحد باتجاهين من الشرق إلى الغرب وبالعكس، وهو ما يؤكده مختار حي الدكرمان في مدينة صيدا محمد البعاصيري، إذ تقع الساحة في نطاقه الجغرافي. يقول لـ"العربي الجديد": "سميت ساحة إيليا نسبة إلى مستشفى إيليا، الذي بناه الدكتور الراحل إلياس نقولا إيليا منذ نحو أربعين سنة، إذ كانت المنطقة عبارة عن بساتين وكان يميزها المستشفى المذكور من دون أيّ ساحة. أما الشارع الذي كان هنا فهو يربط مدينة صيدا بشرقها وكان يُسمى طريق جزين".
من تحرك الدراجات (أحمد الحريري) |
يضيف: "في منتصف الثمانينيات فتح الأوتوستراد الذي يربط شمال مدينة صيدا بجنوبها بهدف الحدّ من أزمة السير التي تضغط على وسط المدينة، وصارت المنطقة عبارة عن تقاطع طرقات في أربعة اتجاهات ما نتج منه متسع يشبه الساحة وسط التقاطع أُطلق عليه اسم مستديرة إيليا، أو دوّار إيليا. كذلك، أطلقت بلدية المدينة على الطريق الذي يصل المدينة بشرقها اسم شارع حسام الدين الحريري، نسبة إلى نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وهو الشاب الذي وافته المنية بدوره سنة 1991 في حادث سير في الولايات المتحدة الأميركية". يتابع المختار: "اختار المنتفضون هذه الساحة لأنّها تقع على طريق حيوي يسلكه معظم المتجهين من بيروت إلى الجنوب والعكس، كما تقع وسط مراكز تجارية هامة في المدينة".
الناشطة في الحراك الشعبي في مدينة صيدا، هدى حافظ، تقول لـ"العربي الجديد": "قبل الانتفاضة لم تكن لساحة إيليا أيّ رمزيّة، لكن بعد اندلاع التحركات الشعبيّة والاعتصام في الساحة، قرر المشاركون أن يطلقوا عليها تسمية ساحة ثورة 17 تشرين، وصارت تحمل رمزيّة الثورة". وعن اختيار هذا المكان تؤكد أنّ ذلك لم يكن مقرراً، فقد بدأ الحراك في صيدا من خلال تجمع أمام مبنى "أوجيرو" للاتصالات الواقع في منتصف الطريق ما بين ساحة إيليا وساحة النجمة وسط المدينة، وبعد التشاور قرر المنتفضون قطع الطريق في وسط تقاطع إيليا كونه طريقاً رئيسياً وشرياناً حيوياً يربط صيدا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وهو أهم تقاطع في المدينة وهكذا صارت الساحة تجمع أبناء الشعب اللبناني المنتفضين على سياسة النظام سواء من مدينة صيدا أو من الجوار. تتابع: "يومياً، يؤكد المعتصمون أنّهم لن يتركوا الساحة حتى تحقيق مطالب الثورة، وما قبل 17 أكتوبر/ تشرين الأول ليس كما بعده وستبقى الساحة مقصداً لأيّ حراك ضد الطبقة الحاكمة في لبنان".
وكانت الساحة في بداية الحراك قد أقفلت تماماً وجرى نصب خيام فيها، وبات المعتصمون لياليهم هناك، لكن، بعد اتخاذ قرار من قبل القوى الأمنية بفتح الطريق واستجابة قيادة الحراك في كلّ لبنان بفتح الطرقات انتقلت الخيم إلى حديقة مجاورة، وصار المعتصمون يتوجهون إلى الساحة يومياً عند المغيب حاملين الأعلام اللبنانية وسط ترداد الأناشيد والأغاني الثورية ليجري قطع الطريق حتى منتصف الليل.
تميز الحراك الشعبي في مدينة صيدا بأنشطته المختلفة والمبتكرة، ومن بينها حثّ السيارات المارة من تقاطع إيليا على إطلاق الأبواق، إذ تقف مجموعة من الشبان والفتيات على التقاطع حاملين لافتات كتب عليها: "زمّر إذا أنت مع الثورة". لاقت هذه الخطوة تفاعلاً من سائقي السيارات. كذلك، واصل تلاميذ المدارس الملتزمون بالإضراب، دروسهم من داخل الاعتصام وذلك بحضور معلمين ومعلمات متطوعين من أجل تلاميذ الشهادتين المتوسطة والثانوية تحديداً. واحتفل المعتصمون بذكرى المولد النبوي الشريف في الساحة بحضور جماهيري كثيف، وكانت الساحة تضم في معظم الأحيان نحو 15 ألفاً من أبناء المدينة والجوار. كذلك، احتضنت الساحة مسيرة الدراجات النارية التي جاءت إلى صيدا من مختلف المناطق اللبنانية دعماً لانتفاضة الشعب وتمرداً على القرار المتخذ من قبل القوى الأمنية بعدم السماح للدراجات النارية بالتجوال في المدينة منذ عام 1998. وقد علّق أحد سائقي الدراجات أنّ مدينة صيدا هي جزء من لبنان، وليست دولة مستقلة كي يطبَق فيها قانون غير موجود في المدن الأخرى.