تعثرت الفنانة الفلسطينية زينة نصار بـ "زلطة" (حصى متوسطة) وهي في طريق العودة إلى منزلها، أعجبها شكلها وملمسها الناعم، فقررت التقاطها كي ترسم عليها الأشكال الكارتونية ورسومات الانيميشن التي تعشق، وهذا ما حصل فعلاً، حيث أصبحت تقتني مجموعة منها.
ذلك الموقف لم يكن بداية عشق العشرينية نصار للفنون، وإعادة تدوير مواد البيئة إلى أشكال فنية، حيث استخدمت كل ما يمكن استخدامه من أجل الخروج بمنتجات يدوية الصنع، تعكس قدرتها على صنع شيء من لا شيء، والتي وصلت إلى حد استغلال أغطية زجاجات المشروبات الغازية.
شغف زينة بفكرة الرسم على الزلط دفعها إلى البحث عن قطع الزلط على شاطئ بحر غزة، أو التقاطها من الشارع إن وجدت، وغسلها، ومن ثم البدء برسم الخطوط عبر قلم مخصص، ومن ثم تلوين تلك الرسومات بالألوان المخصصة للرسم على الزجاج، أو المناكير، أو أي من الألوان التي لا تذوب مع مرور الوقت.
ورسمت زينة، وهي خريجة الخدمة الاجتماعية على الأحجار الجامدة، مجموعة من الرسوم الكارتونية، رسوم الأنيميشن، الورود، الأطفال، الأشجار، الزخارف، الأشكال الهندسية، الوجوه، الحروف الموسيقية، الطيور، الحيوانات، الأشكال الفنية، وغيرها، ولونتها جميعاً بألوان زاهية.
الفتاة المهووسة بالرسم، والفنون التشكيلية وصناعة المجسمات الفنية وتحويل كل شيء صامت وجامد إلى لوحات تروي حكايات من الجمال، تقول إنها تحاول الاستفادة من المواد غير اللازمة، لصناعة مواد جيدة للاستخدام، أو العرض، حيث تقوم بتجريب كل شيء يلفت انتباهها لفكرة جديدة، وأنها ترى متعتها الحقيقية، حين تنجح.
وتضيف في حديث مع "العربي الجديد" من داخل غرفتها التي زينت جدرانها برسومات فنية وأشجار، وحولتها إلى مرسم ومعمل لصناعة مجسماتها، أنها تحاول ترك بصمتها على كل شيء حولها، فترسم على قصاصات الورق، وعلى الدفاتر والزجاج، وتحول الدبابيس إلى أقراط، والأحبال الملونة والخرز إلى أساور.
وتوضح أنها شاركت في معرض "زهرة الخريف" وفازت لوحتها بالجائزة الأولى، والتي تحدثت عن الانقسام الفلسطيني، مبينة أنها شاركت في دورة لتعلم رسم الموديل وتحريك رسوم الانيميشن "البوزيت"، لكنها لم تحصل على الفائدة المرجوة، فقررت تطوير قدراتها عبر متابعة الفيديوهات الخاصة بمختلف أنواع الفنون.
وتعتبر زينة الفن "حياتها، وتكون سعيدة وهي ترسم على أي مجسم، أو عندما تصنع أي عمل فني"، موضحة أن الخروج بمثل هذه الأعمال في ظل الأجواء الصعبة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر، يعتبر نجاحاً وتحدياً للظروف، ومؤشراً على القدرة والإرادة التي يمكنها أن تصنع كل شيء.